تثير جنوني ♡♡ صابرين شعبان ♡♡ إعادة نشر

874 67 13
                                    

الجزء الأخير

" من قال أني سأذهب لأبقى عند أحد "
ردت حفصة بأدب " لقد أخبرت جدتي ريحانة أني أريد رؤية جدتي زهيرة و قد وافقت لتذهب معي لمدة أسبوع فهى ليست هنا "
قالت ريحانة باسمة " أجل حبيبي أشقر أذهب معها لتتعرف على جدتها فهى لم تأتي لزفافكم لأنها عجوز عنيدة لا تريد ترك بلدتها "
سأل بحنق " لماذا هل هى في بلدة أخرى "
ردت حفصة باسمة بخبث " بالضبط في بلدة أخرى "
و ها هما يقفان يتطلعان للمنزل هى بفرح و هو بذهول من مظهره.

※*****※******※******

"ما هذا"
سأل أشقر بصدمة بعد أن تمالك نفسه و تخلص من صدمته الأولى برؤيته لمنزل جدتها.. قالت حفصة بفخر " هذا منزل جدتي زهيرة "
قال باستنكار " هل تسمين هذا منزل "
ردت بحرارة " بالطبع أليس له جدران و باب "
رد بسخرية " جدران من الخشب و باب من ما هذا عيدان قصب "
ردت حفصة و هى تتقدم من المنزل "بل البوص شيء كالخيزران"
قال أشقر و هو يسير خلفها" أنا لا أصدق "
طرقت حفصة الباب ثم دفعته و هى تنادي بحرارة " جدتي زهيرة أحذري من جاء لرؤيتك"
كانت المرأة العجوز تنهض ببطء من على الأرض المفترشة بحصير من القش الأصفر يتذكر أشقر و هو صغير كان عند جده واحدة مثلها يصلي عليها.. " صغيرتي حفصة "
ضمتها حفصة بحنو و هى تقول بعتاب " غاضبة منكِ لرفضك المجيء لزفافي "
قالت زهيرة التي تبدو أكبر سنا من جدته و لكنها تبدو قوية رغم كبرها. " ما لي و السفر في عمري هذا حبيبتي. علمت أنك ستأتين لرؤيتي عندها "
قالت حفصة بحنان " لا أستطيع الابتعاد عنكِ يا حبيبتي و أحزري من جلبت معي "
التفتت لأشقر قائلة " هذا أصفر زوجي "
قال من بين أسنانه بغيظ " أشقر "
ردت ضاحكة بخبث " أعلم كنت أمازحك "
" مزاح ثقيل "
قالها ببرود و هو يمد يده ليصافح جدتها و يضيف " أهلا بكِ جدتي سعدت بالتعرف عليكِ جدتي ريحانة ترسل سلامها إليكِ "
نظرت إليه زهيرة بفرح قبل أن تشده لصدرها و تضمه قائلة " سلمها الله بني.. التعرف علـى العائلة يكون هكذا "
تقبل ضمتها و عيناه على حفصة بملامحها المرحة بغيظ.. كان المكان لا يقال عنه سوى أنه قن للدجاج ليس منزل للبشر. لا يعلم كيف يتركون قريبتهم في مكان كهذا وحدها .. لا يوجد حتى سرير لتنام عليه. قالت حفصة و هى تمسك بيده ليجلس على الأرض على الحصيرة النظيفة رغم فقر المكان و لكنه نظيف كما القصور و مرتب في جانبه موقد صغير من الطين و الحجارة عليه لوح من المعدن مؤكد تستخدمه لطهو الطعام بينما بجانبه طاولة صغيرة من الخشب عليها الأواني نظيفة لامعة كالجديدة بينما هناك أواني فخارية كثيرة متراصة بأحد الجوانب و إحداها كبير و عليه كوب صغير و غطاء من الخشب مؤكد تستخدمه لشرب الماء.. أجلس لحين نعد لك الطعام قبل أن نذهب لأريك البلدة "
رد أشقر و هو يجلس على الأرض بضيق " لا أريد رؤية شيء و لكن يمكنك البقاء للحديث مع جدتك براحتك قبل العودة للمنزل "
نظرت إليه زهيرة باستنكار " تعود لأين. أنتم لن تعودوا الأن و لا غدا و بعد غد هيا حفصة أعدي الطعام لزوجك و أتركيني أتعرف عليه "
قالت حفصة باسمة و هى تعاود تقبيل خدها " أنتِ تأمري يا سيدة الكل لا عودة اليوم يعني لا عودة اليوم " و ذلك لتغيظه و هو يعلم ذلك
لا يصدق أشقر أنه وافق على البقاء هنا بالفعل فبعد الغداء الذي اعدته زوجته و الذي مكون من الدجاج و الأرز و البطاطس المحمرة و التي قشرتها جدتها بعد أن ذبحت لها الدجاجة في الخارج فبجانب الكوخ هذا حظيرة صغيرة للدجاج هى ليست حظيرة هى سياج من الخشب يدور حول مترين من الأرض طولا و عرضا بجانب الكوخ.. عادت لتجلس معه و هى تسأله عن سنوات غربته في الخارج بعد أن علمت من حفصة التي قالتها بسخرية . تناول الطعام الذي كان شهي للغاية و مطهو جيداً على هذا الموقد.. كان يرقد بجانبها على الأرض يأخذ قيلولة كما قالت جدتها بعد الغداء. و التي غفت على الفور تاركة إياهم يتقلبان على الأرض هى بملل و هو بعدم ارتياح.. " لا أصدق قسوة قلب والدك الذي يترك والدته هكذا في هذا المكان و هو يجلس في المنزل المجهز كالمنازل الفاخرة "
ردت عليه ببرود" أنها والدة أمي و ليس أبي "
سأل باستنكار " هل لهذا يتركها هكذا لأنها ليست والدته "
ردت بسخرية و هى تستدير على جانبها تستند على راحتها لتنظر إليه " بل لأنها عزيزة النفس و لا تنتظر منة أحد و تريد البقاء في المنزل الذي تزوجت به جدي لحين تلقاه "
رد بسخرية منة. هل هذا ما يبرر مكوثها هنا و ترككم لها تعيش وحدها هنا متحججين برغبتها "
ردت بسخرية " بل هذا مبرر لنتركها تعيش كما تريد بحريتها دون أن نحجر عليها لمعتقدات تافهة ككيف نعيش نحن و كيف تعيش هى نحن نقبلها حتى لو كانت تعيش على الطريق طالما هى سعيدة بذلك "
رد أشقر بنزق " بالله عليك يكفي هراء هذا ما تتفوهين به الأن هل عدم قبولي بمعاناتها يعني أني أحجر على حريتها "
ردت ببرود " بل كونك ترفض الأخذ برغبتها في الطريقة التي تريد العيش بها "
اعطاها ظهره دليل أن حديثها لا يهمه و لا يقبله فقالت بحنق
" الهرب من النقاش لن يجعلك صح و نحن خطأ "
التفت إليها قائلاً بسخرية " أيتها الذكية هذا الحديث أعلم لأين سيأخذنا بالضبط و لذلك أريح رأسي فقط من جدال عقيم معكِ "
سألته ببرود " و لأين كان سيأخذنا يا سيد فهمان "
رد ببرود " سيأخذنا لرحلاتك الشريفة و حقك في الذهاب أليس كذلك "
استلقى على ظهره و وضع ساعديه تحت رأسه و أضاف ببرود
" لا أريد وجع الرأس عن حريات المرأة هنا لم يكن عليكِ الزواج بي لتناليها "
همست بحنق حتى لا تسمعها جدتها " أكرهك حقاً و نادمة على غبائي لكن ثق أني أتعلم من اخطائي "
سألها بسخرية " و ماذا ستفعلين لتصححي خطأك "
ردت بحقد " أنتظر و سترى "
قال أشقر بملل " ليس لدي شيء يشغلني الفترة المقبلة لحين أتخلص منكِ "
عادت لتستلقي بدورها " حسنا يا أصفر لنرى من الذي سيستسلم أولا هى الحرب بيننا "
تثاءب بكسل " غريب أريد النوم حقاً أم هو من حديث أحدهم الممل "
قرصته حفصة بحقد في كتفه فتمتم ببرود " طفولية حمقاء أعدك أن أتركك لكبش أخر المرة المقبلة عقابا لقرصتك هذه "
قالت بخفوت حاقد " و أنا من سأجعلك تتركني أذهب فقط لتريح رأسك مني "
" أحلمي "
تمتم بتثاؤب أخر قبل أن يغلق عيناه و يغفو..

تثير جنوني ( إعادة نشر) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن