الفصل الثالث

194 21 12
                                    

الفصل الثالث

احلام لا ترى الشمس

بعد مرور خمس سنوات بحلوها ومرها وقفت تلك الفاتنة بفستانها البسيط بلون الاصفر تصفق بحماس وبهجة تنحني بهدوء ورقي وهي تغمض عينيها وتتمنى أمنية بداخلها فتحت عينيها والبريق يملئها تنفخ الهواء من فمها وتطفئ الشمع من على فوق الكعكة خمسة عشر شمعة مصفوفة على عدد عمرها الكل حولها يصفق ويغني بأغنية عيد الميلاد تحلق فراشات البهجة حولها وتتصرف في يومها كأنها اميرة من رواية خيالية تتجاهل ما يخفي عنها وان أحلامها الليلة ستعصف عليها رياح القدر وتجعلها تتناثر كأنها ذرة غبار لا صلة لها بالواقع ابتسمت لأختها الواقفة بجانبها وهي تضحك وعيناها تشع من السعادة في يدها ابنها صغير ذو أربعة أعوام اقتربت أكثر وعانقتها بحب وهي تضحك وتتنمى لها اطيب الامنيات ،اما بيريز وايمليا فهما واقفين خلف يولاند عيونهم تدمع من السعادة

ابتعد بيريز عن زوجته عندما رأى رئيس الشركة التي يعمل بها تقدم بأتجاهه وهوا يرفع بيده وصافحه بابتسامه ،أبتهج في لحظتها لان رأيسهُ قبل دعوة عيد ميلاد أبنته يولاند وأتى للحفلة

اقترب ألبیرتینو رجل في عمر الخمسين ،بشرة حنطية ، ذو ملامح صارمة  ،غز الشيب شعره وشاربه ،هالة من الهيبة تحيط بقامته الطويلة واتساع كتفيه ،وبدلته السوداء التي أضافت جاذبية وهالة أخرى من الغموض ،اخذ يد بيريز بيده وصافحه بقوة وهوا يلقي عليه تحية

انسحبت يولاند وهي ترجع للخلف رفعت هاتفها وأخذت بعض الصور للتذكار ،احتفظتهم وبتعدت وهي تمسك في يدها كأس العصير توجهة إلى الشرفة تستنشق بعض الهواء النقي فهي لا تحب الضجة والصخب الذي يحيط بها اردات العزلة والهدوء بيوم عيد مولدها وضعت الكأس جانبًا واسندت كفيها على حافة الشرفة وهي تتأمل السماء رافعة ذقنها للأعلى  ،تحرك شعرها عندما هب نسيم الهواء ،تمردت بعض الخصل على وجهها الصغير ،الهواء البارد انعش بشرتها الذهبية ، وأثلج الهواء المنعش صدرها ، نور القمر يحيط بها و بفستانها الاصفر و ينير بشرتها الذهبية ويعطيها هالة من التوهج ، أصبحت كأنها فتاة بداخل لوحة من العصر الفيكتوري ابدع الفنان في رسمها .

فتحت عينيها بسرعة عندما سمعت صوت أقدام تقترب منها ادرات برأسها ناحية الصوت وهي تركز بملامح الشخص الواقف ، قلصت عينيها وهي تركز بنظرها حول الرجل كان مظلم ، امالت برأسها وهي تشهق ، اندفع الكأس من ردة فعلها وسقط على الأرض .

كان واقف يحدق بها يطيل النظر بداخل عينيها، انعكاس نور القمر على عينيها جعلها تبدو بغاية الروعة ، ولاسيما عندما شهقت بصدمة ، وهي تنظر اليه ولا تصدق أنها رأت هذا رجل بعد خمس سنوات ! للحظات ظنته مجرد طيف شبح ألقى عليها بضع كلمات و حذرها واختفى من حياتها ، اما الآن ها قد رأته مرة أخرى ! وفي يوم عيد مولدها تحديدًا !

احلام لا ترى الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن