الفصل السابع : دعوة على فنجان قهوة

868 76 97
                                    

- ماذا ؟ أليس من المفترض أنه ماهر !

- لم يكن كذلك..

- أتخبرني الآن بأن الشخص الذي أعارني حذائه و سترته و رافقني إلى عتبة المنزل ليس ماهر ؟! من هو إذا ؟

- أنا لا أعرفه ، عندما رأيته يساعدك بتلك الطريقة إعتقدت أنك على معرفة به ، إذهبي للقائه ربما ستتعرفين عليه ، لا تتأخري فوالدي قد ذهب ليخبره برفضك..

حملت الكيس و أخذت المظلة منه لتضعها مع بقية الأغراض ، هرولت ناحية الخارج لتنزل درجتين بدل الواحدة للحاق به قبل ذهابه ، وجدت والدها سيفتح باب صالة الضيوف حين تمكنت أخيرا من نزول السلم لتهتف بصوت منخفض نسبيا :

- إنتظر !

إستغرب والديها هئيتها و تغيير رأيها فالمفاجئ ، تقدمت منهما تنظر إليهما قائلة :

- أود الحديث معه للحظة..

أفسح لها والداها المجال ، إلتقطت أنفاسها قبل أن تمسك مقبض الباب و تدخل ، بحثت عنه لتجده يجلس على الأريكة و ظهره يواجهها ، صوت كعب صندلها إخترق سكون المكان بينما تتقدم أكثر و عينيها الفضولية تود معرفة هويته..

خصلات شعره السوداء و لحيته الخفيفة المرتبة مع شكل جانب وجهه لم يكن مألوفا بالنسبة إليها ، بالرغم من عدم رؤيتها له بشكل واضح أو كامل لكنها أجزمت أنها لا تعرفه لذلك وضعت الكيس بجانبه بعدما وقفت خلف الأريكة ، حين إلتفت هو إليها كانت قد أخفضت رأسها تقول بسرعة :

- جئت فقط لأعيد لك ما أخذته منك قبل ثلاثة سنوات ، لقد حسبتُ أن شخص مقرب أعرفه هو من ساعدني ذلك اليوم و لكن قبل لحظات عرفت الحقيقة ، أنا لا أعرفك يا سيد و لا علم لي بأسباب ما قمت به ذلك اليوم ، فلا يمكنني سوى أن أقول بأنني آسفة لأنني أتعبتك معي دون قصد و شكرا لتقديم يد العون ، أود أن أتأسف مجددا ، ليس لي نية لزواج لذلك أرفض الطلب الذي قدمتَ من أجله اليوم..

ما إن أنهت آخر كلمة إستدرات لتغادر بخطوات واسعة و مسرعة ، قابلها والديها بترقب لكن ملامحها المحمرة بضياع و حزن أجابت عن سؤالهما الصامت ، عادت إلى غرفتها في حين أنهما دخلا إليه ليستفسرا عن ما حصل..

كان هناك أيهم الذي ينتظرها و عندما رآها عرف أنها قد رفضت لذلك قال بغير رضا قبل أن يتركها و يغادر :

- لما فعلتِ ذلك ؟ لو منحته البعض من الوقت لمحادثته على الأقل ! ألم تفكري كيف عاد ذلك اليوم بما أن سترته و حذائه و حتى مظلته برفقتك ؟ لقد كان حافيا و الرياح تعصف بجسده المبلل من قطرات المطر ، أجزم أنه أمضى تلك الليلة في المشفى لمرضه ، صحيح أنني لا أطيقه لأنه يشكل خطر بالنسبة لي لكونه زوج مستقبلي محتمل ، لكنني أقول أنه كان يستحق القليل من وقتكِ ، لا يجب أن يدفع ثمن أخطاء سيف..

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن