الفصل الأول♢: رداء أحمر

151 13 5
                                        



لم يفكِّر «موريتا» طويلًا وهو يدخل حمّام شقّته في طوكيو. أغلق الباب، استدار ليبلغ الحوض… ثم تجَمَد في مكانه.

كان هناك كائنٌ يضيء بهالةٍ دامسة: رداءٌ قِرمزيّ يلتفّ حول جسدٍ نحيل، ووجهٌ أبيضٌ شمعيّ مائلٌ إلى الزُرقة، كجثّةٍ غارقة.

شهق موريتا كمن ابتلع جمرًا، جاهد لينتزع الهواء، وأدار المقبض بجنون—الباب أبى أن ينفتح.

الكيان يقترب… خطوة، اثنتان. عندئذٍ تسلّل صوته إلى رأسه، ثقيلاً يلتفّ حول الأعصاب:

«أتريد منديلاً أحمر… أم أزرق؟»

حاول الصراخ… لا صوت.

قبضته المرتعشة تنزلق عن المقبض. ضغطٌ غامض يُطبق على صدره؛ السؤال يخترق أفكاره كأمرٍ لا يُقاوَم.

حين لامس ظلّ الشبح قدميه، انفلتت من شفتيه شهقةٌ/كلمةٌ لم يعِ معناها:

«أحمر…»

ارتسمت على الوجه الشمعي ابتسامةٌ باردة، ومع صريرٍ حادٍّ انفجرت الدماء على البلاط الأبيض.

****

بعد ثلاثٍ وعشرين ساعة، في جناحٍ فاخر بوسط العاصمة، دوّى صراخٌ مهول. الباب يُغلق وحده، الضوء يخبو، امرأة ترتعش. يظهر الطيف نفسه:

«منديلاً أحمر… أم أزرق؟»

تترنّح، تغرز أظافرها في خشب الباب بلا جدوى. كيد السؤال يثقل لسانها حتى تنفلت الإجابة:

«أزرق…»

أصابعٌ باردة تلتفّ على عنقها… ينسحب الهواء… ويسكن الجسد بلون البحر العميق.

في مطلع الفجر، راجت داخل أقسام الشرطة اليابانية مقاطعُ غامضةٌ استخرجها خبراءُ الجرائم الإلكترونيّة.

من فندق «ساكورا بلازا»، تُظهر كاميرا الممرّ ظلًّا قرمزيًّا شفّافًا ينساب تحت باب الحمّام قبل أن يُصفَق الباب من الداخل بعنف لا يبرّره تيّارُ هواء.

وفي اللحظة عينها، يلتقط الميكروفون الذكيّ في سقف الجناح صوتًا مشوَّشًا يهمس:

«منديلاً أحمر… أم أزرق؟»

الملفّات المسحوبة من شقّة موريتا تكشف المشهد نفسه: ومضةً حمراء تَشيع على العتبة، فصوتًا غامضًا، ثم صمتًا مطبقًا.

لا وجه واضح، لا بصمات، سوى بُقعٍ من دمٍ لم يُعرَف لها مصدر.

هكذا صاغت الصحافة اسمًا جديدًا: «الشبح ذو الرداء القرمزي».

مواقع التواصل تغذّي النار بنظريّاتٍ لا تنتهي:

انتقام، لعنة، تجربة حكوميّة فاشلة.

لكن في مكانٍ ما، شخصٌ واحد فقط يملك الإجابة الحقيقية—وربما يدفع حياته ثمنًا لها.


♕♕♕♕♕♕♕♕

هاااااي معكم stella 👋

كيف وجدتم البداية؟ 💖

أريد أن أعرف آراكم 😊

وتخميناتكم🤭

لقد حان الوقت لتوقظوا المحقق النائم بداخلكم 🌟

سلام ~

أسطورة الشبح الأحمر ♧ ~لعنات الماضي لاتموت~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن