الفصل الثامن

347 67 24
                                    

الايام اخذت تمضي بتتابع مستمر ؛ بطيئة ثقيلة كانت تلك الليالي الباردة تمر على روحين ممزقتين احدهما حبيس الحزن والخذلان ، والاخرى حبيسة الندم والخداع ..
حل اليوم الموعود اخيراً ؛ اليوم الذي انتظره جيفري بفارغ الصبر بعد ان أعد له العدة والعتاد ليكون يوم ثأره المرتقب .

صباح ذلك اليوم ؛ كانت تجلس على تلك الأرضية الباردة تضم جسدها بصمت ، تترك خصلات شعرها السوداء الطويلة تنساب بنعومتها على ملامحها فتخفي تنهدات انفاسها المتعبة
ليس البرد الذي يحيط بها ويكاد يجمد اطرافها فحسب ، بل شعورها الطاعن بالأسى ، الوحدة التي تنخر في قلبها والندم الذي يمزق اوصالها .

وقع خطواتٍ ثقيلة تسلل صداها الى مسامعها فضمت نفسها بقوة أكبر حتى أتاها صوته الكريه نزقاً كنعيق الغربان : حان وقت خروجك من هذه الزنزانة اخيراً ؛ انه يومنا الموعود فابتهجي !

رفعت رأسها لتنظر اليه بحقد مطلق ونبست بصوت ممتعض : وغد كريه !

ابتسم ساخراً على تلك القسوة التي تتلبسها عبثاً ؛ فك قيودها وسحبها بقوة لتقف رغم ضعف ساقيها بسبب حبسها الطويل في هذا المكان دون حراك
رمى عليها بثوب أبيض خفيف وأمرها بارتدائه فانتصبت تعانده بنظراتها رافضة فصاح فيها محذراً : ارتديه حالاً اذا لم ترغبي ان أتولى هذه المهمة بنفسي !

صكت اسنانها بغيظ ؛ وجدت نفسها مجبرة تنصاع لأوامره لترتدي ذلك الثوب الخفيف الذي يكشف عن اكتافها البيضاء ويصف قوامها الممشوق بتفاصيله الدقيقة التي تنحت خصرها ومغريات قوامها
التقط ثوبها الذي خلعته وهو ينظر اليها باعجاب مبتسماً بطريقة أثارت القشعريرة في جسدها : انتِ فاتنة حقاً ؛ ابذلي ما في وسعك لإغواء ذئبنا حتى يقع في المصيدة اليوم .

ضمت جسدها بذراعيه تخفي تفاصيلها عن نظراته القذرة وتكلمت باستعلاء : ستكون أحمقاً اذا اعتقدت ان دونغهي رجل بوضاعتك ؛ لن تفلح معه حيلك القذرة أبداً !

سحبها من ذراعها بقوة متمتماً : سنرى ..

أخذها خارج حدود القرية يسحبها بقوة متجاهلاً تعثر خطواتها الضعيفة مع جبروت خطواته الواسعة
رافقه جمع من الصيادين الذين أعدهم لمساعدته في القبض على الذئب اليوم وطلب منهم الاختباء حول المكان الذي خطط ان يكون موقع الفخ الذي سينصبه

قيدها عند جذع شجرة كبيرة مقفرة ثم جرح يدها لتسيل دماؤها ؛ قطع شيئاً من قماش ثوبها القديم ومسح به دماءها ثم ربط ذلك القماش حول عنق السنجاب بيني وأطلقه نحو الغابة مبتسماً بدهاء

لابد ان تلك الرسالة ستصل الى الذئب وتستدرجه الى حيث أعد له الفخ قبيل غروب الشمس ومع هبوط الظلام ستكون نهايته !
اعاد نظراته الى ادريا التي وجهت اليه نظراتها النارية وبداخلها ترجو ان لا يقع دونغهي في ذلك الفخ ..

" ضوء القمر | Moonlight " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن