داخل زنزانه قذره مكسوه بريح الدماء والقئ . لا أحد قادر على النوم ولو للحظه واحده بسبب أصوات صراخ المساجين داخل سجن الشيطان الاعظم. يموتون احياءًا اثر ما يتلقونه من عذاب . كان بجلس ابن الثالثه عشر مطاطأ الراس راجف الشفتين، شفاهه تيبست من شده خوفه كما لو انه لم يرتشف الماء منذ شهور . كل ذكريات فاجعته أصبحت تعرض بالصورة البطيئه أمام عينيه الشاردتين. كل تلك المشاعر حطت على قلبه دفعةً واحده لدرجه جعلت منه يكسر معتقداته الزائفه عن الرجوله ذارفًا دموعًا حاره حفرت علاماتها على خديه المكسوان بالتراب
"مابالك تبكي يا ابن الملاك، أيعقل ان الشيطان الاعظم قد أخطئ بتبنيك واليًا للعرش"
"عن أي عرش تتحدث ،ابن العالم العلوي ليس بوريثٍ عاقل انه مجنون كيارا!"
"كيف قد تبناه الملك وهو يعرف معدن الملائكه..فوق ذلك جعله وصيًا لعرش الشياطين؟!"
"دع عنك يا صاحبي ، ما سمعته ان الملك شد له لأنه ليس ملاكًا عاديًا..هذا الفتى هو ملاك عصى الإله زيوس انه ملاك اسود"
استمرت ثرثره الحارسين على بوابه زنزانه الأمير لوسيفر . أمير العالم السفلي المتبنى . قبل الأمس كان اميراً طاغيًا داخل ارض الشياطين . والان سجين مذلول لا أحد يهون عليه سوى اجنحته السوداء حين تود احتضانه. لتخرج بعدها كلمات مبعثره من فاهه بعد تذكره قطع راس عشيقته أمامه
"تو..توقف ..توقف..توقف!!"تعالت تلك الكلمه بحنجرته بالتدريج كما لو انه يحاول منع الجلاد من نحرها وإيقاف هذا الكابوس . كيف لها أن تتركه وتذهب للعدم ..لقد وعدته بامساك يده حتى النهايه . ^سنترك أخطاء العالم حتى نعيش احلامنا^ شد طوق احتواء اجنحته لجسده النحيل. أما اعينه الخضراء قد تزينت بالأحمر الدامي لشده بكاءه حتى سمع صوتًا خشن الهيئه من خلف القضبان ميزه انه ملك لاخيه الأكبر ديفل . كان ديفل حاد الملامح شاحب البشره . ابيض الشعر ضخم البنيه
"بيني وبينك حساب لوسيفر ، ولن ينتهي حتى اسلبك اجنحتك "
زفر لوسيفر ببطئ وهو ينظر للفراغ متاملًا كلام أخيه. لكنه لم يحرك ساكنًا بعد سماعه كلامه .لم يكن هذا الصمت نابع من نرجسيه وطات السماء او قله فطنه . كان وحسب ينظر لما يحبه وهو يسلب منه تباعًا ، لم يحترم ديفل لحظات صمت أخيه الأصغر المثيره للشفقه .لكنه فتح باب الزنزانة حتى يقبل عليه ممسكًا اياه من جذور شعره بقبضته .هزه أثناء رفع جسده بالتدريج من خصل شعره التي كادت ان تتقطع جاعلًا من جسده ينتفض من الألم. رف لوسيفر جناحيه متألم الملامح كحركه دفاعيه . لكن ضعفه حينها لم يفعل شيئًا سوى تحريك ديفل من مكانه بضعه خطوات .
ت