انتقام 2

52 2 0
                                    

عدا يومين و جه الضابط على البيت، وسألنا على اليوم إللي خرجت فيه زينب و ما رجعتش ثاني، أمي رغم مرضها و حزنها إلا إنها حكت له  إللي حصل في اليوم ده بثبات

و أنا كمان حكيت إللي أعرفه ،ومن خلال كلامنا الضابط اتجه مباشرة للصالون إللي بتشتغل فيه أختي عشان يستجوب البنات زمايلها

ومن خلال أجوبتهم الصدمة نزلت عليا زي  دلو مية ساقعة، أختي كذبت علينا و لأول مرة  و للأسف  الأخيرة

زينب ما راحتش الشغل في اليوم ده، و كل زميلاتها و صاحبت الصالون شهدوا بالكلام ده، كلهم قالوا إنها كانت إجازة اليوم ده و ما حدش منهم شافها خالص

كنت هتجنن و أعرف ليه أختي تكذب على أمي و عشان إيه؟

بس الأمر من ده كله لما قرر الضابط يقولي على تقرير الطبيب الشرعي، كنت قاعد قدامه و هو بيبص عليا بشفقة و قال "أنا عايزك تجمد قلبك و تستحمل إللي هتسمعه "

أومأت له، وهو إيه أسوأ حاجة هتحصل أكثر من موتها؟

تنهد و قال بهدوء و هو بيبص على الورق اللي قدامه " أول حاجة  للأسف أختك اتعرضت للاغتصاب"

سكت و بص لي شوية، و أنا رغم النار إللي قادت جواية  تظاهرت بالبرود و أومأت له ثاني يكمل  كلامه

تنهد ثاني وقال وهو بكمل قراية التقرير "واضح إنها كانت بتقاوم و بسبب ده في جروح كثير و  بقع زرقاء متفرقة بكل جسمها بسبب  الضرب ، و يبدو أن الكلب اللي عمل كده بعد مقاومتها قرر يربط إيديها بحبل و ده واضح من أثر الحبل على معصمها و إللي ترك جروح ،وفي أثر خنق كمان على رقبتها، بس هي ما ماتتش مخنوقة  ،هي...هي ماتت بعد ما اترمت من فوق الجسر  ووقعت على الصخور تحت و الضربة القاضية كانت لما رأسها ضربت بقوة عالصخور و كمان عمودها الفقري كان مكسور بشكل وحشي، و للأسف ما لقيناش أي أثر من الجاني  ،الظاهر إنه شخص محترف "

بعد ما خلص كلامه رغم الثبات و البرود إللي كنت بتخبى وراهم،إلا إني انهرت  و دخلت في نوبة بكاء حادة، مش قادر أستوعب كمية الوحشية و الألم إللي اتعرضت له أختي المسكينة، بس مش هرتاح غير لما أعرف مين الكلب اللي عمل فيها كل ده و أقتله بنفسي

روحت بعد ما هديت و الضابط قال إنه لو حصل أي حاجة جديدة هيبلغني

أنا دمي غلي و مش هيبرده غير الانتقام و أخذ الثأر و ده معناه إني لازم أتحرك و أعمل كل إللي أقدر عليه و أعرف أختي ليه كذبت على أمي و راحت فين و لمين في اليوم ده؟

مر يوم و اثنين و مافيش جديد و الثالث أخيرا سلمونا أختي و دفناها، و أمي بقت زي الوردة الذبلانة إللي فقدت بريقها، وطول الوقت بتعيط بقهر  ،الجيران وقفوا معانا و مقصروش في حاجة

بعد يوم من الجنازة، كنت قاعد مع نفسي و تايه و مش عارف أبدأ منين، بس فجأة افتكرتها، أيوة إزاي ده غاب عني، بنت جيراننا، هي كانت أقرب وحدة من أختي الله يرحمها، لابد إنها بتعرف حاجة، أساسا كل تصرفاتها و خوفها إللي باين في عنيها بتثبت ده

ألف حرف و حرف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن