جبروت

58 2 0
                                    

من لما فتحت عيوني في العالم ده  ...لقيت طبقتين من  الناس...الأغنياء جدا...و الفقراء جدا

و أنا كنت من الفقراء جدا...اتولدت  في عيلة فقيرة...و فزمن كانت العبودية فيه لسا موجودة

ده غير إن بلدنا  كانت محتلة من  دولة هي من أوسخ الدول في العالم ده...و إللي يقهر في كل ده...إن الناس إللي حاكمين بلدنا او بالأصح قريتي  الصغيرة  كانوا خونة و عملاء  لصالح المحتلين دول

زعيم القرية  أو يعني ما يسمى بالعمدة...هو إنسان سافل و من أحقر خلق الله...معيش الناس الرعب طول الوقت، ما حدش فينا قادر يقف في وشه أو يواجه

إحنا الشباب مش عاجبنا الوضع إللي عايشينو و نفسنا نغير كل شيء...بس للأسف  ما نقدرش و خصوصا بعد إللي حصل  لصديق...كان من أعز أصدقائي

إللي حصل إننا فيوم ثرنا و قررنا نضع حد للذل والمهانة إللي إحنا عايشين فيها دي...فاتفقنا إننا ندخل على العمدة و نتخلص منه وننهي الموضوع

بس فنفس الوقت كنا حذرين جدا و كان لازم نحط خطة محكمة و بعدها ننفذ و الأهم نختار وقت مناسب للتنفيذ

بس  كريم  استعجل و للأسف غامر بنفسه و رماها في النار، هو قرر لوحده إنه يقتل العمدة و ينتقم لكل الناس إللي ذاقوا العذاب بسببه، و منهم أخته إللي الحقير ده  اعتدى عليها في يوم زواجها من إبن عمها...إللي حصل إن العمدة كان متعود إنه كل ما حد يتزوج لازم يشوف  عروسته في الأول...و لو كانت العروسة حلوة و لسا في عز شبابها  ،فالعمدة قبل ما الزوج يدخل على زوجته بيهجم عليهم في البيت ،
و  رجالته بيكتفوا العريس، و العمدة بيدخل على العروسة و بيعتدي عليها و بيسبها وهي منهارة و منهانة ....و الزوج يا إما بيطلق زوجته يا إما  بيبلع الإهانة و بيكمل مع مراته لأنه مش بايدها إللي حصل، ،بس الأغلبية للأسف ما بيستحملوش إللي بيجرى فبيقتلوا نفسهم أو  بيتجننوا

وده بالضبط إللي  حصل مع أخت كريم..هي و زوجها انتحروا بعد ما الحقير ده عمل عملته السودة

كريم كان بيتحرق كل يوم لذا لما إتفقنا على إننا نتخلص من الكلب ده...ما قدرش يكبح غضبه أكثر و تهور...وراح بدون خطة مدروسة لبيت العمدة إللي كان مليان حراس...صحيح إنه تعدا كم واحد لأنه باغثهم بس قبل ما يوصل لباب البيت  كان مجموعة كبيرة من الحراس حاوطوه ومسكوه

طبعا عذبوه لأيام طويلة...و بعدها قرر العمدة إنه يعدمه قدام الناس  عشان يخافوا و ما يتجرأوش ثاني يحاولوا يتخلصوا منه

وفعلا جمع كل أهل القرية صغيرها و كبيرها، وبنى منصة الإعدام..وعلق حبل المشنقة..ورغم توسل عيلة كريم إلا أنه ما اهتمش بيهم، بل هددهم إنه هيقتلهم كمان لو تدخلوا...وطبعا بدون رحمة ولا شفقة  أعدموه قدام الكل..والعمدة كأنو عارف إننا كمان معاه  وجه كلاموا لينا وقال "أي شاب فيكم سخن عليه رأسه وعايز يبقى بطل  ..يعمل إللي عمله الخاين ده...صدقوني المرة دي  مش هقتلكم أنتم بس  ...لا..حتى عائلتكم من أصغر واحد فيهم لأكبر واحد هصفيكم كلكم و أقطع نسلكم بالمرة...و قد أعذر من أنذر "

ألف حرف و حرف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن