مـــُخــاطـــرةٌ

112 8 0
                                    

______________________________

يقف ضخم البنية قبالة تمثال ، يتوسط الحجرة الواسعه تزخر باللون النرجسي الذهبي المطلي بشغف على أنحاء الجدران ، شموع تكاد أن تنتهي حياتها تحيط بذلك التمثال.

سقيفة المكان زجاجيه وملطخة بالٱلوان الباهجة ، يتدلى منها جرس نجمِيُ اللون ، كراسِ قهوية اللون تتوزع على طول وعرض القاعة .

وٱخرا وليس ٱخيرا ، موسيقى هادئة تلاعب أهوال المكان ، نعود لوسيمنا الذي يحرك رأسه بخفة مراقصا أنغام الموسيقى .

بينما يرفع يده لمحياه ، حيث تحتضن أنامله سيجارة سوداء اللون كمقليتاه ، يسحب النيكوتين وينفث البخار على مرٱه .

كرر الكرة إلى أن وصل لنهاية سيجارته ، وضع البقايا على صحن صغير يتموضع حذاءه .

إستدار بجسمه بغية المغادرة ، لكن قابلته تلك الصهباء المغرية ، تناظره بخفضية أسفل نظارتها السوداء .

رفع حاجبه بتعجب بينما ينقب جسمها ببصره ، رفع زاوية شفاهه وهو يصلب فكه .

بينما الٱخرى رفعت النظارة الى يافوختها بينما لا تزال ترمقه بتلك النظرة ، ضمت مرفقيها لصدرها ونفثت أنفاسا متهكمة قبل أن تنبس ببرود …

" حقا سيد رومانتينو ؟ ، جحرك هو الكنيسة ، كم هذا مؤثر وغبي …!"

تجاهل الٱخر نظراتها وفتح فاهه بغية إجابتها…

" أحب أن أطهر نفسي بعد كل خطيئة ، كي أبقى قريبا من الرب "

ضمت الٱخرى خداها وعيناها  ، ثم أدارت مقليتاها بملل …

" متدين ظاهريا وخبيث باطنيا ، مثير للإهتمام .

نبست بينما ترفع زاوية شفاهها بتهكم .

" على الٱقل ، ليس كحالتك كُلٌ أبغض من الٱخر ، يجب أن تحترمي الرب وتقدري نعمته عليك ."

نبأ بهدوء بينما يراقب كتمانها لكيانها .

" أعلم أنكِ لم تأتِ لسماع مواعيظي ، أبلغيني ما عندك "جوليا " "

وٱخيرا نفثت "جوليا " أنفاسها الساخنة وأفلتت مرفقيها .

" لقد كشفوا موقعها ، يجب أن تفر قبل أن يمسكوا بك "

" هل تقصدين ذلك الروسي وحسناءه الإيطالية ؟"

أوعزت إيجابا على كلامه .

GONE || رحل .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن