الفصل الثالث

97 9 0
                                    


اخطب لامك 

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل الثالث

اقترب احمد من والدته الجالسة تقمع حبات الباميا وقال لها متمسكنا:

-ست الكل دعيني اساعدك

ردت عليه فورا فهي تعرف تلك اللهجة وذلك الوجه:

-ماذا تريد؟ هل أنهيت مصروفك بهذه السرعة؟

قهقه رادا:

-دائما تظنين بي ظن السوء يا ست الكل.

ثم امسك بهاتفها المستريح على الطاولة قربهما وقال لها:

-سأصنع لك حسابا على الفيس بوك

اعترضت بشدة:

-لا أريد حسابا في أي مكان. اتركني أعيش بسلام بعيدا عن لهو هذه الأماكن ووجع الراس القادم منها

هز رأسه معترضا على كلامها:

-لا تتسرعي يا ست الكل، الفيس بوك سيسهل عليك التواصل مع الجميع. الم تشتكي في الأيام الماضية من قلة اتصال اختي النجيبة بك؟ وقلت انك اشتقت الي أولادها؟ وان من الصعب عليك بعدها عنك وقلقك البالغ عليها في ارض الغربة؟ وهي لا ترسل لك صورا كافية لابنائها بينما الفصيحة تملأ صفحتها على الفيس بوك بصورها وصورهم.

زفرت غير راضية على تهكمه على اخته وهي تستمع الى حججه الأخرى لاقناعها. وهمست:

-احمد توقف عن التهكم على اختك

رد عليها مغيرا الموضوع:

-ساقوم بعمل الحساب فتتسلي فيه وتتواصلين مع بقية افراد العائلة.

بينما كانت تعترض على مابدأ بالفعل عمله، هتف:

-سأسميك البطة البيضاء

ضربته على كتفه ضربة خفيفة وردت ضاحكة:

-بطة؟

أجابها متظاهرا بالجدية وهو ينظر الى جسدها الممتلئ:

-بطوطة واجمل بطوطة

هتفت محتجة على الاسم:

-لم يعجبني الاسم اكتب الحاجة اعتماد هذا اكثر احتراما لعمري

هز رأسه غير راض عن كلماتها الأخيرة:

-عمر؟ حقا يا امي هل تعتقدين انك كبيرة بالعمر؟ اذاً فانت لم تتعرفي على مونيكا بيلوتشي او سلمى حايك او شارون ستون؟

حدجته بنظرة تساؤل:

-من؟

ضحك فهو يعرف تمام المعرفة ان والدته لا تتابع الا التلفاز العربي. ضرب مفاتيح الهاتف عدة ضربات ثم قال:

-وها هو حسابك جاهز تعالي لاعلمك عليه

ثم بدأ يعلمها كيف تستخدم حسابها وأضاف لها العائلة، وعلمها كيف ترسل طلبات صداقة وكيف توافق عليها، وكيف تترك تعليق وكيف تضيف صفحات او تنضم الى مجاميع، ولم ير منها الكثير من الاهتمام في بادئ الامر، ولكن بعد فترة عندما بدأت تتعلم على الامر، جذب اهتمامها. اخذت هاتفها وبدأت تقلب فيه وابنها يرى ابتسامتها. ثم ارسل رسالة الى رامي يخبره ان العمل قد تم.

اخطب لامك فصحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن