يَتٌبًـــــــــــــــــعٌ

12 5 1
                                    

فقاطعه صاحبنا باستغراب وتعجب شديدين: “وكيف يعقل هذا؟!، من المفترض أن الأماكن التي بها ضوء هي الأماكن الأكثر أمانا”.

فأجابه ريك قائلا: “هؤلاء المجرمين يدخلون المنازل التي بها ضوء، فيقتلون من بها، ويسرقون كل الأشياء بها؛ علينا الآن الإسراع والخروج من المدينة التي نحن بها لأن الوضع بها خطير للغاية، وبين أي لحظة والأخرى من الممكن أن يأتي المجرمون إلينا للقتل أو السرقة”.

وبالفعل أخذوا الأكل الذي معهم وبدأوا في الحركة ببطء شديد حتى لا يلفتوا الأنظار إليهم، وساروا في الطريق بخطة ممنهجة، فكان صاحبنا وكارلوس يسيران في المقدمة أما ريك وإيلينا فيسيران في المؤخرة، وبعد السير لمدة لا تقل عن النصف ساعة وصلوا لسيارة والسعيد في الأمر أنها بداخلها المفتاح الخاص بتشغيلها غير أن الوقود الذي بها لا يكفي للسير لمسافات بعيدة.

لم يجدوا صعوبة في الوضع ولا في التعامل معه، صعدوا جميعهم للسيارة وقد قرروا أنهم بأول محطة للوقود ينزلون بها ويعبئون السيارة ويكملون رحلة مسيرتهم للنجاة بأرواحهم الغالية، كتب صاحبنا منشورا عن أنهم صاروا يثقون به إلا عندما يخرج هاتفه ليكتب شيئا عليه، فإنهم حينها يرمقونه بنظرات مريبة بعض الشيء، ولكنه ذكر أنها لا تعد مشكلة بالنسبة إليه، فما هي إلا مسألة وقت ليس أكثر ويعتادون على وضعه.

وبعد مسافة بالسيارة تتجاوز النصف ساعة وصلوا لمكان يدعى “أوكالا”، وأول ما جذب انتباههم كانت محطة وقود وعلى الفور ترجلوا من السيارة ثلاثتهم لتعبئة السيارة كاملا بالوقود من أجل استمرار رحلة نجاتهم دون توقف.

صاحبنا و”كارلوس” بمحطة الوقود يعبئان السيارة، أما “ريك” و”إيلينا” فذهبا سويا للماركت القريب من محطة الوقود للحصول على بعض المؤن اللازمة للرحلة، ولكننا بعد دقائق معدودات من ذهابهما سمعنا صوت “إيلنا” تصرخ وتستغيث بشدة، هرعنا إليها لننجدها ونعلم ما الذي حدث معهما وما الذي أصابهما!

 لَآ تٌـقُتٌربًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن