أشرقت الشمس وبدأت الحركة بالشوارع، كُلٌ إلى مقر عمله والأطفال إلى المدرسة وهناك في مكان ما تدافع فوق عربة الفول الصغيرة للحصول على الإفطار، سيداتٍ يشترين الخضروات لتحضير الطعام باكرًا والكثير من التفاصيل التي نراها كُل يومٍ في أنحاء المدينة.
لنقترب قليلًا إلى أحد المنازل المصرية بأحد الأماكن التي يسكنها الأشخاص ذوو الدخل المتوسط بالطابق الثالث تحديدًا..
وقفت عفراء تتناول الطعام مسرعة بسبب تأخرها المُعتاد بينما تنهرها والدتها قائلة بتعجب:
_ يا بنتي اقعدي افطري زي الناس يخرب عقلك!مضغت عفراء الطعام بصعوبة وقالت بابتسامة هادئة:
_معلش يا حبيبي عشان ألحق اركب بس يلا سلام عليكم.توجهت لباب المنزل وبدأت ترتدي جوربها المنقوش بثلاثة دببة فهذا هو الكرتون المُفضل بالنسبة إليها عبست حين تذكرت أنها لم تُقبل شقيقها واعتدلت بوقفتها فكرة لثانية واحدة ثم تركت الحذاء وتوجهت لغرفته المجاورة لغرفتها، لم تدُق الباب لعلمها بعودته المتأخرة من المشفى فدلفت على أطراف اصابعها ونظرت له بحنان ثم انحنت وقبلت رأسه والتفتت تخرج كما دخلت وابتسمت حين سمعت صوته الناعس:
_خلي بالك من نفسك يا حبيبي.فردت بنبرة مطمئنة:
_حاضر يا علي.ثم خرجت وأكملت إرتداء حذائها وهبطت من المنزل تأمل الوصول قبل إغلاق باب المُدرج فهي لا تود حدوث هذا منذ يومها الأول على الأقل.
••••••••
في مكان يبدو نائيًا ولكن ما هو إلا أبنية حديثة لم تمتلئ بالسكان بأحد هذه الأبنية الطابق الخامس وقبل الأخير وقفت السيدة الحنونة تُعد الطعام بحُب في مطبخها الكبير وما أن إنتهت حتى اتجهت إلى الغُرف الثلاثة جوار بعضهم ودقت الأبواب فبدأت تُفتح بهدوء..
خرج من الغرفة الأولى شاب يرتدي ملابسًا عادية بنطال من الجينز وتيشرت بالأبيض وفوقه قميص من الكاروهات الأبيض وأسود، كان فارع الطول قمحي البشرة عينيه سوداء ورموشه كثيفه وأنفه طويل قليلًا وجسده متناسق وخصلاته السوداء التي تبدو طويلة قليلًا، اقترب من السيدة وقبل رأسها بخفة وجلس فوق مقعده بهدوء..
وخرج من الغرفة الثانية شاب يبدو أصغر بالعمر قليلًا يرتدي ملابسًا رسمية ويمسك ببعض الأوراق بيده، كان قصيرًا بالنسبة لطول شقيقه وأبيض البشرة عينيه بنيتان ورموشه قصيرة وأنفه كشقيقه وخصلاته قصيرة ومُنمقة..
بالنهاية خرج أصغر شقيق وهو يرتدي قميص عادي وبنطال أسود وحقيبة الظهر، متوسط الطول بشرته بيضاء وعينيه سوداء ورموشه كثيفه وخصلاته تعود للخلف ولكنها متوسطة الطول وبنية اللون..
أنت تقرأ
عفراء والياء "مكتملة"
Romanceمرر يديكَ على رأسي لعل أفكاري تهدأ مثلما تهدأ أمواج عيناي حين تراك. _منار حماده