||chapter two||

45 4 5
                                    

حتى البشر يملكون حدودا للصبر و تحمل الصدمات ، هذا كان تفكير ايفالين و هي تراقب شقيقتها الكبرى تتكلم في الهاتف بينما تتناول قطع الحلوى القطنية جوارها، قبل لحظات قليلة كاد قلبها يغادر قفصها الصدري جراء ردة فعل ايتاريا على حوار ما على الهاتف ، و هي الان تفكر ان تقدم شقيقتها إلى مستشفى ما لدراسة خلايا دماغها و التأكد انها بكامل قواها العقلية ولا تمثل التعقل عليهم .

" لكن هل حقا تحتاجون إلى ذهابي ، أعني يستطيع ليوس الاعتناء بأمر المعرض جيدا .... آه حسنا ، سأرى مايمكنني فعله حيال ذلك .... سأطلعكم عن قراري غدا اذا "

مع إغلاق الهاتف استدارت تناظر رفيقتها قبل أن تبادر الأخيرة بالكلام :

" ما كان ذلك الان ؟ "

" اذا .. صراحة لا ادري اذا كنت بوعيي الكامل و انا استمع لهم لكن يبدوا أنه تم اختياري للمشاركة في المسابقة القادمة للفنون "

استنكرت إيف كلماتها قائلة:

" و لماذا لا يختاروك مثلا ؟ انت رسامة ممتازة و لا ينقصك الخبرة عن أي شخص هناك "

" لا اقصد الموهبة لكن اعتقدت انهم جاهلين لوجودي ، انا حتى لا أحدث اي ضوضاء في المكان و .... "

" يا ايتي عزيزتي توقفي عن الكلام عن وجودك كأنه شيء خفي ، لا اظن ان أحدا سيتجاهل الجميلة صاحبة سيارة أحدث طراز و الحقيبة بسعر منزل بثلاث غرف .."

" هذه سخافة إيف لن يهتم أحد بما ارتدي .. "

" آه طبعا لا أحد يهتم "

" لا افهم سبب تذكيرك لي كل ثانيتين بما املكه ، كأننا لسنا شقيقات و ما لدي لديك أيضا "

" على ذكر ذلك الا يمكنك اقراضي بطاقتك الائتمانية؟ رجاءا ... "

" ماذا عن خاصتك؟ "

" صودرت لأسباب علمية "

" إيف "

" حسنا بدون عصبية ، صادرها ابي بعد أن إشتريت شيئا ما "

" و ماذا يكون هذا الشيء ؟"

" أردت تجربة بناء ناطحة سحاب في أرض كان يريد والدك استثمارها في اعماله ، لذا دخلت مع مبعوثه في مناقصة و فزت انا بالطبع بعد أن وصل لسقف المبلغ المحدود به "

كانت تقص ما فعلت بفخر جعل ايتاريا لا تصدق مدى جنون شقيقتها التي لا تفوت فرصة الا و قامت بإزعاج أحد أفراد العائلة بطريقة أو أخرى.

ايتاريا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن