الفصل السادس والاخير

115 8 0
                                    


اخطب لامك

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل السادس

حركات متوترة من ابنها الأكبر جعلتها هي الأخرى تتوتر. همست:

-اهدأ ارجوك

نظر لها بعصبية ورد:

-اهدأ؟ لدي عمل يا امي لا استطيع تركه وهذا الرجل الذي اخبرني به احمد اين هو وما الموضوع الذي لا يمكنه الانتظار لماذا كل هذا الغموض؟

ردت عليه وعينها على الساعة:

-عد الى عملك يا ولدي. الامر ليس بذات أهمية واحمد مراهق وانت تعرف كيف يتصرفون

زفر ثم وقف:

-امي هل هذا وقت الاعيب الصغار؟ كبرنا على هذه الالاعيب الا تعتقدين؟

شعرت بالخجل من كلماته. ان كانت تصوراته عنها هكذا فكيف من الأساس سيستمع الى كلمات مهدي عن الزواج؟ أغلقت عينيها في رغبة شديدة للهرب، ولكن الى اين المهرب وقد دخل احمد وتبعه صوت مهدي يضحك على نكتة القاها رامي قبيل دخولهما البيت. ثم بلمح البصر دخلا الصالة وصار مهدي امام ابن اعتماد الأكبر خالد.

حينما القى مهدي السلام تغيرت ملامح خالد وتراجع للوراء. تبادل مهدي مع اعتماد نظرة سريعة خجلة من جهة اعتماد وواثقة من جهة مهدي ثم خرجت بسرعه من الصالة. تصيرت الى طفلة صغيرة تهرب امام نظرات خاطبها الجسور. مهما كبر الانسان في سنوات عمره، مشاعر القلب لا تتبدل ولا تتغير بل تظل على حالها وبوجودها يشعر المرء انه صغر عمرا ويفع قلبا.

تبسم مهدي وبدأ بسلاسة يعرف عن نفسه اكثر -قد تقابلا سابقا عندما كانت اعتماد في المستشفى- والغرض من التعريف المسهب تمهيد لخالد حتى تقل غرابة تلك المحادثة. وصل مهدي الى جوهر اللقاء:

-انا هنا لطلب القرب

رد لا شعوريا:

-ابنتي لا تزال طفلة يا سيدي

ثم رمق رامي بنظرة عميقة ليرد مهدي:

-ليست ابنتك بل والدتك

اطلق خالد زفرة استعجاب ورد:

-من؟ ان كانت هذه مزحة فانا لا اتقبلها على الاطلاق

وبدا على معانيه الاستغراب ليتدخل احمد في الحديث:

-ارجوك لا تتظاهر انك رجل البيت يا اخي. هذه الأمور هي شكلية فقط اما القرارات فقد تم اتخاذها مسبقا

كشر خالد عن انيابه ورد:

-اخرس انت ودع الكبار يتحدثون

أراد احمد الرد لكن مهدي امسكه بهدوء وقال:

-لما لا تذهبان انت ورامي لتساعدا والدتك

لم ينبس احمد ببنت شفة بل نهض وتبعه رامي فخلا الجو للعريس المرتقب وحماه الشاب للحديث بهدوء:

اخطب لامك فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن