الفصل-01-

94 11 5
                                    

_
_
_

"أسطورة الأميرة الضائعة"

كان هذا عنوان رواية أعارتني إياها صديقتي، و ها أنا ذي أطفأت المصباح،  لففتُ نفسي ببطانيتي الرقيقة بينما استمر المطر في الطرق على نافدة غرفتي. آههه يالها من أجواء شاعرية، انا و كتابي و منتصف الليل  .
فتحت الكتاب على مهل و بدأت قزحيتي بالتحرك بين الأسطر و بين الكلمات، قلبت يدياي الصفحات بخفة فائقة. في بعض الأحيان كنت أرمش بشكل مكثف مع مجرى الأحداث  و في بعض الأوقات وفقت من قوة اللقطات كما أني لكمة وسادتي عدة مرات. لا بأس أعرف أني انفعل للغاية كلما قرأت كتابا ما.

ثم حركت أخر ورقة و يليها الغلاف الخارجي معلنةً عن اختتامي لسهرة اليوم مع أخر صفحات هذه الرواية.  و من دون سابق إنذار قذفت الكتاب بعيداً و وققت على السرير بغضب

"كيف يمكن هذا؟، قصة سخيفة و شخصيات غبية. لقد أهدرت وقتي الثمين فقط"

كانت أحداث الرواية تدور حول مملكة تتقاسم حدودها الشمالية مع غابة مسحورة تدعى ~بيبيتا~، لقد تعرضت المملكة لهجماتٍ كثيرة من قبل وحوش ضارية كانت تستوطن الغابة. لم ينحصر هذا الاعتداء على فصيلة محددة من الوحوش بل كان يشمل كائنات مختلفة بقدرات متعددة كانت تهدد البشر القاطنين في تلك المملكة،  و القصة و مافيها هي وصف لمقاومة المملكة لتلك الهجمات و محاولة ردع الأخطار.  و قد كان الملك رجلا مميزاً يحضى بقدرة خارقة أكسبته وزنًا في مملكته بل في القارة كلها، لقد كان قادرًا على فهم لغة تلك الكائنات و التخاطر معها. و قد ورثت عنه هذه القدرة ابنة له تدعى ~روبيليا~. إلا أنها كانت غريبة الأطوار، شديدة الهدوء لدرجة مخيفة.  و كحلٍ لتلك المشكلة التي دامت تهدد البشر لقرون. قرر ألكس و هو الملك ان يتفاوض مع زعيم بيبيتا بدلاً من إراقة الدماء.

و قد شمل الاتفاق على تقديم قربان من العائلة المالكة و عندها ستهدء الحرب الضارية. و بالفعل قرر ألكس تقديم روبيليا كقربان للغابة من أجل تحقيق السلام،  عندها انتشل روبيليا من بين كتبها و مضى بها نحو الشمال بينما كانت مكبلة اليدين و القدمين في حالة من الذعر، لقد كانت لا تتكلم، ليس لكونها بكماء لكنها غريبة الأطوار.

لذا لم تسأل روبيليا عن وجهتها بل اكتفت بالخوف و الارتجاف.  و قادها أباها إلى حدود الغابة و خلفه حشد مهول من الشعب الذين حالما نزلت روبيليا من عربتها قامو برميها بالحجارة و الأخشاب و حتى الزجاج. أجبرت الأميرة على ان تخطو داخل حدود الغابة التي لم يتجرأ احد على الدوس فوق ترابها،  و قد صرخ الملك عندها بصوت سمعه الجميع.

" روبيليا ديباري انتِ لم تعودي جزءاً من العائلة المالكة ولا جزءاً من أوستريا حتى.  أنتِ روبيليا فقط. ولدتِ لتكونِ أُضحية و ها أنتِ تتمين ما ولدتي من أجله لذى موتيِ"

و تعالت الهتافات المملؤة بالشتائم على روبيليا و بدأت الأميرة في الغرق داخل تلك المتاهة، لقد كانت أطياف تجرها إلى الداخل بينما تهمس' روبيليا. روبيليا..... روبيليا كانا بانتظاركِ.. روبيليا..... بانتظارك..... روبيليا'  .

  و اختفت الفتاة بين أشجار تلك الأراضي،  و بالفعل وفت الغابة بوعدها و ما عاد هنالك وجود للتلك الهجمات و اختتم الكاتب الأحمق الرواية بـ' و عاشت مملكة أوسترايا في سلام دائم كلفها روبيليا. "

بأي حق ماتت روبيليا  ؟، لما عليها ان تموت هيا بالضبط؟  ، تملك 7 إخوة غيرها لما هيا و بتلك الطريقة الشنيعة؟  .  دون ان تحضى بالشكر حتى.

فتحت باب غرفتي بتهور محدثة صوتاً مدويا متجاهلة أن الوقت يقترب الثالثة صباحا، سرت بخطاً غير منتظمة نحو المطبخ و فتحت باب الثلاجة بعنف لأشرب بعض الماء،جرى الماء بسلاسة بين ثنايا فمي نحو حنجرتي و إلى أعماقي. وضعت الكوب بقوة على الطاولة حتى أنني أحدثت شقاً في زجاجه

لكن من يهتم بالكأس الغبي،أنا أعاني خيبة أمل من تلك الرواية اللعينة.
لم أنسى ركل الجدار في الممر و البزق على النباتات.و في النهاية عدت إلى سريري لأغفو قبل ان يرن منبهي ليبدأ يوم جديد.
و حالما وضعت رأسي على الوسادة غفوت و اخترق سمعي همس يقول

"روبيليا،روبيليا......كنا بإنتظاركِ.....روبيليا بإنتظارك.....".

أه ما هذا؟. تبا أشعر ان رأسي يدور
.......

" انستي،أنستي من فضلك استيقظي لقد تأخرتي في النوم"

فتحت جفوني بكسل ليقابلني سقفٌ غير سقف غرفتي. جلست على تلك الأفرشة الناعمة التي كانت تلفني في نومي من قبل، لقد كانت غرفةً مظلمة حتى قامت إمرأة ما بفتح الستائر المخملية لتعميني أشعة الشمس الدافئة. استغرقت بعض الثواني حتى يعود بصري و ظلت تلك المرأة تردد

" ليس من عادتك التأخر في النوم يا انستي،و انت تعلمين انه يوم مهم  .هيا يا انستي الجميلة".

فتحت جفوني و بدأت انظر حول الغرفة الغريبة،لقد كانت انيقة بجدران بيضاء و ستائر مخملية و زرابي ناعمة كما انها احتوت أثات انيقة لكن تبدو قديمة الطراز و امام النافذة وقفت امرأة بشعر بني لماع تلفه لفاً و ترسم ابتسامة ظريفة على وجهها.
عندها شعرت ان احدهم سكب عليا دلوا من الماء المتجمد.

و قفت بسرعة فائقة، و تمايل القماش الحريري الذي كان يلف جسدي  و اشعرني اني عارية.

و قفت مذعورة أمام المرآة و عندها كانت الصدمة

لقد كانت روبيليا

The legend of the lost princess...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن