فَل تَرقُد روحُهُ بسَلام

21 6 12
                                    

أضِئ تلكَ النَّجمَة و زَخرِف بتَعليقِكَ تقدِيراً لمَجهُـوداتِـي.

أُذكُر ﷲ~

---------


تسلَّلَت السُّحبُ السّوداءُ هذهِ اللَّيلَة فَجأةً للسَّماءِ بعدَما كانَت صافيَةً تَماماً،
يَبدُو أنَّ اليومَ سيَكونُ مُمطراً و داكِناً إلى حدٍّ مَـا، الجَوُّ يُشعرُ الجسدَ بالقُشَعريرَة.

ذلكَ الجسدُ مُستَلقٍ عَلى سَريرِه بجانبِ الكَستنائيِّ يُعانقُ نَفسَهُ مُغمضَ العَينَينِ علَّ هَذا الألَمَ الفَضيعَ يُفارقُهُ و يُسافرُ بَعيداً عنهُ يُزيلُ هَذا الأرقَ الذِي جَلبَهُ مَعَه،

تفتَّحَت أعيُنُهُ ببُطئٍ عندَما أحسَّ بشَبَحِ جسدٍ واقفاً مُقابلَهُ، و ينظُرَ إليهِ بإرهاقٍ و أعينَ ذابِلَة،

"أُمِّـي؟"،
أخرَجَ تلكَ الكَلـمَةَ بصُعوبةٍ بسبَبِ نوبَةِ السُّعالِ التي داهَمتهُ فجأةً، عندَما تَبيَّنَ لَهُ وجهُ أمِّهُ الحَنونِ تَنظرُ إليهِ أمامَهُ بأعينٍ مَليئةٍ بالحُبّ،

" وَلَـدِي سُوبِينْ، تعالَ لحُضنِ أُمِّـك

إبتِسامَةٌ أرهَقَها المَرَض،
وجهٌ بَريئٌ أتعَبَتهُ الأدوِيَـة الفَاشِلَة،
جسدٌ يرتَعشُ يدمِّرُهُ الألَمُ و يتآكَلُهُ شَيئاً فَشيئاً،

هوَ إشتاقَ لوجهِ أمِّهِ الحَنونَ و حُضنِها الدافِئ،
يُريدُ أن يَرتَمي بهِ ليُنسيهِ ذلكَ الألمَ الذي يُشتِّتُ فُؤادهُ و يَجتاحُ صَدرَه،

"أُمِّـي لا تَترُكينِي إستَقامَ بتَعبٍ مِن تكوُّرِهِ يَلحقُ بطَيفِ أُمِّهِ إلىٰ حيثُ يَقودُه،

يقودُهُ حَتَّـى ذلكَ المَكانِ المُظلمِ الموحِشْ الذي لطالَما مَقَتَهُ سُوبِينْ بشِدَّة،

قَبرُ أمِّـه!

" أُمِّـي أنا أحتاجُكِ، أُريدُكِ بشِدَّة، لَم أعُد أتحمَّلُ هَذا الألَم الفتَّاك،

أرجُوكِ خُدِينِي مَعَك! "

لقَد صدَق، ألمُهُ يُثقِلُ كاهِلَه، لذلكَ يُريدُ أن يَرمِي بذلكَ الثِّقلِ بعيداً عَنهُ،

إنَّهُ ليسَ مُلاماً لأنَّهُ لَم يُحارِب،
ليسَ مُلاماً لأنَّهُ لَم يُقاوِم الألَم و يقفُ من جَديد،
أنَّـهُ فقَط....

لَـم يَقدِر!


------

إستَيقضَ كَـاي عَلى هُدوءِ الغُرفَةِ غيرِ المُعتَـاد، ظلَّ يبحثُ بعُيونِهِ عَن صَديقِـهِ الأشقرِ و يُناديهِ بصوتٍ شبهِ عالٍ،

أُسطُـوانَةُ الذِّكرَيـَـات. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن