ثورة !!!

1 0 0
                                    

الحلقة الثامنه من روايتي ( جبال اوقاسيون )

ادركت حينها ان صديق عمري قد مات !!!
لم استطع تمالك نفسي .. بدأت بالصراخ بعلو صوتي و الدموع تنهمر من عيناي .. ذلك الوحش قتل اصدقائي الثلاثه .. .. يا لها من رحلة مشؤومه !! 
فجأة و بدون سابق انذار .. فتح ذلك الباب
لابد و انه ذلك العجوز .. جاء ليتأكد من موتي .. كان علي اتخاذ القرار بسرعه .. نزعت ملابسي ثم وضعتها في احدى زوايا القاعه بعد ان مسحت بها دم عمر  .. قمت بأطفاء اخر مشغل ثم اختبأت خلف احد الأعمدة !!!   كل هذا  لكي ازرع في رأس الزعيم فكرة موتي على يد ذلك الوحش ..   فأنا على يقين بأن ذلك الرجل لن يتركني على قيد الحياة حتى لو لم يقتلني ذلك المخلوق !! تحركت الصخرة الكبيرة ليخرج من ورائها زعيم القبيلة و معه احد  رجاله .. بدأو بتفقد المكان ليتأكدو من وجود جثتي او اي دليل يثبت صحة موتي .. كان احدهم يحمل في يده قنينة من الزيت .. بدأ في صب الزيت داخل تلك المشاعل بالترتيب .. في كل مرة كان يصب فيها الزيت كان زعيم القبيلة يقوم بأشعال المشعل .. وصلو اخيرا للمكان حيث تركت ملابسي .. امسك الشيخ ملابسي رفعها للأعلى ثم بدأ يضحك و كأنه قد اصابته نوبة هيستيريا .. دار حديث بينهم .. لغة غريبة اغلب كلماتها كان عبارة عن اشارات بالأيدي .. لم افهم شي مما كانو يقولونه .. كنت انظر اليهم و انظر الى  الباب في نفس التوقيت  .. كنت اعلم انه علي الخروج من هنا و في نفس الوقت كان الخوف هو المسيطر علي .. كيف لي الخروج من هذا المكان و انا متأكد بأن هنالك عشرات الاشخاص في انتظاري في الخارج .. لابد  لهروبي ان يكون متقن و مدروس .. بدأت بالتحرك خلسة متنقلا  بين الاعمده الى ان وصلت امام الباب مباشرة .. كنت انظر ورائي في كل خطوة اخطوها .. يا إلهي لم يعد يفصلني الا امتار قليلة للخروج من هذا المكان .. نظرت خلفي لأجد ذلك الزعيم ينظر الى مباشرة ثم بدأ بالصراخ مشيرا بيده نحوي .. ترك الرجلين كل شي ثم بدأو في ملاحقتي .. لا ادري كيف خرجت من ذلك الباب و كيف جائتني تلك القوة لأحرك تلك الصخرة !! لقد اغلقت ذلك الباب !!! كنت اسمع صيحاتهم من خلف تلك الصخرة .. علي التحرك بسرعة .. فأنا قد حجزت اهم رجل في القبيلة و سرعان ما سوف يلاحظ الجميع غيابه .. تحركت بأتجاه الاعلى صعودا للخروج من ذلك الكهف .. كنت اعلم بأن نهاية ذلك الممر سيضعني مباشرة امام المغارة الكبيرة مرة اخرى ... و لكن لا خيار آخر امامي .. انا في سباق مع الزمن .. و التأخير ليس في صالحي .. وصلت لنهاية الممر ثم بدأت بالنظر يمينا و يسارا .. كان الجميع في مواقعهم .. رماة السهام يقفون في كهوف جانبيه مرتفعه .. البعض الاخر كان يتجول حاملين في ايديهم السيوف .. كان كل من في القاعه يتحرك وفق تعليمات مسبقة .. نظام عسكري تم وضعه من قبل زعيمهم .. كنت اعلم ان  خروجي من هذا المكان يعني الموت !!  كان الجميع يتحرك بأستثناء تلك السيدة ( حليقة الرأس ) .. كانت جالسة في منتصف المغارة تنظر للجميع .. رغم وجود نساء اخريات في المغارة و لكن  تلك الفتاة كانت مختلفه .. لباسها كان اكثر بهرجة من باقي نساء القبيلة .. لابد و انها من العائلة الملكيه او شي من هذا القبيل .. كل ما خطر في بالي في تلك اللحظه انها لم تخبرهم على مكاني اثناء خروجي من القفص عندما ضربت ذلك الزعيم  .. تلك الفتاة حاولت مساعدتي .. امسكت حصى صغيرة كانت موجودة على ارضية ذلك الممر .. ثم قمت برمي  الفتاة بها .. سرعان ما لاحظت وجودي .. نظرت في كل الاتجاهات ثم اقتربت مني .. كانت عيناها متسعتان على آخرها و كأنها متفاجاة من انني لازلت على قيد الحياة .. اشارت بأصبعها نحو الأعلى ثم ذهبت حيث يوجد رماة السهام .. كانت في كل مرة تتقدم فيها تشير بأصبعها للأعلى .. ادركت انها اشارة ما .. فجأة قامت تلك الفتاة بالسقوط مغشيا عليها وسط تلك المغارة .. قبل سقوطها بلحظات اشارة بأصبعها نحو الأعلى .. لقد فهمت اشارتك .. انشغل الجميع بتلك الفتاة حتى الرماة في الاعلى قد تركو اماكنهم .. نظرت بأتجاه اليسار  حيث مدخل المغارة الرئيسي كان خالي تماما .. انطلقت بأقصى سرعة .. قلبي يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف و لكن كان علي استغلال الفرصة .. خرجت من تلك المغارة مرورا بذلك الجسر الخشبي و من ثم بجانب تلك البحيرة .. يا إلهي انا الآن خارج تلك الجبال .. شكرا ايتها الفتاة لن انسى معروفك ما حييت !!!
رغم فرحتي بالخروج و لكن كان بالي مشغول على تلك الفتاة .. ماذا لو اكتشف الجميع ان هذه الفتاة هي من ساعدتني على الهروب .. سوف تقتل بكل تأكيد او سوف يتم رميها في تلك القاعه لتواجه مصيرها مع ذلك المخلوق .. انا في صراع داخلي .. قلبي الخائف يريد الخروج و عقلي رافض للفكرة .. احساسي يقول ان تلك الفتاة في ورطة حقيقية .. سوف اعود من اجلها .. نعم هذا قراري و لا رجعة فيه .. و لكن هذه المرة يجب ان يكون دخولي للمغارة  مدروسا بعناية  .. كل ما اردته هو الحصول على  سلاح و كان لي ما اردت .. وجدت حارسا  يقف وحيدا امام مدخل المغارة يحمل في يده قوس و مجموعة من السهام .. اقتربت منه بحذر شديد .. قمت بخنقه من الخلف ليسقط مغشيا عليه .. اخذت ذلك السلاح ثم توجهت مباشرة لتلك المغارة .. بدأت بتذكر اماكن الرماة في الاعلى .. كيف امكنهم الوصول لأعلى المغارة بالرغم من عدم وجود اي سلالم ؟! لابد و ان لهذه الكهوف مدخل اخر من خارج تلك المغارة .. بدأت بالالتفاف حول ذلك الجبل  ثم الصعود للأعلى شيئا فشيئا .. انا الآن فوق المغارة مباشرة .. واصلت تحركي و لكن ببطؤ شديد .. حتى وجدت حفر عديده في ذلك الجبل .. نعم انه المدخل لتلك الكهوف .. كان كل حارس يقف في نهاية ذلك الكهف ينظر باتجاه الساحه الداخليه للمغارة .. كان هدفي هو التخلص من الرماه اولا فهم الأكثر عددا ... حينها لن يتبقى امامي سوى بعض الجنود ممن يحملون السيوف و عددهم لا يتجاوز ال 10 اشخاص .. كانت الكهوف الجانبيه كثيرة .. اخذت نفسا عميقا ثم دخلت اول كهف !!
يجب ان تكون حركاتي سريعه و مفاجأة .. اخرجت السهم ثم وضعته داخل القوس ..  ضربة واحده من ذلك القوس كانت كافية بأن تجعل ذلك الجندي يسقط ميتا .. اخذت مجموعة السهام التي كانت معه .. دخلت للكهف الثاني ثم الثالث فالرابع  .. انا الآن اقف امام آخر كهف .. ليس علي سوى قتل ذلك الجندي ..  قتلت الجندي الاخير ... دخلت الى الكهف نظرت بأتجاه المغارة حيث توجد تلك الفتاة .. يا إلهي هل ما تراه عيناي حقيقي !!!!

يتبع 》》》》》

جبال اوقاسيونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن