تعمدت أن يكون أول فصول كتابي عن الفقد أنا لست كئيباً إلى هذا الحد ولكن الجميل في هذا الشعور أني اتكلم عن أبي الغالي المفقود في حياتي هو ذاك الإنسان المناظل العزيز في نفسي والقدوه لجميع إيمأتي الجسديه قبل الفكريه ولا يمكن أن أكون سطحي عندما أتحدث عنه بالذات ، يأخذني الماضي من الهدوء المصاحب لجلوسي في غرفتي ليبعث في ظلامي نوراً لم تأنسه نفسي أيقظني من خمولي وكسلي وجاء بي لذكرياتي مع أبي ودفعني لتذكر رحابة قلبه ولطفه اللا متناهي نعم أبي اللطيف فعلاً والجسور أيضاً والكريم نفساً وعطاءً عند غيابه تتملكني الشفقه على حالي وترثيني روحي ويضحك الشيطان مراراً على أحزاني فقدت جبلاً راسخاً على أرضي وانكسر جناحي وظهري ولم أعد أنا ذلك القوي المتين الذي يملئ الدنيا سعادةً وبلسما لا أريد أن أكون كئيباً إلى هذا الحد الموحش المألم لك يا أيها القارئ الجميل لكن لابد أن يكون هذا الفصل هو الفصل الأول في حياتي قبل أن يصبح في كتابي هذا لأني مذ كنت طفلاً ومع الآنا وأبي الذي كان يحلم ويهيم ويقرى للكتاب ويقيم مجالساً لها ولم يعلم بإني قد كنت أسترق السمع للعلم وتمنيت بإني أصبح ما يتمناه أبي له ويعده حلما فقد كنت طري العود حاد النهم متوسع الأفق نعم أنا محباً لأبي ولِلطافة أبي وصداقة أبي هو قدوتي نعم ويوماً ويوما تطورت مفرداتي وتعبيري ولحن النغم كنت أجاري أحمد مطر وعلي الطنطاوي والقلم كنت معجباً فعلاً لما يكتباهُ من أسلوب الفهم والبلاغة دون ما يعتقدون ودون إعتقادي نعم من حب الكتابه من وهن الرتابه من قلق العدم كيف توجدُ الصوره من رحم التفكير والحلم وخيالاً ترسمه وأسترسالاً يتكاثر ويقل ما بين يوم واليوم تكابرت خطواتي ولم أعد أنا وأبي لم يعد ولم يخبرني بأنه راحلاً عني ولم أخبره بحلمه وحلم من جفت يداه وتيبس فاه وحنت أطرافه للماء والدم نحو ما يحلو بين مجالسه وأستماعه وأستماعي والنهم لم يعد فيني يا أبي ولا عاد يستهويني الكتابة والقلم فرجائي يا ربي ويا موهب النعم وخالق من العدم فضاءً بلا حد وسماءً لها وجد وأراضيين سبعاً صم فوق بعضها البعض لا أختلال في خلقتها بإن تنعم مثواه ونزله وأن تكرم مدخله وأن تعفوى عنه وأن تبدل الوحشة والظلام برحابة رحمتك التي لن يسعها الكون مهما اتسع
نخشاك يا رحيماً ونذل لقوتك يا عظيماً ونخاف كبريائك ونرجوا لطفك ونطلب من كثير الكرم مرضاتك لأبي والسلام ..
أنت تقرأ
الفقد
Romanceفصلين في كتابي ، الأول الفقد والفصل الثاني الماضي وحديثي فيهما ودمتم أيها القراء الجميلين دوماً :)