|٢| أنچين ولالي.

39 27 7
                                    

في ليلة مُظلمة داكنة، لم يظهر فيها القمر لِيُنير تِلك البُقعة المُظلمة بِضوءه الأبيض اللامع، النوافذ تتصادم بِبعضها أثر تِلك الرياح الشديدة، زخات الغيث القوية تهبط مٍن السماء مُلامسة الأرض، مُصدرة صوتًا كرهته نيولفر، بسبب اعتقادها بأن المطر يؤذي اصدقائها الأشجار.

وبالفعل، حيث حديقة المنزل.. مكان تواجد أصدقاءها، الرياح الشديدة تجعل أوراق الأشجار تتصادم بِبعضها مُتطايرة، بينما مياه المطر تسقط على الأشجار لِتسيل مِن فوقها، هابطه إلى أرض الحديقة.

كانت كُل الأشجار تشعر بالحزن، والألم والبرد، عدى تِلك الشجرة المُذكرة والتي تُدعى لاري، حيث كان يَصيح بِـ كُل حماس بينما أوارقه الخضراء تتحرك بِتناغم شعر بِه هو وحده دونًا عن الأشجار الأخرى:

« أوه نعم! إنني استحم! »

خرجت نيولفر إلى الحديقة في نفس لحظة حديثه بِتلك الجُملة، وهو يُحرك أرواقه أكثر في الهواء مُتحمسًا، بينما بقية الأشجار بِجانبه، تعيسون مُتألمون لِحلول فصل الشتاء.

« لاري! ألا تشعر بالحزن أو حتى تتألم مِثل رِفاقي الأخرين أيها الأخطل؟ »

تحدثت نيولفر بِلوم على ما يفعله لاري، لِيضحك بِحماس أكثر بينما يتحدث:

« ما بِكِ أيتها الوردة؟ هل نحن نستحم كُلَ يومٍ أم ماذا؟ هل تعلمون يا رِفاق أنني انتظر فصل الشِتاء خِصيصًا لكي أستحم، يا إلهي! بالرغم مِن شعوري بالبرد، ولكن شعور النظافة لا يُضاهيه شعورٌ آخر، أليس كذلك؟ الا تتفقون معي؟ »

لم تُجبه أي شجرة مِن الموجودات حوله، ولا حتى نيولفر التي كانت تُطالعه بِحاجب مَرفوع، قبل أن تقلب عينيها مُتجاهلة وجوده بينما تقترب مِن الشجرة الكبيرة، والتي تُسميها هي بالشجرة الأم، وتلك هي نفس ذات الشجرة التي أنقذتها مِن هجوم الكلب تِلك المرة.

« شجرتي، أنا أسفة لكِ حقًا، أتمنى أن يذهب فصل الشتاء بأسرع وقت مُمكن، إنني أتألم لِأجلكم. »

كانت تتحدث بينما تُمسد بيدها على الشجرة، لِيخرج صوت الشجرة الأم مُتحدثة بِنفس نبرتها الهادئة، والتي كانت خافتة وظهر عليها الإعياء هذه المرة.

« نيولفر.. وردتي ذات العيون الجميلة، على الرغم مِن مرور خمس عشرة عام مُنذ أن علمتِ سِرنا، ولكنكِ في كُل شِتاء تتألمين بِصدقٍ مِن أجلنا، اسمعيني، ليس هُناك داعٍ لِذلك، إنها فترة وتَمر كالأخريات، فقط طالما أنتِ مُتواجدة مَعنا، نحن سنكون دائمًا بِخير. »

« الا يوجد لديكِ بعض الغسول يا نيولفر؟ أوراقي أصبحت مُتسخة، كما أنني أريد أن تكون رائحتي عطرة دائمًا، حتى لا تنفر مِني تالا. »

Trees friendly | صديقة الأشجارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن