ليلة الحادث الساعة الحادية عشره مساء

21 1 4
                                    

الساعة التى تأتى محملة بالظلام، البرد، الرياح العاتية ومعها يعلو نباح الكلاب بدون سبب مرئى فاعلم بأن هناك شيطانًا يوسوس للإنسان بأن يخطط لفعل جريمة عجز قرينه عن القيام بها.

ليلة شتوية فى منتصف شهر يناير، أغلب الطرقات مقفرة يسودها هدوء قاتل يثير في النفس القلق، الجو أصبح يميل إلى الدفء قليلاً بعد توقف الأمطار الغزيره ولكنها ما زالت تهطل غضبًا داخل شقة (تامر) وزوجته (ريهام) وقد وصل صوت شجارهما إلى سطح البناية ولعلع صوت صداه في أرجاء الشارع وما زالت تصرخ فى وجهه:

-  لن ألقى اللوم عليك هذه غلطتى أنا.. أنا المغفلة التى صدقتك منذ البداية.

ينظر لها زوجها ودموعه حبيسة مقلتيه وانعقد لسانه عن الرد ومع ذلك لم تتراجع وما زالت تصيح فى وجهه بغضب جامح :

-  الخيانه هى الجائزه التى أستحقها بعد كل ما قدمته لك.. ومع من؟ مع هذه الساقطه التى تشبهك وتشبه أصلك الوضيع.

اقترب منها وهو يمد يده ليضعها على كتفها محاولاً تهدئتها مترجيًا بأن تخفض من صوتها حتى لا توقظ الفتاتين، فأزاحت بيده بعيدًا عنها مقاطعة كلامه قائلة :

-  فى الصباح سأرحل أنا والبنتان وأطلب من المحامى إلغاء جميع التوكيلات التى تعطيك حق التصرف في الأملاك، حتى حسابنا المصرفي المشترك سأسحب كل ما فيه من أموال وأعيدك كما عرفتك فارغ القلب والجيب

ولأول مرة منذ بدايه الشجار يعلو صوت (تامر) متوعدًا لها :

-  سأجعلك تندمين على كل ما تفوهتِ به فى حقي، ولكن ليس الآن، حينما أثبت لكِ براءتى.

ثم أدار لها ظهره واتجه إلى باب الشقة ورحل وهي مازالت تتمتم:

-  برئ برئ برئ!!! نعم أنت الملاك وأنا من قام بمضاجعة هذه الحية الحقيرة التى أخذتك من حضنى أنا وبناتك

ثم جلست على أقرب مقعد لها وظلت تبكى قرابة النصف ساعة حتى رن جرس الباب ومسحت وجهها واتجهت لفتحه وسبقها صوت أنفاسها المتلاحقة إثر البكاء ونظرت من عين الباب الزجاجية لترى رجلاً ضخمًا له شارب كثيف وشعر أبيض فسألته :

-  من أنت، وماذا تريد في هذه الساعة المتأخرة؟؟
قالتها وهى بالداخل خلف الباب

-  هل هذه شقة المدعو تامر البحراوى؟

-  نعم، ماذا بعد؟

-  إنه في الأسفل جريح قد تعرض لصدمة قوية من سيارة مسرعة

فتحت الباب مسرعة بعد سماعها ما قال الرجل الغريب سألته بلهفة:

-  أين هو؟

-  موجود في الأسفل ويريد رؤية زوجته ريهام

ثم صمت برهة وأكمل :

-  إن كنت أنتِ فمن الأفضل أن تسرعى وتحضري معك الهاتف في حال ضرورة الاتصال بسيارة الإسعاف لأن كما يبدو عليه إصابته بالغة

جريمة في محطة المترو (ديهوم) 🔪 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن