لُعبة القدر

" الفصل الاول"(البداية)

في صباح يوم جديد في حي من أحياء مدينة الجيزة
وهو حي (العمرانية) ، حيث منزل عائلة الـ "جابري"
يعلوا صوت المذياع على إذاعة القرآن الكريم سورة البقرة في غرفة من غرف المنزل الخاص بـ (عبدالعزيز الجابري) تجلس فتاة في الـ 25 من عمرها تُدَّعْىَ "نادين" تجلس على الفراش الخاص بها وتقوم بمراسلة ابن عمتها المدعو (عُمر)ذلك الذي سرق فؤداها منذ كانا اطفال ولكن! هل يبادلها هو حبها ذلك!!!!!!
كان صوت ضحكتها يعلوا في أرجاء الغرفة الخاصة بها هي وشقيقتها وهي ( ملك ) قطع صوت ضحكتها طرق بسيط على باب غرفتها يليه دخول (ملك) الغرفة وهي تنظر نحو اختها بضيق فهي لم تكن راضية ابدا عن ذلك الذي يحدث بينها وبين المدعو (عمر) ثم تقول لها
_يابنتي ارحمي نفسك عُمر ده كل العيلة عارفة أنه بتاع بنات ومقضيها ده غير كدة كمان ، انتي عارفة ان العيله كلها متقبلش بيه زوج لبناتهم.
تلتفت إليها نادين بغضب، من ذلك الحديث الذي لا تمل شقيقتها الصغرى برميه على مسامعها ، فهي دائما تقوم بنصحها بالابتعاد عنه بسبب نزواته التي يعلم عنها الكثير من العائلة، ثم تقول لها بغضب وتأفف شديد.
_وانتِ مالك انتِ ومال حاجة زي دي انتِ لسة عيلة يا حبيبتي لما تكبري ابقي اتكلمي.
ثم عادت للنظر داخل هاتفها ومحادثة (عُمر)، نظرت إليها ملك بحزن فهي دائما عندما تقول لشقيقتها بأن ذلك الـ (كذانوفا) كما تسميه هي لم يحبها أنه فقط يقضي معها وقتًا بغرض التسلية لم تصدقها وتعنفها ،زفرت ملك بعدم ارتياح وقامت بغلق خزانة ملابسها ثم غادرت الغرفة باكتاف متهدلة حزينة على شقيقتها وعنادها الذي سيجلب لها المصائب.
عندما خرجت ملك من الغرفة صادفت والدها ذلك الرجل بشوش الملامح الذي يحبها بشدة هي دونآ عن بناته فهو لديه خمس بنات وهم (فريدة،علياء،نور،نادين،ملك)وبعد ان زوج ثلاثة بنات له وهم (فريدة وعلياء ونور)   تبقى له ابنتين وهم (نادين وملك) يحبهم جميعاً ولكن الأقرب إليه من بينهم هي ملك لأنها الوحيدة التي تشبهُ في شخصيتها الجادة ،العاقلة،الرزينة ،الطيبة.
قال لها والدها في حنو عندما لاحظ الحزن البادي في أعينها
_مالك يا ملك انتِ اتخانقتي مع اختك تاني.
نظرت نحوه ملك ثم حاولت أن تخرج صوتها بثبات حتى لا يلاحظ والدها.
_لأ ابدا يا بابا حضرتك عارف اني عندي امتحان ،انا بس متوترة شوية متقلقش.
ثم ودعته بعد أن قامت بطبع قبلة فوق جبينه، نظر والدها في أثرها بحزن فهو أكثر من يَعلم ببعد ابنته الصغرى عن شقيقاتها فهي الوحيدة من بينهم الذي تختلف عنهم في تفكيرها وتربيتها، تنهد بحزن ثم غادر مكانه متجه حيث غرفته ليقوم بارتداء ملابسه ثم الذهاب الى العمل. 

بعد ما غادرت ملك غرفتها ذهبت إلى المرحاض حتى تتوضئ ثم تصلي فرضها وبعد ذلك تقوم بأرتداء ملابسها والتي هي عبارة عن رداء بالون الازرق الزاهي يسمى في العصر الحالي بـ(الدريس)  ويعلوا فوق منه خمار باللون الاسود ، كانت تشبه القمر حقآ هل قلت تشبه! بلى أنها القمر ذاته فهي تتميز بوجه مستدير وبشرة بيضاء متوردة باللون الاحمر عند وجنتيها والذي يزيد عن الغضب وعندما تشعر بالبرودة والكسوف وعيون سوداء واهداب كثيفة وشفايف مكتنزة بها بعض اللون الاحمر لم تكن بحاجة إلى الزينة فهي ،فاتنة بدون اي مستحضرات تجميل.
وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها برضا ثم بعد ذلك ذهبت إلى الامتحان الخاص بها فهي في سنة اولى كلية اداب جامعة القاهرة  فهي تبلغ من العمر 19عام، خرجت ملك من المنزل ثم استلقت أحد الحافلات كي توصلها إلى مقر جامعتها حتى لا تتأخر عن امتحانها ثم أخرجت من حقيبة ظهرها هاتفها الخاص وظلت تقرأ اذكار ما قبل الامتحان.
_________________________________________