فورما سمعت نيولفر جُملة لاروز حتى وقفت تُطالعها بِنظرت غير مستوعبة لِما تسمعه، قبل أن تتسائل بنبرة حملت بين طياتها الاستغراب والقلق معًا:
« ماذا تَقصدين؟ »
« والدكِ في خطر يا نيولفر! يُمكنني أن أُريكِ كُل ما يحدث له الآن إن أردتي، إنه ينتظرك ويتنظر مُساعدتكِ يا نيولفر، هو يحتاجك! »
أجابتها لاروز بنبرة لم تستطع نيولفر فهمها، لِتتحدث نيولفر سريعًا:
« كيف! أريني! »وفورما أنهت نيولفر جملتها، حتى أغلقت لاروز عينيها الخشبية لِعدة ثوانٍ ثُم فتحتها مُجددًا تُصدر تنهيدة، قبل أن تظهر شاشة دائرية صغيرة مِن العدم فوق جذعها، طالعت نيولفر ما يحدث أمامها بِدهشة بينما بدأ يظهر على تلك الشاشة شيئًا ما.
شهقة خرجت مِن فمها حينما وقعت عيناها على الشاشة ورأت والدها يجلس أرضًا في مكان ما، قد امتلئ بالرياح وعلى ما يبدو أن هناك عاصفة قوية، بينما يحاول الزحف غير قادر على النهوض والسير حتى، وبينها كان يُحاول هو مُقاومة الرياح الشديدة تِلك، رأت نيولفر أن هناك شيئًا ما يُحاول سحبه لِجهة مُعينة، ولكن ذاك الشيئ لم يظهر أمامها في الشاشة، كان مخفيّ، وكان كل ما رأته هو مُحاولة والدها للمقاومة فقط.
« أ.. أبي! »
نبست بٍتقطع بينما خرج صوتها مَكتومًا بسبب وضعها لِيدها فوق فمها تُطالع ما أمامها بِصدمة، قبل أن تختفي تِلك الشاشة الصغيرة مٍن على جذع الشجرة، وتعود ملامح وجه لاروز الخشبية مُجددًا.« نيولفر إنه يحتاجك، يجب عليكِ مُساعدته! »
« لكن.. لكن كيف؟ كيف يُمكنني أن أساعده! »
نبست نيولفر بِنبرة مُرتجفة تُحاول أن تتماسك قدر استطاعتها، لِتهتف لاروز:« يجب عليكِ أن تذهبي له يا نيولفر، اسمعيني جيدًا، لن تكوني بِمُفردكِ أبدًا، سأكون دائمًا على تواصل معكِ، اسمعي.. »
توقفت لاروز عن الحديث، تُغلق عينيها ثانيةً، قبل أن تحرك أوراقها بِقوة في الهواء، لِيسقط شيئًا ما مِن فوق الأوراق على أرض الحديقة أمام قدما نيولفر، دنت نيولفر مُلتقطة ما سقط بينما تُطالعه بِغرابة، حينما رأت قِلادة غريبة مُعلق بِه زجاجة صغيرة بِها مادةً ما خضراء اللون، ولاحظت أيضًا أن تلك المادة كانت تتوهج، ولكن ليس كثيرًا حيث أن ضوء القمر منعها مٍن التوهج بِشكل كامل.
وصل صوت لاروز إلى مسامعها بينما تنبس:
« ارتدي هذه القِلادة، يُمكنكِ أن تتواصلي بِها معي، كُل ما عليكِ فعله هو أن تذهبي إلى مكانٍ مُظلم حتى تعمل، وحينما تقفين في مكان مُظلمٍ خالٍ تمامًا مِن أي ضوء، ستضيء هذه القِلادة مُباشرة، وحينها نادي اسمي فقط، وسأتواصل معكِ بِهذه الطريقة، وتذكري.. اذهبي إلى مكانٍ مُظلم خالٍ مِن الضوء. »
أنت تقرأ
Trees friendly | صديقة الأشجار
Science Fictionلا يشترط أن يكون كُل الأصدقاء أناسًا حقيقين! مِن المٌمكن أن يكونوا أشجار. كان كُل أصدقائها أشجار، هُم مَن يُساعدوها دائمًا في كُل مُشكلة تقع بِها، فَـ كيف سيساعدوها هذه المرة في إنقاذ والدها مِن الموت يا تُرى! مُغامرة شيقة، تخوضها البطلة مع رفيق رحل...