TDM 03 | فَـارِس الجَلِـيد

56 10 30
                                    

أرجو الإستماع للموسيقى في الأعلى عند القراءة.

...

مضت الأيام وكان كل ما يجمعهم هو تناول الوجبات على مائدة الطعام.

هو غالبًا يرقص ويعزف..إما البيانو أو الكمان، وهي تقضي وقتها في مكتبة القلعة تقرأ بإفراط.

هي تجزم أن لديها العديد من الكتب سابقًا رغم فقدانها لذاكرتها.

بعدما تنتهي من القراءة كل ليلة تقصد حجرتها لتنام على ألحان عزف فارس الجليد.

هل لم تره يعزف مطلقًا ولا تعرف ما يفعل في الأوقات الأخرى عندما لا يصدح عزفه في أركان القلعة، فقط تستمع من بعيد.

ترى أن لربما يضجره فضولها منها، يكفي أنه يسمح لها بالبقاء ويصنع لها وجبات اليوم الثلاثة بالإضافة إلى السماح لها بقراءة كتبه.

هذا ما تظنه هي لكنه في الواقع يرى الونس في صحبتها حتى لو كانا في أبعد بقاع القلعة عن بعضهما البعض.

شعور رقيق يلازمه عند سماع خطواتها صعودًا ونزولًا الدرج، يحب كيف أصبحت القلعة مضاءة بالشموع بعد أن كانت ديجورًا يماثل باطنه.

لم سيضجر ممن أضاف وميض للعتمة ؟

هي كالشفق في ليل قاتم
أو ربما كالنجوم في فضاء حالك.

كانت في طريقها إلى حجرتها بعد قضائها يومها في المكتبة عندما سمعت عزفه المعتاد من الطابق الأخير بالقلعة.

لكن شيء ما بدى مختلف في تلك المعزوفة، شيء ما بدى صادق.

شعرت بصداع طفيف تلاه عدة صور متتالية بدت أقرب لها من القلعة التي هي على أرضها.

ارتفع صدى الموسيقى في القلعة ومعها تشكلت الذكرى لتصبح أوضح.

كانت ترقص على المعزوفة ذاتها وكم بدت شغوفة وهي تفعل.

سرت القشعريرة على طول ظهرها عندما شعرت بالرقصة تنبض داخلها.

كأن جسدها أدرك أنه كان راقص محترف يومًا.

صعدت الدرج سريعًا ولأول مرة سيغلبها فضولها لرؤيته يعزف.

تكاد البهجة تفتك بها لعلمها شيء عن ماضيها، كانت تهوى الرقص !

صعدت الطابق العلوي واستمرت بالإقتراب من مصدر الصوت حتى استوقفها الظل الراقص على الحائط الفارغ يمينها.

THE DANCING MONSTERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن