شَرارةً

4.9K 291 940
                                    


" الفَصل الأول "

كوريا الجنوبية - سيؤول
٤- شُباط - فبراير
٢٠٢٤ - ٢٠٢٥

" كم من ألف وون أنتَ تدخل لهذا المنزل السحيق حتى تود ترك العمل في ساعات النهار لأجل حماقات الدراسة ؟

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" كم من ألف وون أنتَ تدخل لهذا المنزل السحيق حتى تود ترك العمل في ساعات النهار لأجل حماقات الدراسة ؟

" ماذا سَتجتني منها أجبني ! "

خصلات بنيةَ مُتموجةً تُجتذب شداً حَد الإقتلاع، تليها الصفعات الواحدةَ تلو الأخرى لاسعةً حراقةَ لجلدةً سمراء تاركةً أثر الأصابع بوهجةِ مِن التورد.

" جنافي أتوسلكَ !! الرحمة أنَ القول قولي، أُقسم لكَ بأنني مِن أخبرته أن يرتجيكَ عطفاً أكمال دراسته اتركهُ جنافي، أرفق بوَلدي اتوسل روحكَ !! "

أياد رقيقةً حنونةَ، وبصوت مرتجف مُهتاب بهما كانت هذه الأم الرؤوف، توقف الضربات المميتة على طفلها المغلوب.

إلا أنَ من يضربه يحمل اذنا لاتسمع وقلباً لايخشع تجاهل أنين وتوسل روحها وأستمر ينهالُ بقوى الصفعات وقسوة الحديث على الصغير المسكين .

" ألا يكفيكَ ماتكابده شقاءاً وفقراً ؟ رحلَ والدكَ تاركاً صباحكم يشرق على مرار وانتَ بدل أن تأخذ عن كاهل الآمر وتتحمل مسؤولية والدتك، تريد تركها و الدراسة ؟، تود ترك العمل النهاري الذي يجلب لكَ ما تطفحه غداءاً لتنخرط خمس ساعات في سخافات !"

- قُل ماذا سَنفعل بما ستأتينا بهِ مِن علماً؟ كتبك وكراساتك ماذا نفعل بهم؟ أنفعلهم حساءاً ؟ أم ننقعهم ونشربُ ماء مايقطر منهم ؟ "

مدَ ذو السادسة عشرَ يداهُ وقبضَ بهما على رداء والدتهُ مستغيثاً بها الخلاص مِن يديه الجاسرة، ثُم رمقهم بنظرات باكيةً مُنكسرة وصاح :

" سأوفي بينَ الاثنتين بينَ آن وآن. سأعمل وأدرس، لن أتكلف شيئاً منكَم صدقني !! "

زاد قوله والدته قهراً وجعلها تزيد هي الأخرى توسلاً وأستعطافاً :

" بروح أخيكَ ياجنافي أترك ولدي أعدكَ
لن يقول ذلكَ مجدداً، لن يفعل أتركه !! "

المُـعتَقـل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن