آلَجّزٍء 5

13 5 0
                                    

فخرجا إليه شخصان تتراوح أعمارهما بين العشرين والخمسة وعشرين عاما، وكانت معهما فتاة يتراوح عمرها بين العشرين والثلاثة وعشرين عاما؛ قاموا بإدخاله للمنزل ولكن كانت تظهر بوضوح على وجوههم علامات القلق والريب منه، أعلمنا بأنه شيء طبيعي للغاية في ظل الظروف الغريبة التي تحدث ولاسيما هو شخص غريب عنهم ولا يعرفون أي شيء عنه على الإطلاق.

كان فضول المتابعين يتجاوز فضول صاحبنا بمراحل لدرجة أنهم قاموا بإرسال ما لا يعد ولا يحصى من الرسائل يرغبون معرفة طبيعة العلاقة بين هؤلاء الشباب الثلاثة، هل هم عائلة؟!، ما طبيعة العلاقة التي تربطهم ببعضهم البعض، وما الظروف التي جمعت بينهم؛ استجاب صاحبنا لتساؤلاتهم وأراد أن يطفئ فضوله أيضا، فسأل أحدهم: “هل أنتم عائلة واحدة؟!”

فأجابه قائلا: “أنا وإيلينا صديقين منذ الطفولة، أما كارلوس فقد تعرفنا عليه قبل يومين من وقوع الحادثة”.

فسألهم صاحبنا: “وما الذي يحدث تحديدا؟!”

فأجابه أحدهم: “حالة من الشغب الجماعية، والسلطات تعاني من صعوبة السيطرة على الوضع الذي توصلنا إليه، وبعض المجرمين استغلوا الوضع جيدا بجرائم السرقة والقتل وكل ذلك، كما أنهم قاموا بإتلاف أسلاك الكهرباء حتى لا تعود الكهرباء مجددا لكثير من المناطق، فكما تعلم الظلام يساعدهم على إتمام جرائهم؛ وبعض الفقراء عهدوا لمنازل الأغنياء وسلبوا كل الأشياء الموجودة بها”.

هنا ربط صاحبنا كل الأحداث بعضها ببعض، وقرر أن يسرد عليهم كل ما حدث معهم حتى يكسب ثقتهم ويعاونوا بعضهم البعض بالثقة المتبادلة، وبعد أن سرد لهم كيفية وضعه الصحي إذ إنه مصاب بعدم قدرته على السيطرة على أعصابه وأنه يلجأ للمهدئات في الأمور التي يصعب عليه تخطيها، وجد منهم الثقة التي يبحث عنها فعليا.

فسألهم صاحبنا: “وما الذي ينبغي علينا فعله الآن؟!”

فأجابه ريك: “كل ما يمكننا فعله في البداية أن نبتعد قدر المستطاع عن الأماكن التي بها ضوء”.

فقاطعه اصحبنا باستغراب وتعجب شديدين: “وكيف يعقل هذا؟!، من المفترض أن الأماكن التي بها ضوء هي الأماكن الأكثر أمانا”.

فأجابه ريك قائلا: “هؤلاء المجرمين يدخلون المنازل التي بها ضوء، فيقتلون من بها، ويسرقون كل الأشياء بها؛ علينا الآن الإسراع والخروج من المدينة التي نحن بها لأن الوضع بها خطير للغاية، وبين أي لحظة والأخرى من الممكن أن يأتي المجرمون إلينا للقتل أو السرقة”.

وبالفعل أخذوا الأكل الذي معهم وبدأوا في الحركة ببطء شديد حتى لا يلفتوا الأنظار إليهم، وفجأة…

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

 لَآ تٌـقُتٌربًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن