ep.1

1.2K 18 2
                                    


كُنتُ احيا من قبل وفكرة أن العالم غير عادل كانت متبرعمة ،لكن في الاونة الاخيرة ذبلت الزهرة التي نمت ،لكن رغم حلول الربيع لم تزهر مجددا فقد تجددت لدي فكرة هذا العالم ،لقد أيقنتُ أنه عالم ظالم أسوء من السيء ،إنها لدُنيا فانية فماذا سنتوقع؟ نحنُ لسنا بالجنّة لنرى من حولنا الملائكة ،لكني أعلم ايضا اننا لم نصبح من أهل الجحيم بعد! اذا لماذا الشياطين تدور من حولنا كالفراشات؟

متى سيستيقظ هذا العالم من قيلولته ؟ متى سيتطور اصحاب هذه اللغة ويرتقوا بأنفسهم؟


***

ايطاليا ، نابولي 

تقفُ تلكَ الفتاة ذات الشعر البني الفاتح الطويل وصاحبة عيون عُشبية مختلطة بألوان الشمس، وسط الظلمة الحالكة مرتدية لباسا منزليًا راقيًا باللون الأسود ،لم تضع وشاحًا على نفسها علّها تقي جلدها الرقيق من لسعات البرد القارص .كان الوقتُ حينها بُهرةُ الليل ،حيث الجميع نيام من افراد المنزل الى الخدم وبعض الحراس الذين انهوا دوريتهم قبل ساعتين ربما، أجل فهي لم تنم..كان تحدق بإتجاه شروق الشّمس تنتظر بزوغها علّها تستردُّ بعض الطاقة فتتنشط ..كانت شاردة في الفراغ بينما عقلها شرد بأفكاره بعيدًا هاربًا من الواقع .

بعد ساعة ونصف دخلت بملامحها الطفولية التي لا تمتُ لعمرها بأي صلة .بدّلت ثيابها لفستان أسود طويل حد القدمين يغطي نحرها وذراعيها بأكملهما ،رفعت خصلاتها البندقية الى الاعلى لتشكل بهما كعكة كبيرة تدلى منها بعض الخصلات المتمردة على وجهها مما اعطاها رونقًا جميلًا ،وكأي أنثى تُحِبُّ أن تبدو بأبهى حُلّة وضغت أقراطها الألماسية وقلادة والدتها الفريدة والتي لم تكن تخلعها ابدًا وقد أخفتها كالعادة .نظرت حولها تبحث عن الساعة لمعرفة الوقت الا ان طرق الباب اوقفها عن ذلك وهيهات حتى سمعت صوت الخادمة تستعجلها بالنزول ، لم تنطق ببنت شفة بل بخطوات كبيرة اقتربت من الباب ووضعت كفها على مقبضه تلفه ،لتفتحه وتغادر من أمام الخادمة ،هابطة السلالم بكعبها الاسود كحُلَّتِها وكأنها بجنازة ما ، هبطت عن الدرجة الأخيرة تزامنًا مع رؤيتها لوالدها يتجه الى صالة الطعام في قصرهم ، فتقدمت من خلفه وما ان دلفت تلك الصالة حتى القت تحية الصباح بهدوء وصوت كالغدير. ردّ عليها والدها ببروده المعتاد ولم يلبثا دقائق حتى تقدّم رئيس هذه العائلة الصغيرة والذي لم يكن سوى جدها فيليب ، جلس على الكرسي برأس الطاولة ليكون الترتيب كالتالي: الجد بجانبه الأيمن والدها وبالجانب الأيسر جلست هي. لم يلقي الجد التحية ولم يتحدث اثناء تناول الطعام فهذه عادتهم ام اقول قوانينهم؟ انتهوا من تناول الطعام وكانت تستعد لمغادرة القاعة فليس هنالك سبب لبقاءها فوالدها وجدها غالبا سيذهبان للصيد كالعادة وهي لا شيء لديها سوى البقاء في هذا القصر الكئيب كما تسميه ، لكنها سرعان ما تفاجأت بداخلها فمعالم البرود لا تفارق محياها ، حينما نطق الجد 

زواج جحيميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن