الفصل الثاني

8 0 0
                                    

"جين"


«هذه ثلاثُ عُلَبٍ مِن حلواك المُفضلة، واثنان من مُربى الفراولة، وهذا نوع القهوة الذي تُفضل، أحضرتُ الكثير..»

كانت تخبرني بما تضع بالحقيبة، وأنا أجلسُ أمامها مُبتسمًا..
تبدو كأُمٍّ أحضرت لطِفلها كُلّ ما يُحِبه!

«وهذه قطعُ دجاجٍ كما تُحِب أيضًا، ضعها فقط على النار للقليل من الوقت لتدفأ، قد طهوتها مُسبقًا..

أما هذه فبعضُ الفُستُق، وبعض البندق، وهذه قطعُ شوكولاتة بالقهوة..»

قلت ضاحكًا..

«أليس كثيرًا بعضَ الشيء يا أمي؟»

«ليس كذلك، عزيزي الوقح.
هيا؛ كي لا تتأخر!»

«يعني أنكِ انتهيتِ؟»

«نعم، سأُبدل ملابسي سريعًا فقط!»

«أُعِدُ قهوةً ريثما تنتهين؟»

«كما تُحِب.»

تركتُ ألحان البيانو المُفضلة تملأُ الأرجاء، لتداعبها رائحة القهوة بعد لحظات..

لا مانع من بعض التأخير، واحتساء القليل من القهوة رفقتها..
لا مانع أبدًا!

أنهيتُ صنعها مع الحليب كما تُحِبّها، خالية من السُكر..

وقد أتى السُكَرُ بنفسه ليتأكدَ خلوها منه مُرتديًا فستانًا أسودَ، ووشاحًا يُلامِسُ كتفه، وشعرهُ قصيرٌ منسدلٌ على قهوتيه..

عينيه متزينةٌ ببعضِ الأسود، وشفتاهُ ببعضِ الحُمرة الخفيفة..

وقد حملت أثرَ القهوةِ التي تناولت منها رشفةً صغيرة..

«هُناكَ شيءٌ عالقٌ هُنَا!»

قُلتها بينما بدأ إبهامي بالحركة ذهابًا وإيابًا على شفتيها..

«لا يذهب!»

قلتها مُضيقًا بينَ حاجبَي ليبتعد إبهامي وتتولى شفتَاي الأمر..

كَفّي لامسَ خصرها، والآخر احتضن جانب وجهها..

ألحانٌ، قهوةٌ، وشفتيها..

كم أشعرُ بالراحةِ الجميلةِ الآن!

وكأنني ريشةٌ تُحلِقُ بالسماء لتسكن أعلى السُحُب..

كَم أُحب طريقتها التي تُمسكُ بها ياقَة القميص بِكُلِ دفءٍ وتجذبني إليها أكثر مع مرور الثواني..

Sakura || سَاكُوراحيث تعيش القصص. اكتشف الآن