اقترب الخريف يسدل استاره على البلدة بِتساقط أوراق الشجر التي بدأ لونها يتغير إلى اللون المِصفر، بينما نسمة الهواء الخفيفة تُلطف الجو.
كان الجميع سعداء بحلول فصل الخريف، واقتراب فصل الشِتاء، عدى نيولفر.. الطفلة ذات الخمسة أعوام التي كانت تجلس في سيارة والدها بِالمقعد الأمامي بِجانبه، بينما احتل وجهها العبوس وهي تنظر إلى الأشجار، واوراقها المُتساقطة مِن زجاج السيارة.
تعجب والدها مِن تلك الهالة الكئيبة التي تُحيط بِها مُنذ حلول الخريف، فتحرك بِخفة في جلسته، قبل أن يتسائل بِهدوء:
« ما خطب الأميرة حزينة؟ »
لم تُجيبه بِكلمة بينما استمرت في النظر بِشرود خارج النافذة الزجاجية، لِيقطب الأب حاجبيه بإستغراب شديد قبل أن يتسائل مُجددًا:
« وردتي! ما الخطب؟ »
التفتت نيولفر إلى والدها بينما ملامحها كما هي، مازال يعتريها العبوس، قبل أن تتنهد بَقوة مُتحدثة بِنبرة حزينة:
« الأشجار خاصتي ستسقط، ولن استطيع مُقابلتهم مُجددًا، وهذه مُشكلة! »
انهت جملتها بنبرة يأس خرجت بلا إرادة مِنها، لِيبتسم الأب بِخفة قبل أن يتحدث:
« تعنين الأوراق؟ أنتِ حزينة لأن الأوراق سيتغير لونها وتسقط؟ »
أومِئت بِرأسِها إيجابا، قبل أن تتحدث بتقطع، وقد بدأت الدموع تتجمع في عينيها:
« أجل.. أجل ف أنا أعرفهم.. »
توقفت عن الحديث بينما تبرز شفتها السفلى وسقطت دمعة من عيناها، لتمد يدها تمسحها قبل أن تتحدث بنبرة مرتجفة:
« أ.. أعرفهم، أنا أعرفكم يا رِفاق، وأنا أسفة لأنكم يا رِفاق ستسقطون. »
تعجب والدها من دموعها، ليحاول مواساتها بينما يُمَلِس بيده فوق رأسها، قائلًأ بِحنو:
« لا بأس يا صغيرتي، أنا أعدكِ.. »
لم تدعه يُكمل جملته، حتى قاطعته وارتفعت نبرة صوتها بعض الشيء بينما أخذت في البكاء بالفعل:
« لقد وعدتكم بأني لن أجعلكم تسقطون! هذا كله خطأي! »ربت والدها على رأسها بِخفة يقول:
« لا بأس، اهدأي يا عزيزتي. »« إنها غلطتي يا أبي. »
تحدثت بينما تسمح دموعها بِكف يدها الصغير، لِيتحدث والدها:« لا، ليست غلطتكِ، إنها الطبيعة.. الطبيعة يا عزيزتي. »
فورما أنهى جُملته، حتى وصل إلى مسامعه صوت بوق السيارات مِن خلفه، ليستوعب وقوفه في وسط الشارع ليتحرك مُسرعًا إلى منزله.
أنت تقرأ
Trees friendly | صديقة الأشجار
Science Fictionلا يشترط أن يكون كُل الأصدقاء أناسًا حقيقين! مِن المٌمكن أن يكونوا أشجار. كان كُل أصدقائها أشجار، هُم مَن يُساعدوها دائمًا في كُل مُشكلة تقع بِها، فَـ كيف سيساعدوها هذه المرة في إنقاذ والدها مِن الموت يا تُرى! مُغامرة شيقة، تخوضها البطلة مع رفيق رحل...