جلست رضوى فى منزلها و وضعت أمامها هاتفها الجوال تنظر إليه فى قلق و توتر ... و قد شردت فى تلك الأحداث منذ أن قامت بتحميل ذلك البرنامج ( بالثازار) ... انتفضت رضوى فى فزع عندما رن جرس هاتفها فجأه ... لم تلبث أن أجابت الاتصال الوارد إليها من أخيها فارس ...فارس : الو ... رضوى ... كيف حالك ؟؟
رضوى : بخير و الحمد لله ... أين أنت ؟؟
فارس : أنا مع أصدقائى .... أردت فقط الإطمئنان عليكي بعد هذا السيول المفاجئة ..
رضوى : لا تقلق أنا فى المنزل ... هل ستأتي لنتناول الغداء سويا ؟؟
فارس : لا أظنني سأستطيع ذلك ... فالطريق مزدحم و شبه متوقف بسبب هطول الأمطار سأنتظر هنا مع صديقي (ساجد) حتى يفتح الطريق ... ربما تناولنا العشاء سويا ...
رضوى : إحترس لنفسك و حاول ألا تتأخر ... أنا خائفة من المكوث وحدى فى المنزل وسط الرعد و البرق و الأمطار ..
فارس : إن شاء الله ... وداعا ..أنهت رضوى المكالمه مع أخيها و عاد الصمت إلى المكان ... حتى اتخذت قرارها أخيرا ...و نادت بصوت واثق (بالثازار) ... أضائت شاشة الهاتف و ارتسمت بتلك الصورة المرعبه ... و علا ذلك الصوت الآلي ....
بالثازار : أهلا بكي فى عالمي ...
رضوى : كيف عرفت بأمر الأمطار رغم أن ذلك لم يذكر على مواقع الأرصاد الجوية ؟؟
بالثازار : الأمر بسيط جدا ... لم تكن الأمطار ستهبط اليوم على المنطقه الجغرافية التى ستتواجدين بها طبقا لتقرير الأرصاد و ما نشر على الموقع الخاص بهم على الإنترنت ... و لكن بالأمس ليلا التقطت بعض البيانات التى تفيد بحدوث تغير مفاجيء فى إتجاه الرياح و سرعتها فقمت بإجراء حسابات بسيطة كانت نتيجتها أن تنتقل السحب المحملة بالأمطار بعض الكيلومترات لتهطل الأمطار على منطقه جغرافية مختلفة عن التى توقعتها هيئة الأرصاد و هذه المنطقه تشمل المربع السكنى الذى تقيمين فيه و كذلك الذى تقع فيه جامعتك .. هل التحليل واضح أم تحتاجين إلى تفسير أكثر تفصيلا ..
رضوى : لا هذا التفسير يكفى ... و لكن من قام بإعداد طعام الإفطار اليوم رغم أن أخي لم يعود إلى المنزل ؟؟
بالثازار : عثرت بالأمس على مسابقة منشورة على الإنترنت تدور حول المعلومات العامة و كان الراعي الرسمي لهذه المسابقة إحدى شركات إدارة الفنادق الكبرى ... إشتركت فى المسابقه مستخدما حسابك الإلكتروني و بالطبع حصلت على المركز الأول فى المعلومات العامة ... كانت الجائزة الأولى هى قضاء ثلاثة أيام فى أحد الفنادق المملوكة إليهم فى أى مكان حول العالم ... فقمت بمراسلة إدارة الفندق و عرضت عليهم استبدال تلك الجائزة بوجبة إفطار شهية يتم تقديمها فى المنزل ... فرحبت إدارة الفندق بالطبع .... و قاموا بتوصيل وجبة الإفطار مع مقدم أطعمه حتى المنزل ...
رضوى : و كيف استطاع دخول المنزل إذا ؟؟
بالثازار : أنا سمحت له بالدخول من الباب الخلفى بعد أن قمت بفتحه عن طريق برنامج الأمن الخاص بالفيلا و الذى دلفت إليه مستخدما حسابك الشخصي ... و إذا قمتى بفحص سلة المهملات ستجدين مواد التعبئه الخاصة بالفندق كما يمكنك الرجوع لكاميرات المراقبة للتأكد بنفسك ...
أنت تقرأ
مبعوث الجحيم
Horrorهناك فى ذلك العالم الذى لا نراه .... إنهم يروننا من حيث لا نراهم ... ينظرون إلينا بعين الحقد و الحسد ... فقد فضلنا الله على كثير من مخلوقاته ... تلك الغيرة التى تملأ قلوبهم ... منذ خلق الله تعالى آدم بيديه و نفخ فيه من روحه .... بنى آدم ... تلك المخ...