10

121 10 1
                                    


تنفست نورا الصعداء ما إن تخلصت من ضجيج التصوير , وأوامر عادل وطلباته التي لا تنتهي , تمد يدها مطمئنة على الظرف الخاص بها المليء بمستحقاتها على الإعلان وهو يستريح في حقيبة يدها , وابتسمت مفكرة أنها تملك ما يكفيها لدفع ما تحتاجه للمرسم وتطويره , وحتى للفواتير التي سيترتب عليها دفعها منذ أن أصبح لها مكان عملها الخاص ..

كان لا زال على موعدها مع وليد ما يقارب النصف ساعة , فسبقته للمكان واستغلت الوقت في البحث عن خبير تعرض عليه لوحاتها لتقييمها إن كانت ستتمكن من افتتاح معرضها الخاص أم لا ..

هي تعلم جيدا أنها جيدة جدا في الرسم , لكن ما زال أن يكون لك معرضك الخاص يحتاج للكثير من العمل , وللكثير من الآراء , لطالما أثنى مدرسوها عن موهبتها , لكن الموهبة ليست كل شيء , بل تحتاج للتنمية , وهي لن تمانع أن تبحث عن شخص يكون بمثابة العراب لها حتى تصبح أفضل وأفضل ..

حسنا , بعد كل شيء لمواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفائدة !

بعد أن قرأت عن عدة أشخاص , قررت أن تتواصل مع اثنين منهم , الأول يدعو نفسه غيفارة , وله عدة معارض ناجحة كما رأت وما يزال شابا وسيما !

ابتسمت لصورته وبحثت في صفحته الشخصية حيث وجدت رقم هاتفه الذي لم يكن مخفيا فسجلته على دفتر ملاحظاتها ..

الثاني كان عجوزا بعض الشيء واسمه شريف المهدي , بدا لها أنه اسمه الحقيقي , لكنها لم تجد أي رقم هاتف له لذلك قررت أن ترسل له رسالة الكترونية علّها تحظى بالرد في الوقت القريب ..

-ما الذي تفعلينه ؟

صوت وليد الذي سحب كرسيه ليجلس مقابلا لها أخرجها من تأملها للوحات شريف التي لاقت إعجابها بشكل كبير , لتضع هاتفها جانبا

-أتصفح قليلا وأضيع الوقت ريثما تصل ..

أعادت هاتفها ودفتر ملاحظاتها لحقيبتها وقررت أن تصغي لما يريد قوله بشكل جيد , فقد ملت التفكير وترغب حقا أن تكون على البر كما يقولون .

-كان الإعلان جيدا اليوم , تستحقين مكافأة ..

قال وليد ذلك بينما طلب لهما القهوة والكعك الحلو كالعادة دون أن يأخذ رأيها حتى ..

وهي لم تعترض طالما أنها لن تدفع في مكان كهذا , لا تريد أن تفكر مجرد التفكير بكم ستكون الفاتورة ..

-إذن؟

مالت برأسها متسائلة حتى لا يغرقا في بحر التسويف , هو يريد الحديث وهي أكثر منه كذلك , ووليد تنهد يرجع بظهره للخلف سامحا لها أن تغرق في تفاصيله الوسيمة هامسة لنفسها

( يجب أن ألهي عيناي عن النظر له )

لكنها بالطبع لم تتمكن من ذلك وانتهى الأمر بها تتأمله حتى مع وجهه الغير مبتسم وكم تمنت أن يبتسم كتلك المرة !

لعلي ألقى ... عيناكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن