﴿ فكرة مريضة ﴾

19 1 1
                                    

ما إن يغزو المرض بدنك

حتى ينهش الألم لحمك

كره العجز فطرة بشرية

و كره المرض مؤكد

فما أسوء من أن تتخبط في نفسك و انت بلا حراك

و شتات نفسك منثورة من دون عراك

فتجد نفسك على سرير المرض

و عاجز عن روتين حياتك

كمن أدركته هموم الدنيا و إنهار مكتئب

لتمسك جسده و تهشمه لتراب انقاد فانية

أنه لأحساس مريع لأحفاد والد هابيل

ولكنها حياة الدنيا لا تزال تخبئ لنا ما هو بديع

فلم يعد المرض مجرد وعكة صحية

بل أصبح فكرا

و نحن في زمن به كثرة فيه الأفكار المريضة

و ليسة مجرد نزوة فكرية عابرة

بل هي مزمنة

و هناك من نشأ عليها فجعلها عقلية

و ما أكثر العقليات المريضة

يا من أقصى طموحاتك لقب المهندس أو شهادة الطبيب

ظلمتم نفسكم الطموحه

و غريزة الإنسان البنائة

يا من تعيشون في مأوي بليدة الدفئ

و تجشعون للأجرام السماوية

أتجرؤن بعد جرمكم هذا بالتفكير في العلو

ما دمتم مريضوا العقل فلا رجوا منكم

أتدركون كم من العقول قتلتم

لفكرة مريضة

فمن حملت فيه أمه تسعة أشهر

و سهرت لياليها لأغفائه

و بترت بدنها لإطعامه

و مالبثت أيام تشجعه و تدعمه ليغدو رجلاً

و في بلوغة أشده و بكل جحود يضع ساقا على
الأخرى و بكل كبر يقول المرأه بنصف عقل

و من ولدت في منزل

لتعذب نفسها في سبيل إثبات الذات

تعليميا و معنويا و مهنيا

و رعت أهلها أعواما حتى قصيم ظهرها من التعب و الأسي

لمحاوله فقيرة منها للوصول لمكانة عند والديها وصل لها أخيها لمجرد قول الطبيب مبارك أنه ولد

و من كد وجد حتى ليصل ما حلم و طمح لتصبح أمالا و أماني منثورتا على يد أهله

ليتبجحوا إمام أهل فولان و اهل علان أن ابني طبيبا و لو كان أسوئهم

و من يكد الأرض سعياً للقمة عيش شريفة

و يجلد نفسه توقا في أن يئوي أسرته بتواضع

لتأتي زوجته بكل جفاء ترفس بقدمها كل من جده و عرق جبينه

لتتكئ بكل جحود ترمي بسمها من كلمات عليه

من كون زوج اختها أهداها

و زوج سلفتها أعطاها

و انت لا تهديني و تعطيني

لتدوس عليه أكثر من مذلات الدنيا و ما فيها

و إن توالينا الحديث عن تلك العقليات لن يكفي الكلام عن إعاقتها

عقليلات و افكار مريضة هدمت المجتمع

و جعلات من أمة أقرأ جاهلة

تلك الفكرة المريضة ليست بهادمة للجماعة و الأمم فقط

بل سميتها قاتلة للأنسان فلها الكثير في جعبتها

كم من فكرة دفعت صاحبها لشنق ذاته

و كم من ذو فكرة طعن صاحبه بسبب وسواسها

و كثر من تراجع عن خطوات دربه لفكرة الضعف و انك لست بكفوء

أو لست كذاك أو تلك

و أن الناس على حق في قولهم عنك بفاشل

ذاك المرض ليس له علاج

و مسكناته ليست كافية

لكن أنه بلاء

ليس أمامنا من البلاء سوى الصبر

فلو أستصغرت و أستنكرت كلماتي

فلي أن أخبرك انك مصاب
((بفكرة مريضة)) .

﴾ My Words ﴿Where stories live. Discover now