1|فأر صغير|

25 4 2
                                    


في مكان بعيد عن المدينة، في إحدى المختبرات القديمة، كانت تقبع هي وسط برودة الأرض، تحضن نفسها تحاول الشعور ببعض الدفء في هذا الجو البارد؛ دخل رجلاً مرتديًا المعطف الأبيض الخاص بالاطباء، امسك شعرها وجرها خلفه بإستحقار وكره، هي للأسف لا تقدر على مواجهته، إنها طفلة في النهاية ذات ثمانية أعوام!

ألقى بها في إحدى الآلات التي صنعت خصيصًا لها، بسبب اختلافها عن الواقع، حقنها بمصل يجعلها مشلولة مؤقتًا، أبتسم بخبث وشغل تلك اللعنة التي تحاول سلب ماهو ملكًا لها، سلب ما يميزها عن الجميع، صراخاتها تدوي في المكان بأكمله، الأنبوب المتصل بها ضوء رماديًا انبعث منه، أبتسم الآخر بأنتصار ولكن للأسف سعادته تلك لم تدم بسبب عودة الضوء مرة أخرى لها بقوة مسببًا لها ألم فظيع يعجز على طفلة ثمانية أعوام تحملهُ

وبسبب قوة الضوء، كسر الأنبوب يليه انقطاع الكهرباء عن الآلة، اخفضت الطفلة رأسها بتعب، شعرها يغطي وجهها، تقدم الرجل منها يطمئن عليها، حملها بين يداه ووضعها على إحدى الطاولات

"إيتها اللعنة هل تسمعيني؟!." أبتسمت بخبث داخليًا، أمسكت بعنقه وطارت به في الهواء، لكمته عدة لكمات في وجهه، رمته إتجاه الأرض بقوة

"تلك اللعنة ستحل عليك!." تفاداها بسرعة واسرع بتلقيم سلاحه وضغط على الزناد، أصابها في كِتفها وبالنسبة لطفلة، سقطت على الأرض والدماء تغطيها.

_________________________________

عودة إلى الحاضر في إحدى المدن بإنجلترا خاصةً مانشستر، الساعة الثالثة والنصف صباحًا؛ نهضت بفزع بعدما استقبلها الكابوس المعتاد، دلفت للحمام وغسلت وجهها، تنظر لنفسها في المرآة بتفكير

"اهدئي أوريل، كل شيء بخير!." نبثت بكلماتها تطمن نفسها، عادت مرة أخرى لغرفتها، أحضرت بعض الملابس لها وقامت بتغيير ملابسها؛ وضعت الهودي على شعرها وأخذت هاتفها ونزلت.

ارتطم الهواء البارد بوجهها، نظرت لِساعتها إنها الرابعة، وبِما إن النوم هرب من عينيها قررت الركض قليلاً، وضعت السماعات في أذنها تحاول خفض حدة الأصوات في رأسها، رأسها يعم بالكثير، مثل العاصفة لا تهدأ!

جلست على أحد المقاعد الجانبية تلتقط أنفاسها، غيرت الموسيقى بأُذنها، تنظر لِحذائها بِشرود

"النجدة!." صُراخ فتاة أرجعها لِلواقع، نهضت بسرعة تنظر حولها، التفتت لِتجد رجلين تقف في وسطهم فتاة شابة، لمحتها الفتاة وكادت تطلب المساعدة مرة أخرى، ولكن هي كانت اسرع وأشارت لها بالصمت، اتجهت ببطئ خلف الرجل، لفت يدها حول رقبته تخنقه، ضرب رأسه بأنفها جعلها ترتد للوراء، اسرعت وركلته في معدته، امسك الآخر بشعرها واوقعها ارضًا

المنشودة | Desiredحيث تعيش القصص. اكتشف الآن