تنفست نورا الصعداء ما إن تخلصت من ضجيج التصوير , وأوامر عادل وطلباته التي لا تنتهي , تمد يدها مطمئنة على الظرف الخاص بها المليء بمستحقاتها على الإعلان وهو يستريح في حقيبة يدها , وابتسمت مفكرة أنها تملك ما يكفيها لدفع ما تحتاجه للمرسم وتطويره , وحتى للفواتير التي سيترتب عليها دفعها منذ أن أصبح لها مكان عملها الخاص ..
كان لا زال على موعدها مع وليد ما يقارب النصف ساعة , فسبقته للمكان واستغلت الوقت في البحث عن خبير تعرض عليه لوحاتها لتقييمها إن كانت ستتمكن من افتتاح معرضها الخاص أم لا ..
هي تعلم جيدا أنها جيدة جدا في الرسم , لكن ما زال أن يكون لك معرضك الخاص يحتاج للكثير من العمل , وللكثير من الآراء , لطالما أثنى مدرسوها عن موهبتها , لكن الموهبة ليست كل شيء , بل تحتاج للتنمية , وهي لن تمانع أن تبحث عن شخص يكون بمثابة العراب لها حتى تصبح أفضل وأفضل ..
حسنا , بعد كل شيء لمواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفائدة !
بعد أن قرأت عن عدة أشخاص , قررت أن تتواصل مع اثنين منهم , الأول يدعو نفسه غيفارة , وله عدة معارض ناجحة كما رأت وما يزال شابا وسيما !
ابتسمت لصورته وبحثت في صفحته الشخصية حيث وجدت رقم هاتفه الذي لم يكن مخفيا فسجلته على دفتر ملاحظاتها ..
الثاني كان عجوزا بعض الشيء واسمه شريف المهدي , بدا لها أنه اسمه الحقيقي , لكنها لم تجد أي رقم هاتف له لذلك قررت أن ترسل له رسالة الكترونية علّها تحظى بالرد في الوقت القريب ..
-ما الذي تفعلينه ؟
صوت وليد الذي سحب كرسيه ليجلس مقابلا لها أخرجها من تأملها للوحات شريف التي لاقت إعجابها بشكل كبير , لتضع هاتفها جانبا
-أتصفح قليلا وأضيع الوقت ريثما تصل ..
أعادت هاتفها ودفتر ملاحظاتها لحقيبتها وقررت أن تصغي لما يريد قوله بشكل جيد , فقد ملت التفكير وترغب حقا أن تكون على البر كما يقولون .
-كان الإعلان جيدا اليوم , تستحقين مكافأة ..
قال وليد ذلك بينما طلب لهما القهوة والكعك الحلو كالعادة دون أن يأخذ رأيها حتى ..
وهي لم تعترض طالما أنها لن تدفع في مكان كهذا , لا تريد أن تفكر مجرد التفكير بكم ستكون الفاتورة ..
-إذن؟
مالت برأسها متسائلة حتى لا يغرقا في بحر التسويف , هو يريد الحديث وهي أكثر منه كذلك , ووليد تنهد يرجع بظهره للخلف سامحا لها أن تغرق في تفاصيله الوسيمة هامسة لنفسها
( يجب أن ألهي عيناي عن النظر له )
لكنها بالطبع لم تتمكن من ذلك وانتهى الأمر بها تتأمله حتى مع وجهه الغير مبتسم وكم تمنت أن يبتسم كتلك المرة !
أنت تقرأ
لعلي ألقى ... عيناك
Romanceما نخفيه وما يعلمه الآخرون عن حياتنا... تلك التفاصيل الصغيرة التي تغيرنا دون أن نشعر ... كيف ستكشف نورا أنها حقا تحبه !