1

31 2 0
                                    

تطلع تيد في وجه صديقيه بنظرة تكسوها البلاهة قائلا:
-حانة لونجوود، أهذا هو مفهومكم عن الاحتفال؟!
فجائه الجواب على هيئة صفعة على مؤخرة رأسه من صديقه سوارلي:
-أصمت أيها الأبله، هذا الفتى أمامك هو المادة الخام للرتابة، أنا فقط أحمد الله أنني استطعت إقناعه أخيرًا، ولا أريد دفعه.
أنهى سوارلي كلماته دافعًا كلًا من صديقيه نحو البار وموجهًا حديثه للباريستا:
-ثلاثة كؤوس "تيكيلا" من فضلك.
وهنا انتبه "شاهد" وتفوه بأول كلماته معترضًا:
-تيكيلا هذا يبدو لي متطرفًا، أنا لا أطيق التيكيلا...
-صدقني يا صديقي إذا أردت الاحتفال فعليك بالتيكيلا.
-ولكني لا أريد الاحتفال، أنا هنا فقط لأتخلص من مضايقتكم المتكررة لي بخصوص ذلك الاحتفال.
-صديقي عدم الاحتفال ليس خيارًا متاحًا هنا، فأحدنا لا يتم تكريمه كل يوم كأمهر جراحًا متدربًا في كلية هارفارد للطب، أليس كذلك يا تيد؟
لم يجب تيد فكما هو واضح لكل من له عينين أن تيد خارج نطاق الخدمة، يراقب الفتاتان على الطرف الآخر من البار وتكاد عينيه تتدجرج من محجرها كتلك الشخصية الكارتونية الشهيرة في "رود رانر".
تطلع سوارلي إلى شاهد مرة أخرى قائلًا:
-دعنا لا نضيع الليلة في الجدال ولنحتفل بتكريمك يا صديقي.
-حسنًا، ولكن سآخذ مارتيني.
قاطعهم تيد بينما يكاد لعابه يسيل:
-أظن أننا سنحظى بصحبة الليلة.
ثم توجه حيث الفتاتان وهمس بأذن إحداهن فصفعته على وجهه، صفعة اهتز لها جسده وسكب لها كأس التيكيلا الذي بيده على ملابسه، مما أثار نوبة ضحك من صديقيه وبعض نظرات الإزدراء من بعض المستيفيقين من رواد الحانة.
وبعد العديد من الكؤوس انضم سوارلي وتيد إلى الفتاتين بعد أن نجح سوارلي بمهارته المعهودة في التعامل مع النساء، واتفقوا على أخذ السهرة للمنزل وقضاء الليلة...
اقترب سوارلي المترنح تحت تأثير الشراب من شاهد هامسًا:
-يبدو أنك ستصطاد وحيدًا الليلة يا صديقي، وترك ورقتين من فئة المائة دولار أمام الباريستا قائلًا:
-دع صديقي يشرب ما يريد والباقي لك.
ثم غادر وتيد رفقة الفتاتين تاركًا شاهد وحيدًا يعاتب نفسه:
-كنت أعرف أن ذلك ما سيحدث في النهاية.
ثم توجه بحديثه إلى الباريستا:
-كأس مارتيني من فضلك.
ولم يكد ينهي جملته حتى سمع صوتًا من خلفه:
-اجعلهم كأسين.
جلس إلى جوار شاهد شاب يبدو في الثلاثينات من عمره، أنيق الملبس، طويل وتبدو علامات الصحة على جسده الرياضي الذي يشي بولعه في الاهتمام بعضلاته مع ملامح غريبة لا تميزها بسهولة وكأن العديد من الأعراق اختلطت في دمه، أهو اسباني، شرقي، إيطالي لا تدري ولا تستطيع التبين من لكنته التي هي كلكنة أي مواطن تربى وعاش في أميريكا.
تحدث الشاب إلى شاهد:
-لفتت نظري ملامحك الشرقية، أخوك خالد الزناتي من مصر.
أثارت الدهشة ملامح شاهد عندما سمع كلمات محدثه تخرج من فمه باللغة العربية التي لا يجيدها شاهد تمامًا.
-فرصة سعيدة، أنا شاهد حسن من هنا من كوينز.

شاهد حسنWhere stories live. Discover now