البارت الأول

1.1K 10 4
                                    

* لينا *

رقص الباليه حلمي الوحيد ..
اللون الزهري .. الجسم النحيل .. الشعر المرفوع ..
الريش و الزينة .. و كل شيئ ..
أول شيئ أفكر به عندما أتذكر الباليه .. هو كيفية القدرة على الوقوف على رؤوس الأصابع ..
الفكرة وحدها كانت تخيفني و توجعني من دون أن أجرب القيام بها حتى ...
ثم رأيتها ...
وهي ترقص الباليه في أحد العروض التي تبث على التلفاز ..
فسحرت بجمالها .. كل حركة مدروسة و منظمة تتبع ما قبلها بدقة و تناغم و رقيّ كامل ..
تشعر و كأن الراقصة هي بمثابة ريشة صغيرة ..
تتطاير في الفضاء الضيق أمامك ..
و كأنها في كوكب خاص بها ..
و هناك .. قررت محاولة تعلم الباليه ...

......

الأم: لينا .. تناولي فطورك أولا ..
لينا: لا أستطيع .. أنا متأخرة بالفعل ..

أجري داخل المنزل هنا و هناك .. أحاول إيجاد حذائي ..ها هو ..
و ضعت قبعتي و نظرت مجددا للمرآة ..
اليوم سيكون يوما جميلا و مختلفا بالفعل .. أشعر بذلك ..
سأخبركم القليل عن نفسي .. إسمي لينا دوكاين ..
أنا في 20 من العمر .. حسنا لم أتمم العشرون بعد لكني على وشك ..
المهم .. أنا أنحدر من عائلة بسيطة .. توفي أبي عندما كنت صغيرة .. و نحن نعيش ثلاثتنا مع بعض ..
أمي و هي تعمل ممرضة .. و أختي .. التي تعمل في مكتب محامات .. و أنا ..
أنا ماذا أقول بالكاد قمت بإجتياز إختبار القبول في الجامعة .. لكني أعمل نادلة في أحد المطاعم الراقية ..
خمس نجوم .. لكن الأهم ما أحبه ب نفسي ..
أني أملك موهبة من السماء في رقص الباليه ..
الرقص هو حياتي .. و كأني أتنفس فقط لأرقص ..
كنت في 05 من العمر عندما بدأت أتعلم الباليه ..
كان الجميع يسخر مني لأني أتعلمه في هذه السن .. لأن رقص الباليه يجب التدرب عليه منذ السنة الثالثة ..
لكني لم أستسلم .. أتذكر كيف كنت أستيقظ قبل الجميع. . .
أمشي ببطئ شديد على الأرض خائفة من إيقاظ أمي .. أفتح الضوء بهدوء و أنظر إليها..
فأنا أعرف كم تكره الضوء في الصباح .. أفتح الخزانة لأخرج ثيابي ثم ألتفت لها مجددا ..
أراها تغط في نوم عميق .. أرتدي ثيابي و أرفع شعري بالكامل ..
و أفتح علبة الموسيقى الخاصة بي .. ..
و على نغمات الموسيقى .. و أمام الراقصة الصغيرة
التي ترقص داخل العلبة ...
أتوقف أنظر إليها ثم أنظر إلى نفسي في المرآة ..أرفع رجلي عن الأرض لأبدء بالدوران ..
و تنورة الباليه القصيرة تدور معي .. فأنسى مرور الوقت .. إلى أن تناديني أمي لتأخذني لصف الباليه ..
أذهب لساعات لأعود و الحماسة تملئ عيني لأخبرها تفاصيل يومي و أعيد الحركات الجديدة ..
التي تعلمتها لإعيدها طوال الوقت .. و بعد التعب الشديد أغط في نوم عميق ..

........

نزلت من الحافلة لأجري نحو ذلك الشاب الذي ينتظرني .. قفزت خلفه ..
لينا: داني .. أرجوك .. قل لي أنها أخبار جيدة ..
دانيل: لقد إجتزنا الأختبار .. نحن رسميا طالبان جامعيان ..
عانقته ليقوم بالمثل .. بعد أن حملني و بدء يدور بي ..
أنزلني لنتوجه داخل المدرسة .. لا أصدق .. أني على وشك الدخول للجامعة ..
دانيل فوربس .. إنه صديقي المقرب منذ أن كنا أطفال ..
والده و والدي كنا أعز أصدقاء و هكذا تعرفنا ..
لقد مات والدي في حادثة سيارة ..
و لم يمر الكثير من الوقت حتى خسرنا والد دانيل ..
لا أعرف ماذا حدث معه .. لكنه إنتحر دون أي سابق إنذار..
رمى نفسه من الجسر .. دون أن يخبر أي أحد عن السبب .. و المسكينة والدته .. أصيبت بالجنون عندما سمعت الخبر ..
حدثت معها جلطة دماغية أدت إلى تلف في ذاكرتها ..
أحيانا تكون بصحة جيدة .. تتذكر الجميع و تطهو لنا أشهى الأكلات .. فقد كانت طباخة ماهرة بكل معنى الكلمة .. و أحيانا يذهب عقلها تماما و لا تتذكر حتى من تكون ..
كان الأمر صعبا على دانيل و كرستين أخته الكبرى..
فقد أصبحت هي المتكفلة بأمور العائلة ..
إنها رائعة حقا و جميلة جدا .. كانت تعمل في أكبر شركة خاصة بالترفيه في كل أرجاء أمريكا ..
شركة غراي لترفييه ..
و لأنها رائعة جدا .. دبرت لي أدوار في الكثير من العروض .. أدوار ثانوية بالطبع ..
كنت في 19 لكني كنت أمتلك جسد متناسق و رياضي عكس سني ..
و قبلوني معهم في إحدى الفرق .. و أيضا كانت سبب في عملي ك نادلة في فندق خمس نجوم ..
أنا و دانييل .. فهو كان يتشارك موهبة أمه ..
كان طباخا من الدرجة الأولى ..
و لذلك إختار تعلم الطبخ في الجامعه ..
أما أنا .. فلم أختر التمريض أو المحامات ك أمي و أختي ..
لأنهما يحتجان الكثير من الجهد و الوقت .. و لن يسعني التدرب على الباليه .. فهو هدف حياتي ..
لكني قررت دراسة الأعمال ..
لا أطمح للماجستير .. فقط أريد الحصول على شهادة تقدير ..
حتى أستطيع العمل ك سكرتيرة في مكان ما ..
عندما أعتزل الباليه ..

جحيم الباليه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن