•20•

94 11 12
                                    

يقف صاحب الاثنان وخمسون عاما أمام باب منزله ينتظر ابنته التي أخبرته أنها ستعود فجأة بعد سفر دام لعشر سنوات
هو شعر بالقلق على ابنته كونها ستعود فجأة
رأى سيارتها تقف أمام منزله
فتحت السيارة لتخرج ابنته منها بثياب طغى عليها اللون الأسود
وملامح باهتة وعيون حزينة
هو قلق عليها فأسرع ليحتضنها لكنها سرعان ما ابتعدت عنه
"ألن تسألني عن ابنك يا أبي"
ابتعد عنها مذهولا من نبرتها الخالية من الحياة
"ماذا حدث لكي ليا وأين هو"
"لقد مات يا أبي وطلب مني أن أوصل لك هذا كما أنه طلب مني ألا يفتحها سواك"
تفاجأ من كلامها
دخل بها الى المنزل و بدأ يقرأ فيما أعطته له ابنته
~أنت عاقبتني يا أبي لأنني قلت ما تقوله لي أمام المعلمة،إذا كان هذا خطئا فلما تلقبني به،أتمنى أن تحبني يوما كما أحبك أنا~
~الجميع يعتقد أنه ما من أب يكره ابنه فليأتوا إذا ويطلعوا على حياتي،ألست تكرهني يا أبي ،ألست تتمنى السوء لي،إذا لما تبقيني في منزلك~
~شاكر لك يا أبي رغم إهانتك لي،لا ذنب لي في مجيئي كما أنه لا ذنب لي في خيانتك لزوجتك،أرجوك أن تتقبلني كابن لك~
~ليا التي دخلت إلى غرفتي اليوم عاملتني بلطف
هي لطيفة حقا
لما لا تعاملني مثلها يا أبي
لما لا تكون لطيفامعي مثلها~
~شخص مجهول الهوية كليا يعاملني بلطف بينما أنت أبي وتقسو علي ،ألم تفكر أبدا في مشاعري~
~أعلم يا أبي أنك لن تخبرني عن ما أريد معرفته منك ،على الأقل تحدث معي حتى لو كنت تريد أن تسبني افعل هذا فقط أ ريد أن أراك تتحدث معي~
~لا تزال تخذلني يا أبي أنت تظهر كل يوم مدى كرهك لي عن اليوم السابق له ،هل أنت متأكد حقا أنني ابنك؟~
~لما لا تحتضنني يا أبي لما لا تضمني لصدرك كما فعلت أختي ،لما لم تخبرني أنني أمتلك أختا من الأساس ،لا أستطيع قول أنني أكرهك لأنني سأكون كاذبا وقتها~
~ليس لي ذنب بخيانتك أبي كما قال جدي،متى ستفهم هذا هل ستظل تكرهني للأبد يا أبي~
~اليوم تلقيت المعاملة السيئة من أختك أيضا يا أبي، لما لا تراعون مشاعري لما تصرون على جعلي أكرهكم ~
~أعلم ما ستفعله يا أبي،ألا يوجد في قلبك مثقال ذرة من رحمة ،ألا تشفق على ابنك~
~أنا أكرهك يا أبي أخيرا قلتها لك أنت من جعلتني أكرهك أنت لم تستحق أن تمتلك ابنا مثلي،أحقا تمتلك قلبا مثل باقي البشر،أم أنه استبدل بقطعة من الحجر ؟!~
~اليوم أخبرتني ليا أنها ستنقذني من جحيمك ،هذا أسعد خبر سمعته في حياتي، أنا حقا أكرهك بمقدار كل لحظة آذيتني فيها~
~سأذهب مع أختي وأترك هذا البيت لك،لا تقلق سأمنحك راحة عدم رؤيتي يا أبي~
~انظر يا أبي أنا الآن أغادر البيت الذي آذيتني فيه والذي ناديتني فيه بالخطيئة،أريدك أن تعلم أنني أكرهك بشدة~
~أنا الآن أترك هذه البلاد لك يا أبي،صدقنني لن ترى وجهي مجددا حتى وأنا ميت~
~حياتي أصبحت أفضل بدونك يا أبي،كنت وستظل عائقي الوحيد في الحياة~
~لقد تركت لك المكان يا أبي لكي أتخلص من معاناتي،ابتسم لي القدر في البداية لكنه قرر العبوس في وجهي مجددا ،أريد إخبارك أنني مصاب بالسرطان كما أنني سأموت قريبا~
~أنا الآن أموت يا أبي ،أموت مع ذكرياتي وأموت مع تعاستي التي قضيتها معك ،أرجو أن تكون سعيدا بعد موتي،مت مع ذكرياتك بخيانتك لزوجتك لذا عش بسعادة الآن~
كانت دموعه تزداد مع كل سطر يقرأه
هو الآن أدرك المعاناة التي كان يتلاقاها ابنه منه
بكى حتى اهتز جسده
لكن ما فائدة البكاء الآن
فالأحباء قد ذهبوا دون عودة
أدرك الأب هذا متأخرا كما أنه أدرك أيضا أنه
لا فائدة للبكاء على اللبن المسكوب

•النهاية•

خطيئة P.Jحيث تعيش القصص. اكتشف الآن