42-(منتصف الغيث)

320 11 0
                                    

(تحذير): في هذا الفصل قد توجد كلمات لا تعجب البعضتساقطت قطرات المطر على سقف السيارة، بكل هدوءٍ بدأ لكنه سرعان ما بدأ بالهطول بغزارة لتبعد ساشا سيباستيان عنها "يكفي.. لا تقترب أكثر.. أقسم لك السيارة ليست السرير!" نظر لها بصدمة مما قالته ليسألها:"السيارة ليست السرير؟ ما هذا التفكير؟ ألم أقل لكِ من قبل لا جنس في السيارة؟!""متى تقبلني يا هذا؟ ألا تقبلني على السرير لتستطيع أخذ ما تريده؟ لكن.. هذه الأيام.. أصبحت تنظر للسيارة كما لو أنها سريرك!" لم تستطع قول أي شيءٍ آخر بعد هذه الجملة فقد أبعد تعينيها عنه ونظرت بعيدًا بينما كان يقول لها:"وهل يزعجكِ الأمر؟ لا تجيبي فذاتًا لا يهمني إن كنتِ تنزعجي من الأمر أم لا؟ في النهاية أنا زوجكِ.. إن أردتِ أم لا؟ سأقبلكِ في أي وقت وفي أي مكان أشاءه.. لكن.. إن.. كان ذلك اللعين الذي كان يسألكِ عن الطريق يعني لكِ شيئًا ما فبالتأكيد ستنزعجين"ما هذا الكلام؟ فهمت ساشا فورًا من ماذا ولماذا خرج هذا الكلام فقطبت حاجبيها بغضب ظهر على ملامحها وهي ترد عليه:"أتعلم؟ كنت مخطئة عندما فكرت أنك تغار علي"أصدر ضحكة خفيفة دلت على سخريته وهو يحادثها:"بالطبع كنتِ مخطئة.. فلماذا أغار عليكِ؟""أنت لا تغار.. لا يمكن أن تغار علي هذا واضح.. لكنك متملك""متملك؟! ماذا تعنين بهذا؟""ألا أحمل طفلك؟ والآن نحن متزوجان.. هكذا تشعر أنني ملكك.. لكن ليس بطريقة لطيفة أبدًا، وأنت لا تحب أن يلمس أي شخص أي شيءٍ يخصك"بدأ وكأنه أنزعج من كلامها لكنه سرعان ما أخفى انزعاجه ليقترب منها ويقول لها بهمس تشنجت أطرافها بسببه:"فعليًا.. أنتِ محقة لأول مرة، أنا لا أحب أن يلمس أي شخصِِ أي شيءِِ يخصني، ممتلكاتي الشخصية، أموالي، منزلي، وحتى عائلتي.. أنتِ تحملين طفلي الآن فكيف لا أنزعج وأغضب حينما يريد أحدٌ ما أن يلمسكِ؟" ارتطمت أنفاسه بجلد عنقها الذي كان يصرخ مستنجدًا؛ بسبب حرارة أنفاسه التي كانت كما لو أنها لهيب مشتعل أحرقها ليطفئ هذا الحريق بقبلةٍ من شفتيه على عنقهالوحدهما، القلب ينبض والتوتر يزداد وبسبب هذا التوتر جف حلقها فحاولت أن تستخدم هذا كعذرٍ لتجعله يبتعد عنها بقولها:"أ.. أنا.. عطشة" جملتها لم تجعله يبتعد بل جعلته يقترب أكثر ليمسك بذقنها ويتلمس شفتيها باصبعه "هل أرويكِ؟" أكان عليها أن تخجل أو تغضب الآن كما هي العادة؟ إذًا لماذا لم تفعل؟ لماذا تشعر كما لو أن أحدهم أمسك بقلبها ليحتفظ به في يده ويقبض عليه كلما اقترب منها سيباستيان؟ لماذا أدمعت عينيها وهي تحاول أن تبقى ثابتة أمامه وتتحدث معه بجدية؟"سيـ.. باستيان.. جديًا.. أنا عطشة" تنهد سيباستيان عندما رأى دموعها وابتعد عنها ليقول:"حسنًا.. سأحضر لكِ قارورة ماء"نظر للخارج من خلالِ النافذة وعبث بأنظاره هنا وهناك وكأنه يبحث عن مكان ليستطيع السير فيه من غير أن يتبلل ولكن المطر أستولى على كل مكان فقال:"لا حل آخر سوى العودة للمنزل، أتستطيعين التحمل إلى أن نصل؟" أومأت له بالإيجاب لكي يبدأ بقيادة السيارة إلى المنزل، وفي طريقهما حينما كانت أعين ساشا مركزة على الطريق الممطر تذكرت أمر السرير فنظرت لسيباستيان وسألته بقلق:"أسيتمكنون من إحضاره في هذا المطر؟"أجابها وعينيه لا تزالان على الطريق:"إن لم يتمكنوا من إحضاره اليوم فسيفعلون غدًا" هو كان مُرَكِزًا على الطريق؛ ولهذا لم ينتبه لارتجافها بسبب البرد أما هي فقد كانت مركزة على يده اليمنى التي كان يضعها بينهما.. تنظر لها بتركيز وترى الفرق بينها وبين يديها وبكل بطء أمسكت بها ليشعر ببرودة يديها وهي تقول له:"يدك كيد الغول!" في هذه اللحظة تعمد إمساك يديها ليدفئهما بيده ولكيلا يشعرها برغبته هذه تحدث بسخرية "يدي ليست كيد الغول لكن ماذا تتوقعين من يد علبة التونة؟" نفخت خديها بغضب كما الطفلة التي تطلب الحلوى فيرفض والدها، لكنها لم تغضب بسبب الحلوى بل بسبب نعتهِ لها بـ"علبة التونة""لا تقل علبة تونة! هذا لقبٌ مزعج!" "لماذا تتذمرين؟ أنتِ تناديني بعدة ألقاب ولم أقل أي شيءِِ ضد هذا، هل أذكركِ بها؟""يـ.. يا لك من حقودِِ يا رجل.. ولكن لا يمكنك لومي على ما أقوله.. هذه الألقاب تناسبك" "والآن ظهر لي لقبٌ جديد.. الثور" "هذا ليس لقب.. هذا أنت.. كيف ترفض نفسك؟""وأنتِ علبة تونة كيف ترفضين نفسكِ؟"نظرت له بعنين أضاقتهما بسبب انزعاجها لترد عليه بحدة:"هل أنت متحجر العقل يا سيد راي؟ قلت لك: لا تناديني بعلبة التونة هذا اللقب مزعج جدًا!"ابتسم باستمتاعِِ لما يحصل عندما رأى وشعر بانزعاجها ليستمر بازعاجها قائلًا:"أتنزعجين من هذا اللقب يا علبة التونة؟""إن كنتُ أنا علبة تونة فأنت عجوزٌ متكبر يا هذا" "الجميع سيشيخون في النهاية؛ لهذا لا أرى مشكلة من مناداتي بالعجوزِ منذ الآن لكي أعتاد مستقبلًا.. لكن من الجيدِ أنكِ اعترفتِ بأمرِ كونكِ علبة تونة يا علبة التونة"وهكذا استمرا.. تعمد مناداتها طوال الطريق بعلبة التونة ليزعجها أما هي فقد حاولت تجاهله إلى أن وصلا إلى المنزل.."أنتظري يا علبة التونة لا نريدكِ أن تغرقي بسبب المطر" "المطر يهطل بغزارة ولكن ليس إلى الحد الذي سيجعلني أغرق!" ضحك بسخرية على كلامها ثم رد عليها:"بطولكِ هذا.. حتى إن سكبنا قارورة ماء عليكِ فستغرقين؛ لهذا أنتظري سآتي لكِ من الباب الآخر"نزع سترته ليضعها فوقه حاميًا نفسه من المطر ليخرج ويفتح الباب لها كي تآتي بجانبه "أبقي بجانبي وتمسكي بذراعي جيدًا حسنًا؟ فكما قلت: لا نريدكِ أن تغرقي"تنهدت ساشا بسأمِِ من سخريته التي لم يتوقف عنها وعوضًا عن أن تمسك ذراعه أغلقت باب السيارة بقوة ونظرت له بحدة "هذه ليست سيارتي.. بل سيارة أمي إن كنتِ لا تتذكرين" "لا يهم.. أخبرني هل أنا أول فتاة قصيرة تدخل لحياتك؟" "نعم، أنا أحب الشقراوات الطويلات.. للأسف أنتِ لا تتمزين بأي شيءِِ من هذا أي أنكِ شاذة بين النساء اللواتي أعرفهن، وثم.. إزعاجكِ ممتع""أنا سأعيد سخريتك هذه لك في يومِِ ما وسترى""لندخل وبعدها تستطيعين إعادتها متى ما أردتِ" كان يحميها ويحمي نفسه من المطر بسترته التي حملها فوقهما وحينما أرادا السير ليدخلا أوقفته ساشا وهي تمسك به بشدة وتنحني ممسكة ببطنها لتتغير ملامح انزعاجها وغضبه إلى ملامح ألم "ساشا؟ ماذا يحصل؟ هل أنتِ بخير؟" "مؤ.. لم"لم تستطع قول كلمة أخرى فبعدها أغمضت عينيها لتشد بقبضتها على يدها وكأنها تحاول أن تمنع الألم من الازدياد، وفجأة شعرت بيد سيباستيان فوق يدها ففتحت عينيه ورأته منحني ينظر لها بقلق"ساشا.. أتتألمين بشدة؟ هنا؟" أومأت له بالإيجاب فأعادها فورًا للسيارة وأخذها للمسشفى.. وفي طريقهما بقي قلقًا على حالها فسألها عدة أسئلة قبل وصولهما للمشفى "أيؤلمكِ بشدة؟ هل تنزفين؟"كانت صامتة تنتظر وصولهما للمشفى وكل كان يسألها كات تجيبها إيماءً بالإيجاب أو النفي إلى أن وصلا ليدخلها إلى المشفى ويخبر أوليفر بالذي حدث لها ليهرع ويذهب لفحصها.. وبعد انتهاء الفحص صمت أوليفر للحظات لكنه سرعان ما تنهد ليقول له:أوليفر "كم مرة تضايقها وتزعجها في اليوم؟" سيباستيان "ما شأنك؟ لا تكن لي إستيفان الثاني وأخبرني ماذا بها؟ هل الطفل بخير؟" ما شأنك.. أتذكرونها؟ الجملة التي يكره سيباستيان أن توجه له، وكذلك أوليفر يكره إن تُوجَه له هذه الجملة بعد أن يسأل عن مريضته؛ ولهذا هجم على صديقه فورًا وهو يتحدث معه بغضب:أوليفر "أنظري لي يا هذا إن كنت في هذا المشفى فلن يهمني أمر كونك صديقي وهي زوجتك، كل ما يهمني هو أنها مريضتي؛ لهذا أخبرني بسرعة كم مرة تضايقها وتزعجها؟" الصدمة كانت واضحة تمامًا على وجه سيباستيان فلأول مرة يرى صديقه زير النساء جادٌ جدًا؛ لهذا أصبح يأخذ الأمر بجدية أكبر لينظر لساشا ويسألها:سيباستيان "كم مرة أزعجكِ وأضايقكِ في اليوم؟" حتى ساشا تفاجأت من هجوم أوليفر؛ لهذا بقيت صامتة لثواني ثم رمشت عدة رمشات لتنظر لسيباستيان وتقول:ساشا "حتى وجهك يسبب الضيق لي؛ لهذا أنت تضايقني وتزعجني كلما بقيت معي" سيباستيان "ألم تكوني تتألمين قبل قليل؟ أين ذهب ألمكِ الآن؟" كانت تريد أن ترد عليه ولكن تحدث أوليفر قبلها جعلها تصمتأوليفر "أنا لا أسمح لك بالتحدث معها هكذا!" سيباستيان "لا تتكبر فوق رأسي؛ لأنك طبيبٌ هنا!" أوليفر "وأنت لا تتحدث بهذه الطريقة معي؛ لأنكما متشاجران معًا" عقدا حواجبهما بذات الوقت ليسألاه معًا:ساشا/ سيباستيان "من المتشاجران؟" أوليفر "أنتما.. كلامكِ يوضح هذا وإلا لِمَ ستتضايقين من رؤية وجه زوجكِ؟" في هذه اللحظة ألتفت كلاهما للجانب الآخر مبعدان أنظارهما عن أوليفر لكي يحاولا الخروج من هذا الحديث سيباستيان "لا أظن أن هذا الأمر يخصك، ماذا سيحدث إن تشاجرنا أم لا؟" أوليفر "برأيي يجب أن تحلا مشكلتكما.. فهذا غير جيدٍ للجنين" عندما قال جملته نظرا له فورًا ليسألاه بقلق:ساشا/ سيباستيان "ما به الجنين؟" سيباستيان "لم يصبه أي ضرر أليس كذلك؟" أوليفر "حاليًا لا"سيباستيان "وتألمها قبل قليل؟ ماذا كان؟" أوليفر "ردة فعل طفلكما"سيباستيان "ماذا تعني بردة فعله؟" ساشا "نعم، كيف لهذا الألم أن يكون ردة فعله؟" أوليفر "الطفل يشعر بما تشعرين به.. إن تألمتِ فهو سيتألم.. وهكذا أصبحت ردة فعله عندما تضايقتِ وانزعجتِ، من الأفضلِ أن تنتبهي أكثر من بعد الآن.. المشاعر السلبية قد تعطي ردة فعل أسوأ المرة المقبلة، كما كنت أقول.. حاليًا لم يصب الجنين أي ضرر.. لكن لا نعلم ماذا قد يحدث مستقبلًا؟"سيباستيان "دعني أختصر كلامك لنا.. أنت تمنع المشاعر السلبية عنها" أوليفر "تمامًا؛ ولهذا يجب أن تحلا مشكلتكما، أنصت إن تأثرت ساشا الآن أو صُدِمت فقد يؤثر هذا على الجنين مستقبلًا بعد أن يولد"صمت سيباستيان للحظات ثم تنهد ليسأله:سيباستيان "وماذا نفعل غير هذا؟ أستعطيها دواء وما شابه؟" أوليفر "ليس الآن.. لكن إن تألمت مجددًا فأحضرها فورًا، وأنتِ ساشا إن شعرتِ بأي شيء فلا ترددي بالقدوم حسنًا؟" أومأت بالإيجاب كي تقف موجهة الكلام لسيباستيان:ساشا "هل نذهب الآن؟" سيباستيان "فلنسأل الطبيب.. هل نذهب الآن أم أنك ستقول شيئًا آخر؟" ابتسم ليسمح لهما بالخروج.. ولكن في الحقيقة هو كان يتصنع الابتسام ليسحب سيباستيان قبل خروجه ويتحدث معه بسرعة قبل انتباه ساشا له"ماذا بك يا رجل؟! ماذا تريد؟" "أقسم بأمك أنك لن تحزنها، لن تضايقها، لن تزعجها، لن توترها، ولن تفعل أي شيءٍ سيء لها" "أقسم بأمي؟! بحقك يا رجل! إنها أم طفلي.. لن أؤوذيها بالتأكيد" "أنا سآتي بين فترة وفترة لأرى حالها.. وتأكد خاصة أنها لن تُصدَم، إن أصاب هذا.."وقبل أن يكمل أوليفر كلامه عادت ساشا لترى لماذا تأخر سيباستيان فغير ما كان يقولهأوليفر "بالتأكيد سآتي فنحن لم نجتمع منذ مدة"نظر أوليفر لساشا وقد علت الابتسامة وجهه ليقول:أوليفر "يبدو أن زوجتك سئمت من البقاء في المشفى، هيا أذهب لها قبل أن تسأم أكثر" أشار لها بفمه أنه سيكمل حديثهما في وقتِِ لاحق ثم خرج مع ساشا ليريا أن المطر قد توقف ولكن الغيوم لم تنقشع بعد فبقيت ساشا واقفة تنظر للسماء ولو لم ينتبه سيباستيان لعدم وجودها بجانبها ما كان ليلتفت أبدًا ويتحدث معها:"ماذا تفعلين؟ هيا سنعود للمنزل" استمرت بالنظر للسماء للحظات ثم نظرت له وذهبت إليه لتسأله بكل طفولية:"متى سيظهر قوس المطر؟""قوس المطر؟" رفع أنظاره للسماء ثم ابتسم وأجابها: "ألا تعلمين؟ سيظهر مع الشمس" عندما أعاد عينيه لها رأها في عالمٍ آخر فلوح بيديه أمامها وكاد أن يناديها بعلبة التونة لكنه تدارك نفسه ونادها باسمها قبل أن تشعر به لتنظر له:"مـ.. ماذا؟" "أين كنتِ؟""لا مكان.. أنا معك هنا" "هذا واضح.. جسدكِ كان هنا ولكن عقلك طار بعيدًا""لا، لم يطر إلى أي مكان.. هيا لنذهب الآن قبل أن تمطر مجددًا""من الأفضلِ أن تنتبهي أكثر من بعد الآن، المشاعر السلبية قد تعطي ردة فعل أسوأ المرة المقبلة" جملة أوليفر هذه غُرِست في عقل سيباستيان الذي لم يرغب أبدًا بازعاجها مجددًا؛ ولهذا لم يصر على سؤالها وذهبا فورًا للسيارة، وما إن بدأ سيباستيان بقيادتها حتى عاد عقل ساشا للمكان الذي كان فيه.. بالتحديد قبل عشر سنوات.. وقفت تنظر للسماء بعد أن توقف المطر بحذاءِِ صغير تلطخ بالطين، بقيت أنظارها معلقة بها وفجأة سقطت عينيها عن السماء حينما سمعت ضحكات تلك الصغيرة وهي على كتفي والدها.. نظرت لهما بإعجاب.. أرادت أن تجرب هذا الشعور.. شعور تلك الطفلة مع أبيها وهي تسأله: الطفلة "بابا؟ متى سيظهر قوس المطر؟" الأب "إنه صديق الشمس.. سيظهر معها" الطفلة "هذه المرة سأصل للطرف الآخر وسأحصل على الذهب!" لم تفهم ساشا ماذا عنت الطفلة بكلامها لكنها أعجبت به وأنتظرت ظهور قوس المطر لتبدأ بمحاولة الوصول للطرف الآخر.. حاولت وحاولت إلى أن تلاشى قوس المطر وتلاشت ذكرياتها معه لتعود إلى الحاضر وهي تسمع صوت سيباستيان يحادثها:"بما أن جدتي هنا فعلى الأغلبِ أنكِ تعلمين ماذا سيحصل أليس كذلك؟" "ماذا سيحصل؟""سننام في غرفة واحدة.. لكن لا تقلقي سنقفل الباب وسأنام على الأريكة""هذا لا يهم الآن.. المهم أن سرير الطفل سيبقى في غرفتي أليس كذلك؟ في النهاية أنا أمه ولا أريده أن يفترق عني""ليولد أولًا بعدها سنقرر أين سنضع سريره؟" "مهما قلت في النهاية سيوضع في غرفتي"حينما وصلا للمنزل خرج سيباستيان قبلها ليهرع ويفتح باب السيارة قائلًا لها:"أنتِ لن تسيري، أنا سأحملكِ وإن شعرتِ بأي ألم أنطقي بكلمة مشفى لأخذكِ فورًا حسنًا؟" نظرت له باستغرابِِ من قلقه الشديد لتبعد يداه وتخرج من السيارة "أنا أستطيع السير لوحدي" "ولكنكِ ستغرقين إن سرتي!" "لن أغرق يا هذا!!" "بل ستغرقين دعيني أحملكِ!""لا!!" "ستقتلين الطفل معكِ إن غرقتِ!" سار سيباستيان معها إلى باب المنزل ودخلا بينما لا يزال يحاول إقناعها بحملها وهي ترفض، ولو لم يعترض إستيفان طريقهما لاستمرا بالسير إلى سقف المنزل!إستيفان "ماذا تفعلان؟ عن أي غرقِِ تتحدثين" نظرا له ولم يجيباه لتعود ساشا إلى حديثها معه:ساشا "رأيت؟ لم أغرق!" سيباستيان "ياللعجب.. كنت متأكد أنكِ ستغرقين، كيف لم يحدث هذا؟!"ساشا "ربما لأنني لست من السنافر"نظر لها وهو يتفحصها ليقول وهو يتصنع نظرة الخبير:سيباستيان "أشك في هذا" استمرا بالنظر لبعضهما.. سيباستيان الذي كان يتفحصها بنظراته وساشا التي لم تعجب بنظراته أبدًا وهذا ما كان واضحًا عليها وفجأة قاطعهما إستيفان مجددًا لينظرا له وهو يقول:إستيفان "أنا هنا.. ألا تريانني؟!"سيباستيان "بما أنك هنا"إستيفان "بما أنني هنا؟! يبدو أنك لاحظت وجودي للتو"سيباستيان "على كل حال.. أنا سأخرج لمكان قد أتأخر لساعة أو ساعتين؛ لهذا أعتني بها فقد عدنا من المشفى للتو" وافق إستيفان بقلقِِ ليخرج سيباستيان بسرعة وتبقىهي مع توأمهإستيفان "ماذا بكِ؟ هل أنتِ بخير؟" ساشا "لا تقلق أنا بخير"صمتت لثواني ثم همست له:ساشا "أين جدتك؟" إستيفان "مع ليفاي وليلي.. إن كنتِ تفكرين في شيءٍ ما فلا تقلقي هي لن تنهض من مكانها سوى بعد على الأقل خمس ساعات"ابتسمت ساشا عندما قال لها هذا الكلام وكأنه يقرأ أفكارهاساشا "بما أنك تقول هذا فأسمع ما خطر على عقلي، أنا أريد البحث عن شخص ما أي أريد بعض المعلومات عنه، أيمكنك أن تساعدني في هذا؟" إستيفان "إن كنتِ تريدين البحث فأنا لست الشخص الصحيح لتسأليه بل تايلور" ساشا "إذًا لنذهب لها!"إستيفان "الآن؟ ولكنكِ أتيتِ للتو من المشفى"ساشا "لا تقلق أنا فقط أتألم بجانب سيباستيان وليس بجانبك!" إستيفان "ولكن مع ذلك يجب أن ترتاحي، اتصلي عليها ودعيها ترسل لكِ المعلومات عن الشخص الذي تريدينه" ساشا "أنسيت أمر هاتفي؟"صمت لثواني ثم أخرج هاتفه من جيبه ليمده لهاإستيفان "يمكنكِ استعمال هاتفي، لدي رقمها"وقبل أن توافق نظرت له باستغرابِِ من قوله "لدي رقمها" وفورًا سألته:ساشا "من أين لك رقمها؟" إستيفان "هـ.. هذا.. لا يهم الآن، أتريدين أن تتصلي بها أم لا؟" ساشا "سأتصل سأتصل!" عندما خرج سيباستيان دخل باتريك سميث لعقل ساشا، وحالما خرج سيباستيان من لدى ساشا حتى ذهب لاماندا.. حينما وصل منزلها وجد الباب مفتوح فدخل من غير أن تشعر ليفاجئها لكن ما حدث العكس فقد تفاجأ حينما سمعها تقول:"حامل؟! يالسعادتي سيصبح لدي خمسة أطفال!" دخل سيباستيان ليصرخ بصدمة ولكنه توقف بسرعة حينما رأها تمسك قطة وتنظر له بتفاجئ من دخوله "أكنتِ تتحدثين عن القطة؟""نـ.. نعم، هذه قطتي وكانت لدى صديقتي.. أخبرتني أنها حامل وستنجب خمسة قطط!" "لماذا تقولين خمسة أطفال؟! كاد قلبي أن يقع من مكانه!" صمتت باستغراب من كلامها وبعد لحظات ضحكت قائلة:"أكنت تظن أنني كنت أتحدث عن نفسي؟ ما زال الأمر مبكرًا للحمل والأطفالK أنا لا أريد أي أطفال الآن، وأيضًا أطفال قطتي هم أطفالي!" تنهد سيباستيان بارتياحِِ بعدما سمع ما قالته ليذهب ويجلس على ذلك المقعد"هذا جيد.. ذاتًا يكفيني واحدٌ للآن وكاد أن يقتلع قلبي قبل أن يولد، بأي حال.."نظر لها وأكمل بابتسامة فاتحٌ ذراعيه:"ألم تشتاقي لي؟" عندما رأها ترتمي في حضنه تاركة قطتها بدأ يتذكر كلام أوليفر وحينها نظرت له اماندا"قلبك.. ينبض بشدة أأنت بخير؟""بعد مفاجأتكِ.. نعم، بخيرٍ.. تقريبًا""ماذا حدث في الغابة؟" حاول سيباستيان فورًا تغيير الموضوع لحظة سؤالها عن الغابة"دعينا من الغابة.. جدتي أتت!""أعلم إستيفان أخبرني بكل شيء، الآن أنت أخبرني ما الذي حدث في الغابة؟""لنذهب للسرير""سيباستيان!! أخبرني ما الذي حدث في الغابة؟""لا شيء.. كانت مجرد رحلة عادية""إذًا لماذا لم ترد على اتصالاتي؟""نسيت هاتفي في المنزل الموجود في الغابة، على كل حال دعينا من هذا الأمر.. لنتحدث عنا يا عزيزتي.. أنا أشتقت لكِ كثيرًا!"مثلما أراد سيباستيان ابعادها بشدة عن حديث الغابة وكذلك ساشا أرادت معلومات باتريك سميث؛ ولهذا لم تترك هاتف إستيفان حتى بعد اتصالها بتايلور"ماذا قال لكِ أوليفر؟ أكل شيءِِ على ما يرام؟""نعم، ولكنه منعني من الحزن والتضايق والمشاعر السلبية.. قال: أن هذه المشاعر ستؤثر على الجنين""إنه محق.. يجب ألا تتضايقي وأنتِ حامل، هذه المشاعر قد تؤثر بالطفل حتى بعد الولادة" عقدت حاجبيها عندمت سمعته يتحدث بهذه الطريقة لتقول:"تتحدث وكأنك كنت معنا""أظن أن هذا أمرٌ طبيعي بما أنني أستاذ جامعي في علم النفس" هي أرادت أن تسأله ولكنه قاطعها بمد اصبعه نحو النافذة وهو يقول:"ظهر.. قوس المطر"التفتت ساشابسرعة لترى ألوان قوس المطر التي زينت خارج المنزل وحينها تذكرت كلام سيباستيان "سيظهر مع الشمس".. لا تعلم لماذا؟ ولكنها تذكرتها.. تذكرت شمس أغسطس ويوم ميلاده، وفجأة تلاشت هذه الذكرى عندما صوت قدوم إشعار من هاتف إستيفان فنظرت له لترى معلومات باتريك أمامها، طوله، وزنه، عدد أفراد عائلته وترتيبه بينها، مقاس ملابسه، ماذا يحب؟ ماذا يكره؟، يوم ميلاده، أين كان يعيش؟ وغيرها من الأمور"هذا مخيف.. وكأن الـFBI من أرسل لي هذه المعلومات""في الواقع.. هم لا يساوون شيئًا أمام تايلور" "بأي حال.. أنا سأكتب هذه المعلومات في ورقة.. أعني أوراق ثم سأعيد هاتفك لك" عندما نفرح يمضي الوقت ونحن لا نشعر به وهكذا مضى الوقتُ سريعًا بالنسبة لساشا التي لم تنتبه لعودة سيباستيان سوى على العشاء ومع ذلك هي لم تتحدث معه وذهبت لتنام قبله وفي وقتٍ مبكر!بينما ينام الصغار يخرج الكبار لبعض الأشغال.. كما في حال صونيا وكارتر الذي كان ينتظرها طوال ساعة لتجهز؛ ولهذا أصبح يتحدث مع نفسه بينما ينتظر انتهاءها"لم أكن أفهم لماذا كان جون ينزعج من تأخر زوجته؟ لكنني أصبحت أفهمه الآن، لِمَ أخذت ساعة كاملة في ارتداء فستان؟ ومعها مولي كذلك!" فعليًا لو أنه علم أنها ما زالت تختار الفستان أو بالأصح تحاول اختيار الفستان حتى الآن لكان قد أصيب بنوبة قلبية كما أصاب الملل مولي وهي تساعد صديقتها"بحقكِ!! ألن تختاري واحدًا وترتديه أم أنكِ ستذهبين عارية؟!" "أنا أحاول أن أختار فستانًا يليق بي عندما أكون بجانبه، مثلًا: إن أرتديت هذا الأسود فسأبدو كحبيبته وأنا بجانبه.. لكن هذا غير جيد، وإن أرتديت هذا الأحمر فسأبدو كأخته، ومن الأفضل ألا نتحدث عن الأزرق أبدًا!" "إذًا أرتدي الأسود.. ولننتهي!" "ألا تملكين فساتين أفضل من التي لدي؟!" تنهدت مولي معلنةً ضجرها بتنهديتها ثم أخذت إحدى تلك الفساتين لتجبرها على ارتدائه"هذا جيد.. أرتدي هذا!" "ولكن.." "لا يوجد لكن.. إن لم ترتدي هذا الآن فساشا ستنجب طفلها وأنتِ لم تختاري أي شيءِِ بعد!" مولي كانت محقة في كلامها ولأنه صونيا لم تملك خيارٌ آخر فقد أجبرت نفسها على ارتدائه لتضع لنفسها بعض مساحيق التجميل وهي تتحدث مع صديقتها"هل تعتقدين أنني سأعطي فكرة خاطئة إن وضعت أحمر شفاه غامق؟" "لماذا تقلقين بشأن هذا الأمر؟ ما الذي يهمكِ إن أعطيتِ فكرة خاطئة أم لا؟" "لا شيء ولكن.. كارتر رجلٌ كبير.. له مكانة في المجتمع وأنا لا أريد أن أفسد هذه المكانة بظهوري معه بشكلٍ خاطئ""ألهذا السبب فقط؟" أبعد عينيها عنها لكيلا تكشف كذبها وأكملت حديثها"وهل سيكون لدي سببٌ آخر؟""إن كنتِ لا تريدين إفساد مكانة هذا الرجل فهيا أنتهي بسرعة، إنه ينتظركِ في الأسفل منذ ساعة!" صمتت صونيا للحظات ثم تنهدت واستدارت لصديقتها "مولي" "ماذا بكِ؟""ألن يحصل شيءٌ سيء إن ظن أحدهم أننا على علاقة؟ هو يقول: أنه يراني كأم ابنة وابن أخوه.. لكن.. في الواقع أشعر أنه يوجد شيءٌ ما ليس كما قال.. أتعتقدين أن ظني خاطئ؟" ابتسمت مولي فأخيرًا شعرت صديقتها بكارتر الذي كان معها منذ سنوات.. لكن.. يوجد شيءٌ خاطئ.. نظرات صونيا ليست نظرات السعادة، بل نظرات قلق فأخفت ابتسامتها قبل أن تلاحظها صونيا وقالت:"لماذا تفكرين بهذا الأمر؟" "تسألين وكأنكِ لا تتذكرين ماذا حصل عندما ألتقط ذلك الصحفي صورتي مع فيرناندو لحظة خروجنا من الفندق، أنا حقًا لا أريد لما حدث أن يتكرر.. تكفيني جوانا كعدوة لا أريد عدوة أخرى" "ولكن.. كما أعرف كارتر ليس متزوجًا.. ولا تربطه علاقة بأي امرأة" "لكن ربما توجد له معجبات.. إنه وسيم ولا أنكر هذا؛ لهذا لا أريد أن أعيش في فوضى أكثر، حياة ساشا لم تكن جيدة جدًا لكن لتكن حياة طفلها كذلك" "دعي ساشا وطفلها جانبًا لدقائق وأخبريني" ابتسمت مولي تلك الابتسامة التي تستفز صونيا وتشعرها أنه يوجد شيءٌ ما خلف كلامها قبل أن تكمله"أحقًا ترين كارتر وسيم؟" "أليس كذلك؟ برأيي إنه كذلك.. كما أنه طيب، ولطيف.. هو يتمتع بالعديدِ من الصفاتِ الجيدة وإن لم يكن له معجبات فهذا سيفاجئني فعلًا!" "نعم، سيكون هذا مفاجئًا فعلًا!" هي أرادت أن تلمح لها بأن عدم إعجابها بكارتر حتى الآن وهي تمتدحه أمر مفاجئ وغير معقول لكن صونيا لم تفهم"بأي حال.. هيا أنتهي لكيلا تتأخري عليهِ أكثر" بعد مدة انتهت صونيا من وضع مساحيق التجميل وقفت أمام صديقتها لتسألها:"أنا لم أبالغ أليس كذلك؟ لا يبدو الأمر وكأنني سأخرج في موعد أو ما شابه.. أ.. أليس.. كذلك؟" "لا، كل شيءِِ جيد.. جيدٌ جدًا!" جيدٌ بالنسبة لها.. جيدٌ لكي تدفعها نحو كارتر لتذهب له بذلك الفستان القصير..

سندريلا المنبوذةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن