الجزء الخامس : ( حيث يسكن الرعب )

6 2 0
                                    


استيقظت رضوى من نومها على صوت أمجد بعد وصلا إلى الإسكندرية و أوقف سيارته فى موقف السيارات الخاص بأحد المطاعم الفخمه على شاطيء بحر الإسكندرية الساحر...و الذي يقع على شاطيء فندق فاخر ....
أمجد : رضوى ... حمد لله على السلامة ... لقد وصلنا...
رضوى : أين نحن الآن ؟؟
أمجد : سوف أدعوكي لتناول الغداء ... على شاطيء البحر ...
رضوى : سيكون هذا رائعا ... فإني أتضور جوعا ...
نزل كلاهما من السيارة و عبرا رمال الشاطيء إلى مبنى المطعم ... و بمجرد دخولهما أستقبل العاملين امجد استقبالا حافلا يدل على أنه عميل دائم فى هذا المكان ... أعدوا له مائدته المفضله على حد تعبير المترودتيل المسئول ... كان مائدتهما تطل على البحر فى مشهد رائع يخلب الألباب ... ظلت رضوى تراقب الأمواج المتلاحقه التى تضرب الصخور فى قوة ثم تتشتت أمام صلابة تلك الصخور فى تلك السيمفونية الأبدية ...
رضوى : كم أعشق البحر ... و أعشق مشهد الأمواج و صوتها الشجي ...
أمجد : أنا أيضا لا أجد سوى البحر لأشكي له همومى و آلامي ..
رضوى : أخبرني عن نفسك يا أمجد ... نحن نواجه الخطر سويا و لا نعرف بعضنا البعض ...
أمجد : لم يحين آوان ذلك بعد يا رضوى ... و لكن تاكدي أني سأحكي لكي يوما جميع تفاصيل حياتي ... سواء كان ذلك شفهيا أو كتابة ... و تأكدى أني لن أسمح أن تتعرضي لأى خطر كان مادام فى صدري أنفاس تتردد ...

دق جرس هاتف أمجد فنظر إليه فى ضيق ثم أجاب و قد علت ملامحه علامات العناد ... و سمعت رضوى الحوار من طرف واحد ... كان حوارا عجيبا ...
أمجد : نعم ... لا أنا أعي ما أقوله و اعنيه جيدا ... سأنفذ لك ما أردت و لكن لا تحكم على كلامي و تصرفاتي ... لقد أكتفيت من هذا الأسلوب ... أنا اتصرف في حدود اتفاقي و أنفذه حرفيا فلا تزعجني إلى ان يحين موعد مهمتك ... حاول ان تفعل ذلك و صدقني سوف أعيدك إلى الجحيم إلي حيث تنتمي .... أعرف ولا انسى أبدا و أنت تعلم ذلك جيدا ... سأغلق المكالمه الآن يكفيني ما سمعت و يكفيك أنت أيضا ... أنا أمامك طيلة الوقت إن أردت أو أستطعت فعل شيئا فلتفعله كفاك تهديدا فذلك شيمة الجبناء .... نعم أنت و بنى جنسك الذين يختبئون خلف الغمام و يعملون من خلال وسطاء دائما ... هذا يكفي ....
و أغلق الخط بحدة .... نظرت إليه رضوى فى تساؤل و قلق ...
رضوى : هل هذا هو ؟؟
أومأ إليها بعينيه محذرا ... و أشار إلى المتر لكي يطلب الطعام ...
تم تقديم الطعام ... مائده مميزه من المأكولات البحرية الشهية ... تناولا الطعام و شربا كوبين من الشاي المصري المميز ... و ظلا جالسين فى تلك الشرفة أمام البحر حتى حاون وقت غروب الشمس ... شاهد كلاهما لحظات الغروب على شاطيء البحر و قرص الشمس الأحمر و هو يختفى خلف أمواج البحر كأنما تطفئه المياه المتلاطمة ...

أمجد : سيصعد كلا منا إلى غرفته لننال قسطا من الراحة و النوم و سوف أوقظك قبل ميعاد إنصرافنا بساعة حتى تستعدي لمغامرتنا التالية ...
رضوى : و كيف حجزت الغرفة باسمي دون بياناتي ...
ابتسم أمجد ابتسامة مقتضبة و أخذ بيدها ليساعدها على الوقوف فى تهذيب ... و اتجه ناحية باب الخروج من المطعم و سط تحيات العاملين ...
رضوى : ألن تسدد فاتورة الطعام أولا ؟؟
أمجد : لا لن أفعل .... فأنا املك المكان برمته ...
تدلت فك رضوى فى ذهول ... لم تتوقع أن يمتلك شابا فى سنه فندقا فخما كهذا ... و توجها إلى مكتب الإستقبال فى الفندق و سأل أمجد موظف الإستقبال ...
أمجد : هل الغرف جاهزة ؟؟
الموظف : كل شيء جاهز يا أمجد بيك ... و الحقائب فى الغرف ... و هذه هى مفاتيح الغرفتين ...
و نادى الموظف عامل الاستقبال ليقوم بإرشاد رضوى التى لم يفارقها الذهول إلى غرفتها ...
كانت الغرفه فاخرة جدا ... دخلتها رضوى بعد أن ودعت أمجد الذى أخبرها برقم هاتف غرفته لتتصل به حالة احتاجت إلى أى شيء... استلقت رضوى على فراشها كالحجر حتى دق جرس هاتف الحجرة فى تمام الساعه العاشرة و النصف ... ليخبرها امجد ان تلاقيه بعد ساعه بصالة الإستقبال بالفندق..

مبعوث الجحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن