"ساكُورَا"«تفضل سيدي، أسمعُك.»
«طِفلتي الغالية، جميلتي، حُلوتي..
افتقدتكِ ذراعَيّ، واشتقتُ لأن يملأ عبقكِ المنزل، وتُزَيّن روحكِ الأرجاء..
آمُل من كُل قلبي أن تكوني بكل الخير، تهتمي بصحتكِ، نومكِ، طعامكِ، وتهتمي كذلك بِدراستك لتعودي سريعًا..
والدكِ بانتظاركِ بُنَيّتي.
كوني بخير، كوني سعيدة»ابتسمتُ بينما نقشتُ حروفه سريعًا، لأضع الرسالة بظرفٍ وأختمهُ بالشمع المُخصص.
«شُكرًا سيدي، لقد انتهينا»
«شكرًا لكِ أنتِ يا ابنتي، لا فرّق اللهُ عنكِ عزيزًا»
احتلّت الغصة حلقي، وابتسمتُ بألمٍ شاكرة..
التفتُ سريعًا لأُخفي عينَي اللامعة..ذهب لتدخل أُخرى.. أشعر بثقلٍ لم أعتده بعملي هذا، أودُ فقط أن أنتهي، لا أريدُ سماع قصصٍ غير تلك التي تؤلِمُ قلبي..
«مساءُ الخير آنستي، تفضلي»
قُلتُها بابتسامة جميلة، جميلةٍ كاذبة..
«مساء الخير، أودُ أن أبعثَ بهذه الأموال صحبة الرسالة»
«لا مُشكلة، تفضلي»
«عزيزتي الجميلة ماري، يُصادِفُ تاريخ اليوم تاريخ ميلادِ زهرةِ حديقتي..
كبُرتِ عامًا أيتها الجميلة!
كم كنت أريد أن أضمكِ وأهمسَ لكِ أن كُل عامٍ ونحنُ سويًا، لكنها الأقدار..
علّنا نجتمع قريبًا، ويكونُ لنا نصيبٌ بحضنٍ دافِيء طويل، أرجو هذا حقًا!
اعتني بنفسك كما اتفقنا!
و.. هذه الأموال، اشتري بها تلك الألوان التي حدثتني عنها بإحدى رسائلك، ودفترُ رسمٍ أسودَ اللون كما تفضلين؛ لتكن هديةَ يومِ ميلاد صغيرتي.
ألقاكِ قريبًا، بكل الخير، ماري»ابتسامة مرتسمة بينما أُغلق ظرفَها هي الأُخرى وأضعه بصُندوق الرسائل..
«شُكرًا لقدومكِ، احظي بيومٍ جيد»
وعلى غير عادتي، لا أتحدث سوى بقليل الكَلمِ اللازم فقط..
أهكذا هو طعم الانتظار؟ أم أنه الفراق؟
أللانتظار مذاقٌ من الأصل؟ أم أنه يكمُنُ في الشوق، الافتقاد والحنين؟
أليس للانتظار ذاته مشاعرٌ غير هذه؟«أستاذة ساكورا، انتهت الطلبات لليوم، ما زال أمامكِ وقت، إن كنتِ ترغبين بالرحيل فلكِ هذا، تبدين متعبة»
قاطع أفكاري مسؤول الصالة الخارجية..
حسنًا إذًا، هذا جيد.أشعرُ ببعض الدُوار، أحتاج للقيل مِن الراحة.
أنت تقرأ
Sakura || سَاكُورا
Fanfictionما قد يكونُ لونُ السعادة؟ «زهرِيٌّ رُبما؟ مائلٌ للأبيض؟ يحوي بين دَفتيه الدفء، الراحة والسكِينة.. أوراقُ زهورٍ رقيقة، ورائحةٌ جميلةٌ ترسم الابتسامات..» صمتُ لوهلةٍ قبل أن أُتابِع بهدوء.. «أو رُبما يكونُ الأزرَق، لكنه حينها لن يحوي السعادةَ الدافئة...