[١٧ من فبراير، ٢٠٢٣]
-نظر رؤوف إلى طاولة الطعام الطويلة الممتدة من بداية غرفة الطعام إلى آخرها بشرهٍ، فهو لم يرَ ذلك القدر من الطعام في حياته، فاقترب سريعًا من الطبَّاخ الذي يقف خلف الطاولة، ويقدم هو الطعام للرجال، ليأخذ رؤوف صحنًا ويمده له كي يملأه له، فنظر له الطباخ باستغراب، فهو لا يعرفه، ولم يره من قبل، لينظر إلى سلطان بتساؤل قائلًا بلغته الإنجليزية: «Who is this؟» (مَنْ هذا؟)
فقال سلطان بالعربية: «دا رؤوف، ودي زهرة، ودا نادر» فعلى الرغم من أن الجميع هنا عادةً يتحدثون بالإنجليزية، لكونهم غير مصريين، ومن دول أجنبية مختلفة، إلا أنهم يتحدثون اللغة العربية ويفهمونها بقدرٍ ما.
ابتسمت زهرة عندما قال سلطان اسمها، واقتربت هي الأخرى من ذلك الطباخ بملابسه البيضاء، وقبعته الطويلة المائلة على جانب رأسه، ومريلته المتسخة بفضل عمله.
أخذت صحنًا هي الأخرى، ووقفت بجوار رؤوف قائلةً: «صباحك عسل يا شيفنا» وأكملت: «اسم الكريم إيه؟»
نظر لها الطباخ باستغراب، ليقاطع لحظة التعارف تلك رؤوف قائلًا للطباخ: «لا بقولك إيه، خلصني أنا الأول، حطلي الأكل اللي هطفحه، وبعدها إبقا رد عليها، عشان مش ناقصة عطلة، وقسمًا بالله ثانية كمان وهاكلك أنت شخصيًا»
جحظت عينا الطباخ بصدمة مما يسمعه، فهو بالفعل لا يفهم نصف ما يُقال له، فعيناه الزرقاوان وشعره الأشقر، وبشرته البيضاء ووجنتاه الحمراوان كافيان لتعرف من أي عِرق هو.
على الرغم من أننا في مصر عندنا الكثيرون بالمواصفات ذاتها، ولكن يظل العِرق المصري واضحًا لعيني الأعمى.
قال الطباخ بلكنته المصرية المدموجة بلكنته الأجنبية: «عايزة إيه؟» محدثًا رؤوف، غير مفرقٍ بين الذكر والأنثى في حديثه.
فقال رؤوف مشيرًا بأصابعه إلى فمه، ومن ثم إلى بطنه قائلًا: «بؤقي وبطني بيدعوا عليك، بيقولولك جعانيــــن!»
عاد الرجل خطوة إلى الخلف مصدومًا من صرخة رؤوف في آخر جملته السابقة، لينظر إلى سلطان قائلًا: «الحقني سلطان الحقني»
فقال رؤوف مستوعبًا ما يحدث: «يا عم متخافش، مش هعملك حاجة، أنا جعان بس، حطلي هنا أي أكل من عندك، إن شالله تقطعلي دراعك وتحطه مش هعترض»
فاقترب نادر الذي كان يتابع المشهد ويقهقه في الخلف، وقال: «يا خواجة فنيتو أنت، حطله أي أكل في الطبق، بعد ما يشبع هيرجع إنسان طبيعي، هو دلوقت في مرحلة صعبة اللي بيحصل بعدها إنه بياكل لحم البشر، فحطله حته فرخة من دي وشوية قرنبيط وبطاطس وسلطانية شوربة وظبطه كدا» على الرغم من أن ذلك ليس الموجود في الأساس!
نظر الرجل إلى رؤوف بخوف، وأعاد نظره إلى سلطان مجددًا، متسائلًا بنظراته القلقة، ليقول سلطان: «حطله حاجة ياكلها يا شيف»
أنت تقرأ
عصابة لكن ظرفاء.
Humorماذا إن استيقظت يومًا ووجدت نفسك مخطوفًا في مكانٍ لا تعرف عنه شيئًا، وإما أن تلقى حتفك، أو تعمل مع عصابة الخاطفين، فماذا سيكون قرارك يا تُرى؟ وماذا تعتقد سيكون قرارهم كذلك؟ بدأت في: ١٥ من أكتوبر، ٢٠٢٢. الفصل الأول: ١ من ديسمبر، ٢٠٢٢. انتهت في: - ال...