خالد : يابنتي اوقفي !
وقفت وعيونها بعيون سند وناظر لخالد لما كمّل : اذا طلعت لك اسم بتحاسب وبنسجن لإني مخليك طول هالسنين بدون اسم ، وبتعاقب اكثر اذا عرفوا السبب ، وانا رجالً ضعيف ومريض ومابقى بعمري كثير، واحلامي ماتت مع موت خواتك ، ويوم اقبلتي على بيتي وعلى حياتي وعيوني انولد بصدري حلمً جديد ، اذا انا حقير وسافل يوم حطمت احلامك انتي ابتغي وجه الله بتحقيق حلمي ، عيشي معـي لو شهر بالبيت ، لو أيـام قبل ما اطلع لك هويّة واسم وانسجـن واموت ، عيشي معي بقسوتك وبكرهك عيشي معي ابتحملك .
ورد كانت تبكي بشكل مُفزع وماهي حاسة بأي شيء من حولها ، لدرجة انها قررت تطيح بحضنه بعد كلامه لكن يــد سند امتدت بينها وبينه وقال بصوت هادي وحادّ : بلا كثرة هرج وسوالف مالها معنى، نفذ طلبها وفكها من شرك .
اخذها وطلع فيها وكان خايف عليها وتمنى لو انه ماجابها حتى لو الأفضل لها انها تواجه الحقيقة المُرة.
ركبها السيّارة وركب جنبها والتفت لها وربط لها حزام الأمان وقال بهمس : هدي نفسك ، طبيعي بيقول كذا طبيعي اللي شفتيه
ورد بصوت مبحوح : كيف عرفت اسمه ؟ وش علاقتك فيه؟
سند : صديق قديم لأبوي، وكان ساكن جنبنا و.
رجعت فيه الذاكرة سنين للخلف وغمّض عيونه بقوة من القهر والضيق اللي بصدره ، كان يعرف خالد طول هالسنين ولا جاء في باله انه ابوها ، كان ساكن جنبهم ولا حسّ بوجوده ، كان يشوفه ومايركّز بالشبه اللي بينه وبين ورد .
أستجمع نفسه وقال بهدوء : لايهمك شيء ، بيصير اللي تبينه انتي !
ورد : أوعدني
سند ناظر بعيونها بشكّ : اوعدك بإيش
ورد بغصّة : اوعدني يصير اللي ابيه
طال صمت سند وتنهّد وهو يرجع لمكانه : وعد
ورد بإصرار : لا اوعدني بنفس مو بدون نفس
سند ناظر فيها ثواني وإبتسم : اوعدك باللي تبينه ، ماعندي غيرك بهالدنيا ألبّـي له
ابتسمت بين دموعها وقالت بتردد : ابي اروح عنده
سكتت وهي تشوف إبتسامته تختفي وحواجبه إنعقدت ببعضها وقالت بخوف : كم يوم بس
سند وهو يشغّل السيارة قال بقسوة : ابي اعتبر هالكلام من تأثير الموقف ، لكن لاعاد تعيدينه
ورد : سند افهمني بـ.
قاطعها بعصبيّة : افهمي انتي ، لو كررتي هالسالفك طلّعت روحك ، ترا ربيّتك مرة ماني عاجز اربيك مرة ثانية !
ورد سكتت لما حسّته بدأ يفقد أعصابه، وعذرت عصبيته
مشى سند وانتصف الطريق وقال بلا شعور : المرة الأولى رحتي لبتال وحرقتيني، كسرتيني وهدمتي كل اللي بنيته، والحين تبين تروحين لأبوك اللي مااعترف فيك !
وقفت السيّارة عند الإشارة وناظر فيها بعيون شاردة : الأفضل تنسين هالموضوع من ساسه، لاتخليني أندم .
•
عند ذكرى ، كانت جالسة جنب أمها بعد ماعطتها أدويتها كاملة وتطمنت عليها الا ان قلبها موجعها وخايفة من "حلم سيّاف"
ومن أيام ونفسها تراودها بالسؤال ، لكنها مستحية ومو عارفة كيف تبدأ ، أنفتح الباب ودخلت جواهر وقالت بهمس : نامت ؟
ذكرى بنفس الهمس : اي نامت ، بنام عندها يمكن تصحى تحتاج شيء
جواهر : طيب بنام عندكم
قامت ذكرى ومسكت يدها وطلعت فيها وقفلت الباب على امها : خلاص ماراح انام عندها ، انتي متى تكبرين على هالطبع
جواهر : اخاف انام لحالي، البيت فاضي ويخرع
سكتت ذكرى وحسّت بخوف من خوف جواهر وتوترها : شفيك ، ع اساس مو متعودة يعني ؟
جواهر : ذكرى انا خايفة من ابوي
عقدت حاجبينها بإستغراب من الموضوع الغريب : وش جاب طاري ابوي له سنين ماجبتي سيرته، انتي حلمانه شي ؟
جواهر بتردد : ذكرى، بصراحة انا ارسلت له رسالة، قلت له اني محتاجة فلوس ، ورفض يعطيني وهددته اني اشتكي عليه
ولا رد علي ، وانا خايفة منه !
ذكرى انصدمت وخافت بنفس الوقت ، وبان الغضب بوجهها
وقالت بحدة : مو جايب لنا المصايب والمشاكل الا انتي ياجواهر
عمرك ماراح تكبرين!
سكتت شوي وهي تفكّر بالمصيبة اللي بتصير، اذا جاء ابوهم راح يسبب لهم الف مشكلة من لاشيء ، وماراح يقدّر تعب امهم وبيحط اللوم والعتب عليها الين تتعب اكثر.
كانت عارفة ان جواهر ماتنام لحالها ، لازم ذكرى معاها بنفس الغرفة
او تنام عند امها ، لذلك رحمتها وقالت بهدوء : يالله طيب ، ادخلي نامي بغسل وجهي وأفرش اسناني واجيك
جواهر : يالله لاتتأخرين.
دخلت جواهر للغرفة ودخلت سريرها وهي تفكّر باللي سوته ، ومتضايقة من ردة فعل ابوها ، يعني فوق ماهو قاطع فيهم ولا يسأل عنهم مايصرف عليهم ولا همّه ان كانوا عايشين ولا ماتوا.
دقايق ودخلت ذكرى وقفلت الباب ، أخذت كريماتها وجلست على سريرها وقعدت ترطب جسمها وجواهر تناظر فيها بسرحان.
ذكرى بتعجّب : شفيك، صاير شي غير اللي قلتيه؟
جواهر : أفكر لو ماكنتي انتي بحياتي وش ممكن يصير لي
ذكرى ابتسمت وكمّلت تمسح ايدينها وجواهر كملت : يعني انا من وعيت على الدنيا وامي مريضة وابوي مايدري عني ، انا بدونك بضيع ،محد متحمل غبائي وسخافاتي الا انتي ومحد يغطي على اغلاطي الا انتي، ومحد ينصح ويهاوش ويحب ويطبخ لي ويساعدني الا انتي ، انا كيف بعيش لو تزوجتي
ذكرى تأثرت من كلامها ولمعت عيونها : خلاص عاد تعرفيني ام دميعة
سكتت جواهر وهي تستوعب كلمتها وجلست وقالت بصدمة : ذكرى لاتتزوجين ، تكفين
ذكرى من الصدمة والإستغراب ضحكت : يمه جواهر وش صار لك
جواهر بمـلامح باردة : انا احسك تحبين سياف ، وانا ادري انك انتي اللي مسكنته فوقنا !
ذكرى بهتت ملامحها وجواهر كملت : لاتفهميني غلط، انا ادري ماعندكم قصد شين وادري انك تخافين الله، بس احس الحب راح يكبر وتتزوجينه ، عاد انتي تعرفين وش كثر أحاسيسي صح ولاقلت كلمة ماتصير عكسها !
ذكرى أخذت نفس عميق ودخلت جنبها وناموا وجواهر فعلاً كانت مهمومة ومتضايقة وواضح عليها من سرحانها .
ذكرى مسحت على شعرها وقالت بضيق : ماراح اخليك لو مهما صار
جواهر : لاتكذبين على نفسك، يوم يخطبك سياف راح توافقين وانتي مغمضة لإنك تحبينه
ذكرى : ماراح يخطبني تطمني، ماعنده شيء ، نسيتي ان نوف اكلت فلوسه وخلته على بساط الفقر !
سكتت شوي وقالت بهدوء : على طاري سياف، قال لي انه حلم بأمي ولما سألته وش الحلم انخطف لونه.
جواهر : طيب ارسلي له اسأليه!
ذكرى بتردد : لا استحي
جواهر : تستحين من إيش ، ارسلي له يالله
فتحت جوالها ذكرى ودخلت محادثته ، وتوّترت لكنها ارسلت:
صباح الخير ، كيف حالك
اعتذر عن الإزعاج لكن من يوم قلت لي انك حلمت بأمي وانا بالي مشغول، ممكن تقول لي الحلم ؟
قفلت جوالها وانسدحت بتنام على امل تصحى وتلقى الرد ،لكن الرد وصلها بنفس اللحظة وفز قلبها من الرسالة وحاولت ماتفتحها ، لكن حماسها ماتركها تتردد أكثر وفتحتها.
سـيّاف كان متضايق من الحلم لإنه عرف تفسيره ، وماحب يضايقها معاه ولاعرف وش يقول لها وكتب : أي حلم ؟
ذكرى ضاق خاطرها : مسرع نسيت ؟
سياف : الظاهر انك مضيعه ، انا متى قلتلك حلمت بأمك ؟
ذكرى عصبّت وقامت من السرير بسرعة وبدون تفكير اخذت عبايتها وحجابها وطلعت من غرفتها وجوالها بيدها وكتبت له : اطلع لي انتظرك
طلعت من البيت وإتجهت للباب اللي بينهم وبين شقة سيّاف ، فتحته ووقفت تنتظره ينزل وثواني وسمعت صوت خطواته وهو نازل، انفتح الباب وناظرت فيه ، ابتسم وقال بسـرحان : هلا والله ، آمري ؟
ذكرى حاولت تتغلّب على توترها وقالت بنبرة غاضبة : اسمع سياف لا تسوي حالك ناسي وخبرني الحين !
سياف سكت شوي وصدً عنها، لحظات ورجع ناظر فيها وقال بهدوء : طيب ، بما انك ملزمة بخبرك
هدت ذكرى وإرتخت اعصابها شوي وكمل سيّاف بمكر : حلمت ان امي راحت لها وخطبتك منها ، وامك استانست وقالت والله مانلقى احسن من سياف لذكرى ، وبعدين انتي رفضتي علشان امك، وامك قالت لك اذا ماوافقتي على سياف بزعل عليك !
تغيّرت ملامح ذكرى وسكت سياف وهو مصدوم من اللي قاله لكن كمّل : ولما فسرت الحلم قال الشيخ انه بيصير نفسه بالواقع ، عاد امي بتجيكم بكرة عشان تخطبك وانتي وافقي بسرعة لا تطولين الموضوع ، لإن بالنهاية بتوافقين، زي الحلم يعني !
•
أنت تقرأ
سحابة لو حملت جبال و حلوة لو شربت المُر
Romanceللكاتبة :rwaya_roz✍️🏻 . وجدتني أنتمي لنفسي جداً لا أحد يشبه معتقداتي الغريبة ،روتيني وأغانيّ ! أنا بمثابة أشيائي التي لا يمكن أن تصبح يوماً لأحد تمر الأيام وأقضي أغلب ساعات يومي وحيداً ومع ذلك لا أشعر بالوحدة، بل على العكس أعتبره دليلاً بأن للفر...