هدوء لم يدوم طويلا

0 0 0
                                    

الحلقة السادسه من روايتي ( جبال اوقاسيون )

خرجت من اسفل السيارة .. بدأت بالصراخ و التلويح بتلك العصا .. في كل مرة كنت الوح بها كانت الضباع تبتعد اكثر فأكثر .. كنت اعتقد انني تمكنت من  اخافة تلك الضباع .. و لكن في الحقيقة ان هذه الضباع كانت خائفه من شيء اخر   .. شيء يقف خلفي تماما !!!
استدرت ببطؤ شديد فأنا لا اعلم ماذا يوجد ورائي و لكنني كنت متأكد بأن تلك الضباع لم تترك وجبة عشاءها الا لأنها شاهدت شيء مخيف .. نظرت خلفي مطلقا صرخة كبيرة قائلا :
يا إلهي ما هذا الشيء !!!!!!!!!
حاولت مرارا و تكرارا خلخلة ذلك القفص الخشبي و لكن دون جدوى .. كنت اراقبهم من الاعلى .. لم افهم اي شي مما قالو .. استمرت طقوسهم قرابة الساعه .. كانت اقصر ساعه مرت في حياتي لم ارد للوقت ان يمضي فانتهاء تلك الشعائر يعني اقتراب موعد العشاء .. خرج من احدى الكهوف الجانبية في تلك المغارة .. رجل كبير السن يرتدي قبعة على رأسه .. لم تكن قبعة بمعناها الحقيقي بل كانت نصف جمجمه لحيوان ما .. اقترب ذلك الرجل من  احد الاشخاص و كأنه قد اعطاه الامر لتنفيذ شي ما .. بعدها مباشرة تقدم  نحو القفص التي تم احتجازي بداخله ثم بدأ في عملية انزالي رويدا رويدا .. و في كل مرة اقترب فيها من  الارض كانت اهازيج الحاضرين تعلو اكثر فأكثر
احسست بشعور غريب كان مزيج من الخوف و القلق .. ادركت انني ميت لا محالة و لكن السؤال بأي طريقة ؟! بدأت بتفقد المكان و انا لازلت بالأعلى علني  اجد اي مخرج من هذا المكان و لكن دون جدوى .. وصلت الى الارض  اخيرا .. قام احدهم بفتح ذلك القفص .. جاءت من وراءه سيدة صغيرة ف السن حليقة  الرأس ثم بدأت بوضع مادة حمراء اللون على جسدي كانت رائحة تلك الماده قوية جدا لدرجة انه انتابتني نوبة سعال بعدها مباشرة  .. من شدة تلك الرائحة .. اقترب مني كبيرهم  حاملا في يده خنجر يبدو انه هو من سيقوم بذبحي !! كانت يداي مقيدتان من الخلف .. قام احد الاشخاص بتركيعي تمهيدا لعملية الذبح .. كان الجميع يقفز بنفس الايقاع و ذلك العجوز أخذ يتمتم بكلمات غريبة انطلقت معها صرخات كل الحضور .. قلت لنفسي انت ميت في جميع الاحوال يا أحمد .. استجمعت شجاعتي  اخذت نفسا عميقا ثم انتظرت ذلك المعتوه صاحب الخنجر  حتى اقترب مني .. ضربة واحدة برأسي على فك ذلك العجوز اسقطته ارضا !!! علت الصيحات و عمت الفوضى ارجاء المغارة .. انشغل الجميع بكبيرهم .. نظرت الى الكهف الذي جاء منه الشيخ .. انطلقت نحوه  بأقصى سرعة مستغلا حالة الفوضى لصالحي .. لم يلحظ هروبي احد سوى تلك المرأة حليقة الرأس  .. و لكنها ادارت وجهها للجهة الأخرى و كأنها تقول لي .. اهرب من هذا الجحيم !!!
كهف ذلك العجوز لم يكن الا مرر للخروج من تلك المغارة .. انطلقت بكل ما اوتيت من قوة .. كنت اركض مثل المجنون  فأنا على يقين بأن اتباع ذلك الرجل لن يتركونني اهرب بتلك السهولة ..  كان الممر مضيئا بسبب تلك المشاعل التي كانت موضوعه على جانبيه .. كنت اسمع اصوات اقدام تتحرك نحوي .. لابد و انهم قد اكتشفو هروبي  .. ما اثار دهشتي و استغرابي ان ذلك الممر كان منحدر جدا  مما يعني انني اسفل الارض ... مما يعني انني موجود تحت الصحراء !! ..
وصلت لنهاية ذلك الممر .. لأجد نفسي امام قاعه كبيرة سقفها حجري مرفوع بعدد كبير من الاعمدة .. كانت القاعة باردة جدا .. فور وصولي لتلك القاعه .. كانت الاصوات لأقدام  تأتي من خلفي .. لقد وصل ذلك العجوز و معه اتباعه .. دخلت لتلك القاعه .. نظر الي كبيرهم ثم ابتسم ابتسامة صفراء  رافعا يده لباقي المجموعه في اشارة واضحه لعدم الدخول .. اخرج مادة من جيبه  قام برشها في الجو ..بعدها قامت حاشيته بأغلاق الممر بأستخدام صخرة كبيرة ..  المعنى واضح و صريح ..  لا  عودة لي لتلك المغارة مرة اخرى  .. بدأت التجول وسط القاعه لتقع عيني على نتوء ضخري بارز من احد الجدران .. نجحت بمساعدته في فك وثاقي .. لقد تحررت اخيرا .. هدوء تلك القاعه غير مريح .. كانت هنالك اثار دماء على ارضية تلك القاعه  لازالت الدماء حديثة لم يمضي على وجود بقع الدماء وقت طويل .. لابد و انهم قد قتلو شخصا غيري و تلك هي دماؤه .. الغريب في الأمر انه لم يتبعني احد لهذه القاعه ..  سألت نفسي سؤال بديهي !! لماذا لم يلحق بي احد عندما دخلت للقاعه ؟! و لماذا ابتسم كبيرهم في وجهي ؟!   رفعت رأسي لأجد الاجابة لكل تساؤلاتي !! انا و ذلك المخلوق وجها لوجه !!!!

يتبع 》》》》

جبال اوقاسيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن