لعلي ألقى ... عيناك

7

بعض الأشياء يدفعنا فضولنا للغوص فيها , ومعرفة أسبابها , وربما لذلك تجلس نورا الآن أمام ملهم المرتبك تنتظر منه أن يبدأ الحديث الذي أراده معها , ما زالت تعتقد أنه وسيم إلا أن في داخلها شيء تغير تماما ناحيته , لم تعد تجده ظريفاً , من المعيب بالنسبة لها أن تجد رجلا آخرا يفرض سيطرته عليه وهو كما يبدو لا تنقصه الحيلة !

ما إن ابتعد الشاب الصغير الذي وضع لهما فنجاني قهوة وقطعتين من الحلوى المغطاة بالشوكولا حتى نطقت تسحب صحنها نحوها تغمس شوكتها لتتذوقه , بعد كل شيء من يمكنه مقاومة الشوكولا ؟

-ما الذي تريد أن نتحدث به ؟ بل لمَ يجب أن نتحدث في الأساس ؟

كادت تضيف فأنا مجرد عاملة معكم لكنها لم تقبل أن تجعله يشعر بأن حديثه قد آثر عليها بأي شكل من الأشكال ..

ملهم تلفت حوله لا يعرف من أين يبدأ الكلام , ولكنه نوعا ما وجد نفسه مضطرا للكلام أخيرا

-وليد يملك نوعا من التحفظ نحوي .. ذات يوم كنت من أخبره شيئا ..

ثم سك حين وعى لنفسه على وشك قول شيء خاص جدا وليس بشأنه بل بشأن وليد , وهذا شيء قد يكسر وليد عظامه لأجله ..

ونورا لم تعلق بشيء انتظرت أن يكمل حديثه وقد أرادت بشدة أن تعرف ما السر وراء الشاب الغامض الذي لا يبتسم ولا حتى ربع ابتسامة حقيقية !

ولكنها لوت شفتيها بقنوط حين لم يكمل ملهم ما كان يريد قوله بل وغير الحديث تماما مردفا بعبوس

-وليد لا يريدني حول أي فتاة تربطه بها علاقة حتى لو كانت مجرد عمل !

هز كتفيه مؤكدا

-كان مشددا تماما على هذا الشيء , لذلك أجد نفسي الآن في هذا الموقف أرغب بالتقرب منك ولا أقدر على فعله بالعلن فلا تريد العائلة وليد غاضب مجددا !

ارتفع حاجب نورا من كلامه وأكدت بكلامها

-وأنا حين أرغب بالتقرب من أيٍ كان لن أفعل ذلك بالسر كاللصوص , لذلك اعذرني لكنني لا أميل نحوك للدرجة التي قد تجعلني أفعل شيئا كهذا !

نظر ملهم نحو عيناها وابتسم بجانبية مفكرا بأن جاذبية وليد وطبيعته الجلفة بالطبع ستجذب الفتيات حوله أكثر منه ..

وكأن نورا عرفت ما يفكر به لتقول بثقة

-وبالتأكيد لن أقترب من وليد ما يجمعني بعائلتك مجرد عقد عمل مربح , هذا ما تمثلونه لي في الواقع المال وفقط ..

وبذلك حملت حقيبتها متأكدة من إنهاء قطعة الحلو الخاص بها لتنهض

-رجاء لا أريد أي تواصل خارج نطاق العمل ..

-لكنني معجب بك ..

وقف ملهم بدوره متلهفا

-أعطني فرصة ...