▪︎عائلة▪︎
_ أتحداك أن تعيد كلماتك يا ابن الساقطة! بكلمات غاضبة صرخت سيلين على الزبون الهزيل ذو وجه تُجار المخدرات.
_ أيتها العاهرة راقبي كلماتك، ليس كأنه هناك من ينظر لوجهك عداي ساقطة بائسة. خرج إيريك من المطبخ مفزوعاً على أصوات الشجار.
اندفع يلكم الزبون اللعين عندما سمع ما تلفظ به لكن زاك سبقه، رفع زاك الرجل من تلابيب قميصه.
_ لم يخلق من يتعدى على موظفيني في المقهى خاصتي، أعد كلمة واحدة لعينة أيها الساقط وسترى نفسك في العالم الآخر! بصوت خافت همس زاك لكن جميع من في المقهى سمعه لقوة صوته الساخط، ارتجف الرجل وتخبط محاولاً الفرار من بين يدين الغاضب العملاق.
_ أعتذر أقسم أنني أعتذر لن أعود لهذا المقهى مرة أخرى ولن أنظر في وجهها بعد الآن اتركني أرجوك! ترجى الرجل بخوف فحجم زاك بنسبة لجسده ليس بالمزاح.
سحب زاك الرجل كأنه لا يزن شيئاً ملقياً إياه إلى الخارج دون تأخير.
ما حدث كان قد جذب اهتمامهم، فقد عاد اهتمام الزبائن لمشاغلهم بعد أن اختفت أجسادهم فــ غادرت سيلين بغضب ولحق بها الآخران.
_ سيلين هل انتِ بخير؟ سألت بقلق حين طال صمتها وتأملها لزاك بغضب.
_ لما تدخلت؟ ما كنت أحتاج مساعدتك لست بفتاة ضعيفة تحتاج أحداً ينقذها، هل ظننت أنني لن أستطيع أخذ حقي مثلاً! حاولت عدم الصراخ فعقول الأشخاص في الخارج فضولية.
_ ماذا كنتِ تنتظرين مني أن أسمح له بالتطوال عليكِ، بالطبع لن أسمح حتى لو بالكلام! كما أنكِ موظفة لدينا لذا يتواجب علينا حمايتك! بانفعال رد الآخر يحاول الحفاظ على نبرة صوته.
_ انت فقط تندفع كالــ لست بحاجة لتحدث عن هذا حتى، هل تريد مني أن أستقيل لتتوقف عن التدخل! اندفعت نحوه تخز كتفه تدفعه للخلف بغضب، تبصق كلماتها بعيون لامعة أثر تجمع الدموع، لم أفهم سبب الشجار وسبب غضبها، زاك اندفع لمنع الرجل من التطاول كما كنت سأفعل إن لم يسبقني، ليس لأنها ضعيفة أو ما شابه بل لأننا لم نكن لنسمح لأحد بالتطاول على أي شخص أمامنا.
_ سيلين نحن في هذا المقهى عائلة، بالطبع سأندفع لمساعدتك ولن أتوقف عن ذلك، أراكِ كأختي أو حتى
كــ ابنتي. بدأت نبرة زاك بالانخفاض وجسده المشدود بدأ يهدأ ويرتخي.
_ لا أحتاج عائلة! بهمس نبست ودموعها بدأت بالإنسياب بصمت، كانت تلك الدموع مؤلمة للرجلين في المكان، هذه المرة الأولى التي تبكي فيها سيلين أمام أحد حتى زاك الذي قضى معها ما العامين المنصرمين، هي وصلت حد الانفجار فــ انفجرت دموعها بصمت، حتى في انفجارها كانت دموعها صامتة كتصرفاتها وأفعالها.
احتضن زاك جسد الباكية بعاطفة غريبة، شعر بالمسؤولية نحوها كأنها ابنته.
أدرك إيريك أنه أصبح يمتلك عائلتين، واحدة تمرح حول العالم، وأخرى ستبكي على أوجاعه وتحميه.
_ حضن جماعي! صرخ إيريك بمرح يحاول تغيير الأجواء ضحكت سيلين على فعله فقد اندفع ينضم للحضن مخرجاً أصواتاً مرتاحة وسعيدة كخرخرة القطط.
_ ابتعد عني يا فتى ماذا تفعل. حاول زاك دفع إيريك الذي تمسك به بقوة، شاهدت سيلين ما يحدث من بعيد بـــ استمتاع تميح ما تبقى من دموع على وجنتيها، تمسك إيريك بزاك بعد ابتعاده بحجة حاجته لأب روحي هو الآخر.
_ يا أنت ابتعد انت لا تحتاج أب روحي لأنني سأخرج روحك إن لم تبتعد! صرخ زاك يمثل القرف، في تلك اللحظة قررت السيدة ماغي التدخل فسحبت إيريك من أذنه.
_ ابتعد عن ولدي، هو ليس منجذب لك بأي شكل من الأشكال كما أنني أريد زوجة لا زوج! بسخرية أبعدت الجدة إيريك، الذي نظر لها بصدمة ثم انكمشت معالم وجهه بقرف هو الآخر.
_ هل تظنين أنَّ هذا الوجه الوسيم سينجذب لهذا! بسخرية نطق إيريك يشير ناحية وجهه ثم ناحية زاك معقود الحاجبين.
_ متى عدتِ؟ سألتها سيلين بهدوء بعد توقفها عن الضحك.
أنت تقرأ
عدا إيريك
Short Story_ مـقـهـى الـبُـن الـذهـبـي. خطوطٌ ذهبيةٌ مُنمقة جذبت ذو الخصلات الذهبية، جاعِلة مِنهُ يلتقط المنشور المُوشَّح بالأسود والذهبي الجذاب. إعلان توظيف هذا مضمون المنشور، كان مميُزاً لدرجةِ ظنِّهِ أنهُ يَخصُّ مطعَماً باهظاً. لم يكن مهتماً بالتقديم لوظيفة...