طيف الماضي
بدا الأمرُ كالسّرابِ الذي مَهما حَاولتُ الإقترَابَ إبتَعَد !
مَا سَبَبُ كُلّ هَذا الحُزن عَلى وَجهِك ؟ مَا الذي تُخفِيهِ حَتى تَرجَمهُ سَوادٌ حَاوطَ مِحجَريك ؟ إنتَظر أينَ تَذهَب مازِلتُ أريدُ سؤَالكَ عَن سبِب شحوبِ وَجهكَ ونحُولكَ هذا !
أفَقتُ مِن شرودي عَلى صوتِها كَالعادة .
-أنتِ شاردةُ الذهن ؟ نَادَيتُكِ كَثيراً لنَصُبَّ العَشاءَ للأطفالِ ، أتيتُ عِندما لم أحظى بجوابٍ منكِ
-آسفة حقاً لَم أسمعكِ حقاً ، سآتي حالاً .
أعمَل في حضانةٍ للأطفالِ مُنذُ ثلاث سنين تقريباً ومِن خِلالِ عَمَلي أحبَبتُ الأطفالَ جداً وتَعَلَّقتُ بِهِم فأصبَحوا يَرِدّونَ عنّي وِحشَتي . بَعدَ أن قضيتُ عُمري بينَ تلكَ الأسوار المُدرّج تحتَ مُسمّى بِدارٍ للأيتام . والآن أنا تِلكَ الأنثى المُستَقلة التِي لَطالَما حَلُمتُ بِها . أنثى تَعمَلُ وتُنفِقُ على نَفسها دونَ ان يَمنّ عليها أحد .
كَوني تَرعرعتُ في دارٍ للأيتام واجهتُ صعوباتٍ كَثيرة ، والأسئلة الكثيرة ! كذاكَ الذي يسأل « أينَ والدِيكِ عَزيزتي » أرجوكَ أصمُت عَزيزي !
بالرُغمِ من كونِ أبي وأمي عَلى قَيدِ الحياة إلا أنني لا أعلمُ لِما بَقيتُ في الدّار بَعيداً عَنهُم لَكنّني مُتأكّدة أن حَالة أبي لهُ عِلاقةٌ بذالِك .
أذكُرُ جَيداً قُبيّلَ إدخالي للدارِ لَم أرى والِدتي لإسبوعٍ كاملٍ ، وَكُلَّما سألتُ عَنها قَال :-- ذَهَبت تَزورُ أهلها وتعود ، لا تَقلقي .
كاذِب ! أعلَمُ أنهُ كاذِب لكن لَم اضغَط بِالسِّؤال لاسيما أنني كنتُ شاهِدةً عَلى حَالهِ في الآونة الاخيرة .
قَلّت#كلنا_مع_الحق_كلنا_وردة
أنت تقرأ
طيف الماضي
Contoتعيش فترة طويلة من حياتها من دون أن تعلم بالعذاب الذي ألم بأهلها... قصة قصيرة جدا