[٢٠ من مارس، ٢٠٢٢]
-تركوا نادر يحاول النجاة مدة لا بأس بها، حتى أشفقوا عليه، أو لأنه ليس موعده كي يموت، فأخرجوه من حمام السباحة، ليُصبح كالفأر المبتل الذي يرتجف وشعوره بالعار يتصاعد داخله حتى وصل به إلى عنان السماء.
جلس رؤوف بجواره، وهو لا يستطيع التوقف عن الضحك بسخرية، ليقول بشماتة: «أخيرًا يا نادر! بعد العمر دا كله، وسنين البلطجة دي كلها، لقيت اللي يخليك شبه الفار كدا! صحيح يا ولاد الدنيا دوارة»
ضيق نادر عينيه، والغضب جعله يغلي الآن، خاصةً بسبب كلمات رؤوف المستفزة، ليُكمل رؤوف بسعادة: «هو استغفر الله العظيم يعني، اللهم لا شماتة، بس أنا شمتان» وضحك بسعادة في نهاية جملته.
اصطكت ضروس نادر بضيق جعله يشعر أن رأسه ستنفجر، وقال بتهديد بنبرة منخفضة: «ابعد عني يا رؤوف عشان قسمًا بالله لو ما سبتني دلوقت لهطلع كل اللي حاسس بيه دا فيك، وساعتها هبقا مستعد أرمي نفسي أنا في الماية وأخلص من كل دا، وأنت عارف إني مجنون وأعملها» ومن ثم أعلى صوته صارخًا فيه: «غور من وشي، غور»
تحمحم رؤوف، فبالرغم من رغبته الشديدة في إغاظة نادر، ردًا عمّا كان يفعله به، إلا أن نبرة نادر في تلك اللحظة جعلته يقف، ويتحرك بضع خطوات مبتعدًا عنه بقلق قبل أن يقول: «أنا بس هقول حاجة واحدة قبل ما أمشي من جنبك» وكأنه لم يمشِ من جانبه بالفعل! ولكنه أكمل: «شوف بعد كل اللي علقتهم بيك، المرادي طلعت متجوزة، ومش متجوزة أي حد، دي متجوزة مصارع، وإن شاء الله هيفلقك نصين»
يَقصد مَنْ؟ آريانا؟ نعم، بالفعل يقصد آريانا، والمصارع الذي يقصده هو جاكسون!
عندما كانت تقول آريانا كلمة «حبيبي» كانت تنادي على زوجها الغالي، مدرب المصارعة، وأفضل المصارعين الحاليين، جاك، جاكسون، الذي رأوه مسبقًا يحمل الرجل الضخم الآخر ويطرحه أرضًا وكأنه يحمل ريشة؛ لذلك لم يجد أي صعوبة في حمل نادر ورميه في الماء!
اللهم لا شماتة، بس أنا شمتان.
شعر نادر بضغطٍ هائل يعصف بعقله، ليصيح بنبرة مرتفعةٍ مُخرجًا كل ما يشعر به من ضيق فيها.
تمتم بصيق شديد في النهاية: «بقا أنا.. نادر ديكارت، خليفة ديكارت وأرسطو وأفلاطون يحصل فيا كدا!»
؞
إنه يحملها، يحملها بين ذراعيه المعضلين، ويجري بها بين حقول الياسمين، ينظر لها ويبتسم برقة، بينما يقول: «كل الزهور في كفة، وزهرتي في الكفة الأخرى»
خجل منها، ووضع كفيه على وجهه، يبدو كفتاةٍ حسناء في إحدى الأفلام الهندية، وهي تجري من حبيبها، وتختبئ منها خلف الأشجار تارةً، وخلف الزهور تارةً أخرى!
أنت تقرأ
عصابة لكن ظرفاء.
Humorماذا إن استيقظت يومًا ووجدت نفسك مخطوفًا في مكانٍ لا تعرف عنه شيئًا، وإما أن تلقى حتفك، أو تعمل مع عصابة الخاطفين، فماذا سيكون قرارك يا تُرى؟ وماذا تعتقد سيكون قرارهم كذلك؟ بدأت في: ١٥ من أكتوبر، ٢٠٢٢. الفصل الأول: ١ من ديسمبر، ٢٠٢٢. انتهت في: - ال...