الفصل الأوّل

15 0 0
                                    


"سَاكُورا"

«إن كان لُكُلّ شيءٍ لون..
ماذا قد يكونُ لون السعادةِ مِن ناظِرك؟»

كان سؤاله يقطع الهدوء المُريح...

«السعادة؟»

كانت مِنّي بنبرةٍ مُتسائلة..
ما قد يكونُ لونُ السعادة؟

«زهرِيٌّ رُبما؟ مائلٌ للأبيض؟
يحوي بين دَفتيه الدفء، الراحة والسكِينة..
أوراقُ زهورٍ رقيقة، ورائحةٌ جميلةٌ ترسم الابتسامات..»

صمتُ لوهلةٍ قبل أن أُتابِع بهدوء..

«أو رُبما يكونُ الأزرَق، لكنه حينها لن يحوي السعادةَ الدافئة..
سعادةٌ تحوي البرودَ بطياتها، سعادةٌ تتزينُ بدموعٍ خَفِيّة..
سعادةٌ، لن تدوم..
سعادةٌ..
رُبما تتخفى بغطاءِ الألم..»

داعَبت أنامله خصلات شعري -حيثُ كُنت أتوسدُ قدميه، أنظر للسماء تارةً قليلة، وبالأخريات عينيه- لأبتسم.

«كيفَ لسعادةٍ أن تتخفى بغطاء الآلام؟»

اكتسبت عيناي لمعةً خفيفة، لأحتضن كفيه بعدها وأزفر بهدوء قبل أن أُجيب..

«كسعادتنا هذه..»

ابتسم بألمٍ بَيّن، وانحنى طابعًا قبلةً هادِئة على ثغري..

«مُقدرٌ لنا..
ذات يوم..
تجربة تلك السعادة الزهرية..»

«آمُل هذا..»

قُلتها مُبتسمة لأنهض قائلة..

«بمناسبةِ الأزرَق..
صنعتُ شيئًا لك.»

أحضرته مِن حقيبتي، وأعطيته له بابتسامة..
بدأ بفتحِه..
حتى مكثَ بالنهاية بين كَفَيّه، ابتساماته ونظراته الفخورة اعتَلَو ملمَحه..

«يبدوانِ جميلان للغاية!!
سلمَت أنامِلَ جَميلتي.»

«وشاحٌ أزرَق، يحوي الأبيض أيضًا، وقفازات بذات اللون..
أنهيتهما قبل مجيئك بالقليل!»

«سعادةٌ تتزين بدموعٍ خَفِيّة؟»

كان يُتمتم، لأقترب مُحتضنة إياه كما يُحِب..
بينما بدأت دموعي بالانهمار..

«ماذا!
ساكورا!! لا، لم أكُن أقصد..
أنا آسفٌ حقًا!»

صوتُه كان حزينًا، خائِفًا، وقَلِقًا!
بينما كانت أنفاسي تتلاشى، شهقاتي ترتفع، ودموعي تزداد..
لم أُخطط لهذا، لم يكن على الحزنِ زيارتنا الليلة!

Sakura || سَاكُوراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن