ذات مره في نهار الأحد جائني طارقاً ينادى ويسأل أين فلان وفلان غابوا عني من مده فقلت فلان مضى إلى المجهول واستهان بحلو ملذات الحياه وانغمس في شيءٍ من المظاهر وعاش فيها وتقمص ملابساً لا تناسب لا شكله ولا لونه ،، وفلان استكان في عمله وفي مسؤلياته التي يعيش عليها وعندما صادفته ذات مره سألته يا فلان كيف أحوالك فقال مستوراً معافى أملك ذاك الشيء وباقي عليَّ تلك الفتره وسألني عن احوالي فقلت أنا لا أدري مما اخاف أمن عمري الذي يمضي أمن حنيني وسهري وأسهبت في الحديث إلى أن قلت فاتني المشوار وقد تعديت الدار الذي فيه تربيت وكبرت ودرست وشاغبت وشاكست ونمت بين احظان أبي ومراعات أمي وتعليم أخواني لي كيف أمشي وحدي وصدى ضحكات تتردد من فوق السور غابت عني وأيقضتني من سباتي واخذتني لذكرى جميله عندما لعبنا بالطين وسرقنا النسمه من على زهور التين وركضنا على صراخ الحالمين وأيقضنا الحاره بما في ذلك النائم المسكين ولعبنا وتطايرت ارواحنا مع اجسادنا ونحن نلعب بلا كدر او ملل كأننا ملكنا العالم واشعلنا ذات مره من المناديل قناديلاً اضئنا بها ليالينا ودارت الدنيا علينا ولم تنبهنا بإنه فاتنا المشوار وأصبحوا الأطفال كبار وأخذنا من السنين التجاعيد وأصبحت ملامحنا شاحبه ثم قال لي توقف عن الحديث يا سعد فأنا مشغول والحياه والمشاكل تطول وعند لقائنا بعد غد سأدعك تقول ما يحلو لك ،، وأنت يا أيها الطارق المجهول من تكون ؟
فبهت من سؤالي وبعد خمس ثواني قال لي أنا ماضيك الجميل وذكرياتك التي لم تمحى من مخيلتك التي عنها تميل وانا ازهارك التي كنت تسقيها على شرفتك قبل الذبول أنا الماضي الذي ينام بين فراش الأحبه وألتحف بالحنان المذاب بين الشاهي والسكر المقدم على طاولة العصر والأحلام التي كنا بها نسهر والأماني التي لا تموت فإنا أحييها ما بين تارةً وتاره إلى أن تم السكوت فقال حينها ألم تعرفني فقلت تكلم فإنا مستمتعاً فعلاً بما تقول فقال الماضي تتذكر يوم كنت على الاطلال تسامر النجم بعد غروب الشمس وقبل الزوال يوم تحجب نور القمر بأصابعك الصغيره وتعطي الأرض ظلالاً كبيرةً وصغيره ولا تمل من النهوض بعد السقوط على الرمال والصخر والأحاديث الشيقه مع كبار السن والصبيه وعندما حطمت زروع البساتين المثمره اتدري أن سأقف وأصمت وأكمل الغد يا سعد فأنا الماضي لا أملَّ من الحديث لكن حاضرك الذي مشغولاً عنه الآن سيمضي ويصبح من الماضي الجميل فقلت أذهب وعد وغداً ،، عد .
أنت تقرأ
الفقد
Romanceفصلين في كتابي ، الأول الفقد والفصل الثاني الماضي وحديثي فيهما ودمتم أيها القراء الجميلين دوماً :)