بعد انتهاء اليوم السعيد الذي ملئه الفرحة بخبر حمل (نور) غادر (عبد العزيز)وبناته منزل ابنته بعد أن أخبرهم جميعاً برحيله غداً زادت دهشتهم جميعاً حتى نظر إليه زوج ابنته باستنكار سائلاً عن سبب السفر المفاجئ أجاب عليه ( عبدالعزيز ) بأنه ظرف طارئ ويحتاج إلى سفره هو وزوج شقيقته وابنها وان التي سوف تقوم بإدارة العمل هي( ملك ) ابنته الصغرى مما سبب في زيادة الدهشة لدى بناته جميعاً، فأخبرهن هو أنه يثق تمام الثقة في عقل (ملك) وإدارتها للأمور تقبلوا جميعاً الأمر فيما غادر هو المنزل بعد توديع حار لبناته، وها هو الآن يجلس في سيارة الأجرة وبجانبه (ملك) يليها شقيقتها (نادين) تنهد بثقل ثم التفت اليها قائلاً بهدوء:
_ انا عارف اني بحملك مسئوليه اكبر منك واني ضاغط عليكي بس صدقيني والله غصب عني انا مش هينفع اسلم تعبي انا وجوز عمتك لحد غيرك وكمان لو كان ينفع اخلي "نادين" هي اللي تمسك الشغل مكنتش اتأخرت ؛ بس هي كمان بتشتغل وبتحب شغلها وبعدين انتي معاكي إجازة 4 شهور بحالهم! يعني اكيد هتزهقي فيهم لو قعدتي فاضية ، ثم انك بتتعلمي بسرعة وانا واثق انك قدها وانا هخلي سعد المدير هناك هو يعلمك كل حاجة انتِ و "عمر".
كانت نادين تستمع لحديث والدها وهي تنظر من النافذة بجانبها ولكن عندما نطق والدها اسمه ارتعشت أوصالها ونظرت إليه قائلة بملامح مستنكرة غلفها الانفعال:
_ مين اللي هيمسك الشغل مع " ملك " إن شاء الله! "عمر"! انتوا بجد متأكدين ده يوسف الصغير عاقل عنه !.
أوقف السائق السيارة أمام البناية التي يقطنوا بها فنظر إليها والدها ثم غادر السيارة وهن يتبعونه ثم التفت إلى السائق وأعطاه النقود، بعد دقيقتين كانوا يقفوا أمام باب شقتهِم قام والدهم بفتحه ،بالمفتاح الخاص به ودخل البيت وهن يتبعونه ،جلس هو على الأريكة واضعاً قدم فوق الأخرى وهو ينظر إلى ابنته نظرة غامضة تجاهلتها "نادين" وعندما التفتت كي تغادر سمعت من والدها ما جعلها تتجمد في مكانها:
_وهو دلوقتي بقى مش عاقل! مش كان كويس لما كنتِ بتحبيه يا نادين .
التفتت إليه بملامح منصدمة من معرفته بالأمر ، فنهض هو من مكانه ثم خطى عدة خطوات حتى أصبح أمامها مباشرةً قائلاً بهدوء:
_هو أنتِ فاكرة إن انا معرفش انك كنتِ بتحبيه! ، انا عارف كل حاجة يا نادين بس انا مكنتش راضي اقولك اني عارف كنت مستنيكي انتي تيجي تقوليلي بس محصلش وبعد كدة عرفت انك سيبتيه لما كنت راجع من الشغل اخد ورق وسمعتك وأنتِ بتتكلمي مع اختك ،ساعتها مشيت من غير كلام ومرضيتش اقولك اني عرفت.
ظلت تحرك نظراتها في جميع الاتجاهات ماعدا أعين والدها ،قائلة بتلعثم:
_با.بابا انا وا..والله كنت هقولك بس..بس هو كل حاجة خلصت قبل ما اجي احكيلك ، انا اسفة اني خذلت ثقتك فيا أو اني هديتها بس والله كان غصب عني انا كنت... لو..حدي ومحدش كان معايا هو قرب مني في الوقت ده ،انا اسفة.
أنت تقرأ
لُعبة القدر
Adventureقد تكون من أكثر الناس معارضة للشيئ..... ثم تصبح وبدون ارادة ، من اكثر المؤيديين اليه. وهذا ما يسمى بــ "لُعبة القدر"