الورقة الثانية : هائمة في سماء لاإفتراضية

4 2 23
                                    

الأحرف البنائة تخلق كلمة.... والكلمات المتجمعة تخلق جملاً... والسطور تخلق تحفة... والكتب تخلق عالماً لا متناهي من التفرعات...

كل قطرة حبر تُخط علي الأوراق تصنع معجزةً... ورشخات القلم الهادي ترسم مساراً وطريقاً فريداً.. تتلألأ علي رصيفه قصة... هي مجرد سر... أسرار... متشابهة ومختلفة.. متجاذبة ومتنافرة...
وفي تماثلية هذه التركيبة...
يكون للكون معني... ويكون البشر.... هم محور الأحداث... وسرمدية لا تنسي... إطلاقاً.

.............. حكاية...............................

............ فتاة علي الورق.......................

الورقة الثانية : في السماء اللاإفاراضية

علي واحة الدنيا الشاحبة والمعتمة.... تتثائب الشمس في عنان المدي بخجل... وتنزع عن جسدها الصافي والنقي معطفاً رهافياً رقيقاً من السحب .... فترسم أناملها خيوطاً رقيقة... تتموج بآناة لتحيك علي واحة الدجا ثوباً حريرياً يلثم مدينة سابورو بضوءه البرتقالي الدافئ والحنون.

وفي مقدمة جبهة حجرية تراصفت علي الأرض بطريقة معينة... وُصمت علي صخورها نحوت يدوية بطريقة ركيكة وكلاسيكية لتفضي إلي الناظرين إليها تلك الجملة (مقبرة هاكوكي)

وأمامه مباشرة... تقف أربعة أقدام تحديداً علي وجه الخصوص تنتعل جوارب خفيفة وناعمة...

تعود هذه الأربعة أقدام إلي فتاتان... تمسكان بأيدي بعضهما يداً بيد... وتتخذ خطواتهما سبيلاً داخل هذا المأوي للموتي.

"نيه ني_تشان إلي أين نحن ذاهبون؟ " قالت إحداهما بينما يطأن الدرج المفضي نحو الداخل.

لتجيبها الأخري بنبرة لطيفة "عليك أن تصبري قليلاً عزيزتي كاوري.... كما أنها زيارة"

"زيارة؟!!" ردد الصوت الطفولي بنكهة حائرة

تحرك شعرها البني الغامق بخفة بينما تومئ برأسها إيجاباً" إنها زيارة إلي والدنا لذا يجب أن تكوني فتاة مطيعة!"

ضمت الصغري يدها الصغيرة بجانب صدرها...وقد إكتسي صوتها بلون حماسي مشرق" كاوري ستبذل جهدها لكي تكون فتاة مطيعة!! "

ضحكت الكبري بخفة وسلاسة... ساحبة يد أختها لتكملا طريقهما بين الأعلام الصخرية التي إرتفعت عن الأرض بقليل... لمسة من القِدم قد نُسجت علي شواهدها الرمادية... وبعض الطحالب والأعشاب الخضراء المتشتتة هنا وهناك تناضل للنهوض في هذه التربة التي لم تحوي سوي علي جثث الموتي.

حتي توقفتا أمام حجر صخري صغير" لقد وصلنا صغيرتي"

"أهنا حيث يمكث أبي ؟"

أحنت الكبري نظرات رقيقة علي الصغري "أجل.. هنا حيث يرقد في سلام... ومن واجبنا نحن الأحياء أن نأتي بين كل حين وآخر لزيارته علي الأقل"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

فتاة علي الورقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن