٣؛ كوتَّة المعفن.

1.4K 161 19
                                    

[١٠ من ديسمبر، ٢٠٢٢]

-
استمتعوا!

-

دخل نادر غرفته ليستعد كي يخرج للبحث عن وظيفة لنفسه، علّه يجد ويتوقف عن كونه عالة على رؤوف، وعندما دخل سمع صوت لأغنية قادمًا من خارج غرفته تقول: «ابن الجيران اللي هنا قصادي مش عارفة بس أعمله أنا إيه.. عمال يصفر كدا وينادي وفي كل حتة يا ناس بلاقيه…» فابتسم نادر بجانبية وخبث لمعرفته من أين يأتي ذلك الصوت وعمّا يدل تحديدًا. 

كان ذلك الصوت قادمًا من المنزل المقابل لمنزلهم، والغرفة المقابلة لغرفته، والتي تعود لبنت الجيران، فهو يضع لها منبه «بنت الجيران شغلالي أنا عنيا…» وهي تضع له «ابن الجيران اللي هنا قصادي…» وعندما يسمعا كل منهما تلك الكلمات يعرفان أن الطرف الآخر قد استيقظ. 

وقف نادر أمام المرآة لثوانٍ بينما يضبط شعره، ويجهز نفسه بعدما بدَّلَ ملابسه، وابتسم لنفسه في ثقة، وكاد أن يُقبِّل نفسه في المرآة، ولكنه وجد هاتفه يرن بنغمة الاتصال؛ ليعرف أن فتاته، ابنة الجيران تستعجله كي يخرج لها من الشرفة، فخرج بسرعة دون حتى أن ينظر لاسم المتصل ويتأكد، ليجدها تقف بينما تتظاهر بأنها تجمع الملابس من على حبال الغسيل، والغضب يتطاير من عينيها، ليبتسم هو بمشاكسة ويقول: «يا صباح اللي بتغني» 

فقالت كوتّة، ابنة الجيران من بين أنيابها: «ساعة يا ابن ذكية عشان تطلعلي البلكونة!» 

ليقترب نادر ويسند كوعه على سور الشرفة، ويضع ذقنه فوق كفه بهيام، قبل أن يقول: «إيه يا حبيبة القلب، كنت بظبط نفسي عشان أنزل، وبعدين وحشتك للدرجادي؟!» 

فقالت كوتّة وقد تركت الملابس من يدها، ونظرت له بُحب بعدما نسيت غضبها: «وحشتني أوي يا نن عيني» 

فابتسم نادر بثقة وقال: «وأنتِ كمان وحشتيني يا قلب نن عينك» وأكمل بينما يحاول تثبيت قلبها: «تعرفي يا بت يا كوتّة أنتِ لو نمتِ جنبي مش هحلم تاني» 

فاستغربت وسألت: «إيه دا ياخويا ليه؟!» 

فابتسم نادر بالثقة ذاتها،، وقال: «عشان أنتِ حلمي الوحيد» 

ابتسمت كوتّة ببلاهة، ونظرت له بينما تشعر بشيء يدغدغ قلبها لتقول: «ياما نفسي نتجوز يا ولا، ونحقق حلمك الوحيد» 

فتغيرت ملامح نادر عندما ذكرت أمر الزواج قائلًا: «يـُــوه يا كوتّة، جواز جواز.. ولما نتجوز، هسرف عليكِ منين وأنا لسة بيتسرف عليا!» 

فقالت كوتّة بحدة: «قولتلك أبويا قالي هيشغلك معاه، دا هيفضيلك شغلة المحاسب في المحل، وهيمشي الواد محروس كفتة اللي شغال عنده بقاله عشر سنين عشانك» 

فنظر لها نادر بسخرية وقال: «يعني على آخر الزمن نادر ديكارت، خليفة أفلاطون وسقراط يشتغل محاسب في محل جزارة! عيزاني أتعامل مع البقر والخرفان يا كوتّة!» 

عصابة لكن ظرفاء. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن